منتديات قفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جواسيس وارهابيون ..العلاقات الاخيرة --- الجء الاول

اذهب الى الأسفل

126 جواسيس وارهابيون ..العلاقات الاخيرة --- الجء الاول

مُساهمة من طرف صقر السياسة 2008-04-25, 10:07 pm

الكاتب جان جاك سيسيل عضو سابق في وحدة خاصة للاستخبارات العسكرية الفرنسية. وهو متخصص في التجسس والوحدات الخاصة. وقد ألّف كتاب “بيزنيس التجسس” و”كوماندوهات بحرية فرنسية”. وفي هذا الكتاب الصادر عن دار “نوفو موند”، يسلط الضوء على السباق بين التجسس والإرهاب.
يبتدئ الكتاب بالحديث عن إسقاط المقاومة العراقية سنة 2006 لثلاث طائرت هليوكوبتر أمريكية في ثلاثة ايام، ومن بينها طائرة “أباتشي” التي كان القادة الأمريكيون يرون أنها قادرة على الإفلات من الرصاصات وشظايا المدافع. ولكن الحادث زرع الرعب في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). هل وصلت المقاومة إلى مستوى استخدام تقنيات وتكتيكات جديدة؟ هل وجدوا مكامن الضعف؟ وهل يستخدمون آخر المبتكرات من الصواريخ؟ ولكن ما السرّ في كل هذا؟ إنها عمليات تطويرات بدائية وبسيطة ويتعلق الأمر بعبوات تفجيرية جوية مفبركة. تطويرات بدائية تطال صاروخا يقذف قنبلة على بعد 15 مترا من العلوّ. انفجار الشحنة يحدث على هذا العلوّ بفضل رأس قذيفة مدفعية. و”يكفي الأمر وضع عبوات تفجيرية جوية مفبركة على طول ممرات جوية معتادة تستخدمها طائرات الهيلوكوبتر التي تطير على علو منخفض والانتظار”.
تصور الصحافيون أن ثمة شيئاً يمكن أن يحقق سبقا صحافيا يخصّ سلاحا جديدا، ولكن الإدارة الأمريكية سرعان ما اكتشفت أن هذه الجدّة، لا تعدو أن تكون تقليدا لفعل سابق. “الأمر يشبه ما فعله الفيتناميون الشماليون أثناء معارك “كو شي” ابتداء من سنة 1965. إذ كانوا يُعلّقون أكياسا من القنابل إلى عصي طويلة، والعصي نفسها مثبتة في قمم الأشجار المختارة بحصافة. ولا يتبقى سوى الصبر وانتظار اللحظة المناسبة.
والتطوير والتعديل طويل ويسوق الكاتب أمثلة كثيرة عن هذه الأشياء، ومن بينها ما قام به الروس فيما يخص المزاوجة ما بين صاروخ أرض - جو خفيف من نوع “ستريلا” مع نظام كشف للأصوات.
يتحدث الكاتب عن وجود دلائل عسكرية في الأسواق وعلى الشبكة، ما يجعل الإرهابيين على علم بالتقنيات العسكرية. “يتعلق الأمر بوثائق تساعد كل إرهابي مبتدئ وغير متخصص على الانتقال إلى الحركة ورؤية اسمه في الصفحات الأولى للصحافة”. ويقول ان الإرهابيين يمكنهم الاطلاع على الخبرة من خلال “استعادة” كتب موجزة عسكرية بطرق مختلفة. “سنة ،1965 وزع سلاح البر الأمريكي كتيبا حول مختلف الطرق المستخدمة فيما يخص العبوات والفخاخ، وبعد عشرين سنة وزّع الجيش العراقي نفس الكتيب باللغة العربية على جنوده”.
لكن هل تساعد هذه الكتيبات المقاومة العراقية؟
الأمر يمكن نقاشه، لقد بدأوا من سنة 2003 يطورون تقنياتهم. ولأننا بصدد الحديث عن العلاقات الملتبسة ما بين الإرهاب والجريمة، يورد تحول الكثيرين من القوات الخاصة السوفييتية والروسية، لاحقا، هذه الوحدات التي كانت تثير فزع الغرب أثناء الحرب الباردة، إلى الجريمة. ويركز الكاتب على فرقة “سبتسناز”Spetsnaz ويرى أن نصف جنودها، ويصل عددهم إلى 30000 فرد، وجدوا أنفسهم في الشارع، وبالتالي انضموا إلى عصابات المافيا والجريمة. يكتب المؤلف: “في سنوات التسعينات ارتفع عدد الجرائم التي لم يكتشف مرتكبوها: لأنها ارتكبت من قبل مهنيين لم يتركوا خلفهم أي أثر”. وكثرت في روسيا تفجير عبوات عن بعد كان آخرها في سنة ،1996 واستهدف التفجير جنودا سابقين في أفغانستان في مقبرة، وأدى لمقتل 14 شخصا، العزاء الوحيد هو أن الأموات ما كان لهم أن يُحْمَلوا بعيداً كي يُدفَنوا. ونفس الشيء حدث في المكسيك في التسعينات من القرن الماضي. ويتعلق الأمر بحرب المخدّرات، حيث تلجأ المافيا إلى ضباط عسكريين سابقين من المظليين، وهم يقومون باستدراج زملائهم من قوات النخبة. والسبب كما يراه الكاتب يتمثل في حاجة المافيات المتصارعة إلى قوة ناريّة كبيرة.
هنا يتعلق الأمر بالجريمة. ولكن الأمر يقترب من الإرهاب كما يرى الكاتب. “إذْ حين تصل القوة النارية والخبرة العسكرية لدى المجموعات الإجرامية إلى هذا المستوى، فنحن ننزلق نحو إرهاب فعلي. ما الذي يفرق ما بين المجرم والإرهابي؟ بداهة، نفهم أن المجرم يفعل ما يفعل بدافع الربح، أما الإرهابي فيفعل فعلته بِدَافع سياسي. لقد رأينا، في أمريكا الجنوبية بعض العصابات (الإجرامية) وهي ترتكب جرائم واغتيالات لهدف سياسي أيضا. مثلا، من خلال قتل كل ركاب باص من أجل محاولة إلغاء قانون جديد يعزز من الترسانة القضائية التي تدين المهرّبين” هذه الظاهرة مخيفة، لأنها بدأت تقضم حتى الولايات المتحدة، حيث تخشى السلطات الأمريكية: “تحالفات دقيقة وموضوعية بين الإرهابيين والمجرمين. إذْ يمكن للإرهابيين أن يستخدموا شبكات تهريب البشر من أجل اختراق خلايا قادرة على الفعل والضرب في الولايات المتحدة الأمريكية”. وتعاني الولايات المتحدة في العراق من مشكل عويص يتمثل في قلة من يريد الانخراط في الجيش الأمريكي، من هنا التجأت إلى تجنيد أفراد العصابات الإجرامية، ولكن الأمر لا يخلو من مخاطر وارتدادات. ما بين 2002 و2006 تم إحصاء 320 من قدماء العصابات، وهو رقم لا يعكس حقيقة الأمر. الخطر نابع من أن بعض المجرمين، على المدى المتوسط، يمكنهم أن يُطبّقوا في شيكاغو ونيويورك وسان فرانسيسكو أو في أمكنة أخرى تقنيات الحرب التي تعلموها وطبّقوها في العراق.
يذهب بعض ضباط الشرطة إلى حد القلق من تحالف كبير بين اللصوص. “إن بعض أفراد العصابات الذين حاربوا جنبا إلى جنب في الشرق الأوسط، والذين كانوا من قبل متنافسين، يمكنهم حين عودتهم إلى البلد أن يتحالفوا فيما بينهم”، هؤلاء الأفراد اكتسبوا خبرة لا نظير لها جراء مشاركتهم في حرب العراق.. وثمة خطر أن “يُفيدوا الإرهابيين من خبراتهم”، ويقول الكاتب: “ليس من النادر أن نرى بعض أعضاء العصابات يقومون بنوع من التوبة لدى الأصوليين”، ويستعرض المؤلف مثال خوسي باديّا Jose Padilla الملقب بعبد الله المهاجر. لقد ولد في بروكلين وبعد معاشرة عصابة “مانياك لاتين ديسيبليس” في شيكاغو، وبعد أن قضى بعض فترات في السجن، غادر الولايات المتحدة سنة 1998 وقام بزيارة إلى أفغانستان، ثم زيارة أخرى إلى باكستان حيث تعلم تقنية “القنابل القذرة”، وتم إيقافه في مطار شيكاغو في مايو/أيار من سنة 2002”.
السجون الأمريكية تُسْتَخْدَم من قبل الإسلاميين من أجل تعبئة الأنصار باستخدام الدين.
الإرهابيون لهم أيضا قواتهم الخاصة: ويأتي الكاتب بمثال “علي محمد” (الذي يرى فيه كائنا عاش حياة مزدوجة مبرهنا على أن الواقع يتجاوز أحيانا الخيال) ضابط القوات الخاصة المصرية، الذي زار الولايات المتحدة لأول مرة في دورة تدريبية، ثم عاد إليها سنة 1985 وأصبح رقيبا في القوات البرية الأمريكية. لم يكن رقيبا عاديا، كما يرى المؤلف، إذ إنه أصبح، في سرعة قياسية، معدا ومدربا في ثكنة “فورت براغ” Fort Bragg في موضوع الثقافة الشرق الأوسطية. وتعتبر الثكنة أهم ثكنة أمريكية وتحتوي قيادة أركان بالإضافة إلى مدرسة للقوات الخاصة، وتضمّ أيضا قيادة العمليات الخاصة لكل وحدات الجيش. هذه القيادة تعتبر الأكثر تقدما في هذا الميدان إذ إنه مكلفٌ بالعمليات السرية الأكثر تعقيدا. “إنّ وجود هذه القيادة أسبغت عليها هالة من السرية لدرجة أننا لا نعرف جيدا أي الوحدات التي تقوم بالأمر”، وبالطبع ليست هذه الوحدة هي الوحيدة، توجد ثمة قوات الدلتاDelta الشهيرة.
علي محمد عاش صعودا كبيرا في الجندية، إذْ باعتباره جنديا في القوات العسكرية الأمريكية زار أفغانستان، التي كانت تحت الاحتلال السوفييتي، بصفة رسمية، ولكن البنتاغون لم يكتشف لديه أي نشاطات تتنافى مع وظيفته، على الرغم من أنه كان يقضي عطلاته في نيوجيرسي، حيث يدرب أصوليين إسلاميين على عمليات مراقبة واستخدام الأسلحة واستخدام المتفجرات. وحين ترك الخدمة العسكرية اشتغل خبيرا في ميدان الأمن في الخطوط الجوية المصرية. وقد اتهم بكونه مشاركا في التفجيرات التي طالت السفارتين الأمريكيتين في دار السلام ونيروبي سنة ،1998 كما أن الشرطة الفيدرالية الأمريكية تتهمه في مقتل حاخام. وبعد سبتمبر/ أيلول ،2001 قام البوليس الفيدرالي بسرعة بتحاشي علي محمد. ولاتزال الشكوك تحوم حول الأمر لحد الساعة. فهل كان عميلا لتنظيم القاعدة في البوليس الأمريكي الفيدرالي، أم كان عميلا للبوليس الفيدرالي في القاعدة، أم عميلا مزدوجا؟ من يستطيع أن يجيب؟
مثال علي محمد، ليس الوحيد، وهنا يقوم الكاتب بعرض أسماء عديدة من بينها محمد إبراهيم مكاوي، وكان مقرّبا من زعيم القاعدة أسامة بن لادن وسبق له أن اشتغل في القوات الخاصة المصرية خمس عشرة سنة. كما يذكر محمد عاطف، ضابط سابق في الشرطة المصرية. ولا يقتصر الأمر على العرب فقط. بل إنها تستعين بقوات التاميل، وخصوصا ب”قوات النخبة” البحرية للحركة الانفصالية. يلخص الكاتب الأمر بالقول: “أحيانا يستفيد الإرهابيون من دعم دولتيّ(من قبل بعض الدول التي تضع قواتها الخاصة تحت تصرفهم). بعد حرب حزب الله الأخيرة ضد الجيش “الإسرائيلي” في صيف ،2006 وجد الحزب نفسه في حاجة إلى إعادة تنظيم صفوفه والتحكم في تكتيكات جديدة لكوادره. وكان أول عمل قام به الحزب تمثّل في إرسال قوّات إلى كوريا الشمالية في فبراير/شباط 2007. والهدف هو تتبع تمرين كوماندوس لدى القوات الخاصة الكورية الشمالية، بالإضافة إلى تأهيل في ما يخصّ الاستخبارات ومقاومة التجسس”.
2- جواسيس وإرهابيون: معركة واحدة
يكتب بريس هوفمان في كتابه “التقنية الإرهابية”: “في النهاية، يتعلق نجاح الإرهابيين بقدرتهم على حماية مسافة تقدّم طويلة، ليس فقط على السلطات، وإنما على تكنولوجيا محاربة الإرهاب”، فالقاعدة تقلد العملاء النازيين. ويستعرض الكاتب قصة ريشارد كولفين ريد في 22 ديسمبر/ كانون الأول ،2001 الذي كان منظره في الطائرة شبيهاً بمظهر المختلّ عقليا، ولكنه كان إرهابيا، ولد في الضاحية اللندنية سنة 1973 وارتاد الكثير من السجون، وفي أحد السجون المخصصة لليافعين، اعتنق الإسلام ولقب نفسه عبد الرحيم، وابتدأ بارتياد مسجد بريكستون، وهناك لفت انتباه المتطرفين. في نهاية سنة 1998 اختفى فاعتقدت والدته أنه في باكستان، لكنه كان في أفغانستان في معسكر خالدين. وبعد زيارات طويلة تم اعتقاله وتم اكتشاف حذائه الملغوم. في البداية رأى المراقبون في الأمر أننا أمام عبقري في الرعب، أمام مخترع موت أعمى. لكن المؤلف لا يرى فيه أكثر من تقليد لفكرة وُجِدَت من قبلُ. “إن عملاء التخريب الألمان طوّروا أثناء الحرب الكونية الثانية قالب شوكولاتة متفجرة بالإضافة إلى ما كان يشبه أول حذاء مُلغم”.
يعلق على الأمر بالقول: “مرة أخرى، يقوم الإرهابيون بالابتكار، ولكنهم ينسخون كثيرا. ينسخون أو أنهم في غالب الأحيان يقومون باستظهار ما تعلموه”، الحذاء الملغوم يعود من حين لآخر، وقد حدث نفس الشيء في 16 يونيو/حزيران من سنة 2006 في مسجد ببغداد بالعراق وقتل 13 من المصلين. كما عرفت العديد من المساجد العراقية أحداثا مشابهة. ويلخص الكاتب الأمر: “المعرفة إذاً تنتقل ما بين الجواسيس والإرهابيين. أحيانا بطريقة غير مباشرة كما هو حال ريشارد ريد. بالتأكيد يمكننا أن نعترض على الأمر بالقول إن النازيين والإرهابيين يستطيعون أن يقوموا، كل واحد على حدة، بأعمال مشابهة ما دام أنهم جميعا كانوا مُعرضين لنفس المشكلة”، لكن خبيرين فرنسيين في التجسس يعارضان الأمر: “هما يتجهان إلى تشجيع فكرة النقل غير المباشر. لأن طريقة التنفيذ لها علاقة بمعرفة المخبرين السريين. ولا شيء يمكن أن يثير الدهشة أن يكون الأمر وصل إلى أذني تقنيّ من تقنيي القاعدة”.
ويتطرق الكاتب بعد هذا إلى تاريخ الصراع الطويل ما بين البوليس البريطاني وحركة الجيش الجمهوري الإيرلندي، وما تخلله من اختراقات لمعرفة العدو وطرق اشتغاله. ثم يتطرق لصفقة الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات مع ألمانيا الديمقراطية. تتضمن الصفقة: “تعهد عرفات بألاّ يقوم بعمليات عسكرية على التراب الأوروبي، وفي المقابل تقوم مخابرات ألمانيا الشرقية (ستازي) بدعوة أفراد من منظمة التحرير الفلسطينية للإقامة في ألمانيا، من أجل التدرب على طرق التجسس ومقاومة التجسس واستخدام المتفجرات وتكتيكات الحرب”، ويؤكد الكاتب ان الصراع نفسه ظهر في إيطاليا في الحرب التي شنتها الدولة على الحركات اليسارية الاحتجاجية 1968- 1969. وسمته “استراتيجيا التوتر”. ويتعلق الأمر بتشويه سمعتها. ومن بين معالم هذه الطريقة، مشاركة وكالة الاستخبارات الأمريكية في ارتكاب مجازر إرهابية الهدف منها هو التشجيع على ظهور سياسة أمنية معادية للشيوعية بشكل كبير. وقد وصلت الفظاعة أوجها مع تفجير محطة بولونيا بإيطاليا يوم 2 أغسطس/آب من سنة ،1980 الذي أدى إلى وفاة 85 شخصا، بالإضافة إلى أكثر من 200 من الجرحى. وثبت، حسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، 16 يناير/كانون الثاني ،1991 أن الوسائل المستعملة في العملية تعود إلى الاستخبارات الإيطالية “غلاديو”.
صقر السياسة
صقر السياسة
عضو محترف
عضو محترف

{الجـنــس} : ذكر
{الإقــامـة} : جواسيس وارهابيون ..العلاقات الاخيرة --- الجء الاول Myn41910
{آلـعـمـــر} : 37
{آلمسـآهمـات} : 3756
{تآريخ آلتسجيل} : 18/02/2008
{العــمــل} : عروبي يكشف الحقائق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى