الخجل قيد العلاقات الاجتماعية --- هام

من طرف صقر السياسة 2008-05-31, 2:03 am

بعد أن كان أكثر انتشاراً بين الفتيات ودليلا على التربية والاخلاق الرفيعة، انتقل الخجل إلى الشباب وأصبح ملازماً لبعضهم في كثير من مواقف الحياة، وهذا الخجل له دلالات وعلامات منها الخوف وتسارع دقات القلب واحمرار الوجه ربما يتساءل البعض هل الإنسان الخجول شخص متردد وضعيف الشخصية؟ وهل يمكن أن يحقق الخجول طموحاته على صعيد العمل؟ وهل يتمكن من إقامة علاقات سوية في محيط الأسرة والأصدقاء؟ هذه الأسئلة طرحناها على بعض الشابات والشباب وحصلنا على الآراء التالية:
تعتبر براء أن الخجل حالة طبيعية بل ومحمودة في الحياة وهو ليس مقتصراً على النساء دون الرجال فكلاهما قد يمر بحالات تستدعي ما نسميه الخجل والحياء وان كان عند النساء أكثر من الرجال ، ولكن يبقى ذلك محمداً طالما ظل ضمن الحدود الطبيعية والتي تستدعي الخجل بحق ولكن لا أن يتحول الخجل إلى حالة مزمنة بل ومرضية قد تقف عائقاً في وجه تحقيق المرء لطموحاته والتي تصطدم في غالب الأحيان بحياء الشخص وخجله وتجعله غير قادر على مواجهة تحديات الحياة. وبرأيي أكثر حالات الحياء في مجتمعنا الشرقي هي تلك المتعلقة بالحياة الشخصية للرجل أو المرأة والتي تؤدي إثارتها إلى الإصابة بالخجل او تلك المتعلقة بمعرفة كل من الجنسين للآخر.
أما وائل فيقول كنت اخجل كثيرا ولا استطيع التحدث مع أي فتاة أو حتى انظر في وجهها حيث يحمر وجهي وعدد دقات قلبي قد تصل إلى الألف في إشارة إلى خجله الشديد ويتابع وائل وقتها كنت لا اعرف ماذا افعل تجاه هذه الحالة التي سببت لي مشاكل وأدت إلى تأخري في الدراسة بسبب خجلي من الأساتذة ، ولكن بعد دخولي الجامعة بدأت هذه المشكلة تنحسر وكادت تنتهي حالياً وذلك بسبب التعامل مع الآخرين ومساعدة أسرتي واساتذتي في المدرسة والجامعة.
في حين يرى عمار ديب طالب إعلام أن الخجل بالنسبة له مرتبط بموقف معين لم يكن يتوقعه ، ويقول مواقف يومية يمكن أن يتعرض لها الإنسان تسبب له حالة من الخجل كأن يلتقي بفتاة لأول مرة، وهنا لا بد من التفريق بين الحياء والخجل فالخجل حالة نفسية يجب التخلص منها في حين الحياء سمة أخلاقية تميز الإنسان عن غيره.
ويقول علي عقيل أستاذ علم اجتماع إن الخجل من الجنس الآخر طبيعي ولكن غير ضروري ، وكلا الجنسين يرغب بالحديث مع الآخر وكل ما هو مطلوب هو الشجاعة في المبادرة بالحديث، وأسلوب المبادرة يعتمد على الموقف الاجتماعي، فعلى مستوى الجامعة مثلا: السؤال عن محاضرة أو كتاب معين يكون مناسبا، بينما السؤال عن تقرير أو حتى عن الوقت يكون مناسبا في أماكن العمل.
وتشير نهاد طماز ماجستير علم النفس إلى أن الخطوة الأولى للتخلص من الخجل أن تدرك انك لست وحدك من تشعر بهذا الشعور وأن معرفتك لهذه الحقيقة ستسهل عليك الكثير، فمعظم الناس يضعون قناعا اجتماعيا عندما يقومون بالخروج إلى الحياة العامة بحيث يقومون بالتصنع ولو على مستويات مختلفة، والنقطة الحساسة هي ألا تنظر لنفسك على انك خجول وبأنك لا تستطيع التفاعل مع الوسط المحيط، لأنك بذلك تعطي إشارات واضحة للأشخاص المحيطين بك حول كيفية التعامل معك، لذلك لابد من الاعتقاد انك واثق جدا بنفسك بحيث يظهر ذلك من خلال التعامل مع الناس، وهذا سيؤدي إلى أن يتعامل معك المحيطون بك بمزيد من الاهتمام. كذلك من المهم جدا أن تتحدى خوفك وان تتقدم وتتكلم مع الغرباء وفي كل مرة ستكون أكثر ثقة من المرة السابقة.
ويقول الدكتور رياض العاسمي رئيس قسم الإرشاد النفسي في كلية التربية في جامعة دمشق إن الخجل ظاهرة انفعالية يعاني منها بعض الناس في مراحل حياتهم المختلفة وهذا الخجل يظهر واضحا في مرحلة الطفولة بكل مراحلها من خلال شعورهم بالحساسية الزائدة والغضب وعند مواقف التفاعل الاجتماعي المختلفة ويظهر جليا عند هؤلاء الأشخاص عندما يكون هناك أناس غير معروفين بالنسبة لهم مما تتبدى الكثير من المظاهر الانفعالية لديهم على المستوى الفيزيولوجي والانفعالي كاحمرار الوجه والارتجاف والتعرق وهناك مظهر سلوكي يتجلى في الانسحاب من المواقف الاجتماعية كليا أو جزئيا في بعض الأحيان
ويضيف: أسباب الخجل عدة تتعلق في بنائه النفسي وبالأسرة والأبوين إضافة إلى عوامل وراثية ونفسية وشخصية تتعلق بشخصية الفرد وهنا لابد من تأمين الحرية الكاملة للفرد حتى يستطيع أن يعبر عما بداخله وتعليم الطفل أن لديك استجابات معينة وهذه السلوكيات تتناسب مع قدراتك العقلية وان نترك له حرية التعبير عن نفسه في تلك المواقف بلا معايير صارمة أو قاسية حتى نعطيه الفرصة لكي ينفتح على الآخرين وان يتعلم من أخطائه ، لا نوقفه تماما عندما يخطأ، ومما لاشك فيه أن الخجل يقف أحيانا عائقا أو حاجزا أمام الكثير من الرغبات والاشباعات الشخصية أو تحقيق الدوافع التي يسعى إليها وأما إذا كان الفرد متفوقا ولا يستطيع أن يعبر نتيجة خجله نجد في بعض الأحيان أن المدرس يهمله تماماً في الدرس لذلك ينخفض تحصيله الدراسي أو يقال إنه غير اجتماعي وربما يكون غير ذلك ولكن هناك عوامل قد تعيقيه عن تحقيق الأهداف التي يسعى إليها وربما يكون الإنسان منطوياً وليس منفتحاً هذا الانطواء قد يقلل عملية إقامة علاقات مع عالم الآخرين لذلك تهمل الكثير من حقوقه أمام الآخرين الذين يسعون بجد للحصول على هذه الميزة، ولذلك مهم أن نعلم أن الخجل يخلق الكثير من فرص الفشل لدى الإنسان فعلى سبيل المثال إن عملية التعنس عند الشباب والشابات قد يكون من عناصرها شكل من أشكال الخجل الاجتماعي لأنه لا يستطيع أن يتواكب أو يجاري الآخرين أو يتفاعل مع الآخرين لان طبيعته دائما الوحدانية أو الشعور بالوحدة.
ويشير إلى أن الخجل يلعب دورا سلبيا في عملية إنتاجية الفرد من خلال التوافق مع ذاته، ومع الآخرين من خلال تحقيق مطالبه أو طموحاته سواء الأكاديمية أو الاقتصادية أو المجتمعية، بمعنى آخر هو خلل في البناء النفسي الذي يفرض على الفرد كونه كائناً اجتماعياً يؤثر في الآخرين في تلك العلاقة الكاملة بين الفرد والمجتمع.

من طرف معتصم ابو حطب 2008-05-31, 5:11 am

مشكوووووووووووور على المجهود

الخجل قيد العلاقات الاجتماعية --- هام

الخجل قيد العلاقات الاجتماعية --- هام

رد: الخجل قيد العلاقات الاجتماعية --- هام