منتديات قفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جواسيس وارهابيون ..العلاقات الاخيرة --- الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل

126 جواسيس وارهابيون ..العلاقات الاخيرة --- الجزء الثاني

مُساهمة من طرف صقر السياسة 2008-04-25, 10:05 pm

دور هدام للاستخبارات في أفغانستان
يستعرض الكاتب مختلف أشكال التدخل الأمريكي في أفغانستان. في سنة 1986 سلمت الولايات المتحدة صواريخ أرض جو من نوع “ستينغر” للمقاومة الأفغانية (المجاهدين) وساهمت في مذبحة طائرات الهليوكوبتر الروسية الثقيلة من نوع “مي 24” التدخل طويل ويمتد من سنة 1979 واندرج في تقاسم للأدوار مع المخابرات الباكستانية: الاستخبارات الأمريكية تسلم السلاح والمعونات المالية، بينما تقوم المخابرات الباكستانية بتوزيعها وتحتل الأرض. ولكن الأمر لم يخلُ من نتائج سلبية إذْ إن الاستخبارات الباكستانية كانت ترتبط بعلاقات وثيقة مع غلب الدين حكمتيار، فكان يأخذ نصيب الأسد من المساعدات المالية ومن البنادق والصواريخ. وقد عبر سنة 2006 عن رغبته في الحرب تحت راية القاعدة وأصبح يعتبر الآن، من قبل واشنطن، إرهابيا من الطرار الرفيع. مثال على تغير التحالفات: صديق الأمس أصبح عدوا “يجب إحضاره حيا أو ميتا”. نفس المثال ينطبق على العلاقات ما بين العراق والولايات المتحدة. يتحدث الكاتب عن قدرة العراقيين، خصوصا أثناء الحرب العراقية - الإيرانية (1980-1988)، التي كانت حينها الإدارة الأمريكية تؤازر النظام العراقي بشكل مطلق، على الولوج إلى صُوَر الاقمار الصناعية الأمريكية، بالإضافة إلى ما كانت تلتقطه المخابرات الأمريكية. ولكن التلميذ العراقي كان يحقق إنجازات ما كان يتوقعها الأمريكيون. “في سنة 1991 اكتشف الأمريكيون أن العراقيين يعرفون جيدا كيف يمكنهم مواجهة طرقهم التجسسية. فمن أجل إقلاق قمر التجسس كانوا يستخدمون وسائل تمويه. ولكي يشعروا الأمريكيين بأن القواعد الجوية تمت إصابتها، يقومون بفضل صبّاغين بصبغ مدرجات النزول. وبدل أن يستخدموا خطابات عبر الراديو التي يمكن بسهولة التقاطها، يلتجئون إلى إجراء اتصالات عبر ألياف بصرية تحت الأرض. ومن هنا جاء غضب السيناتور توم هاركين الذي رأى أن التعاون الشامل الذي بدأ سنة 1984 يسبب مخاطر للمارينز. وهكذا فالعراقيون الذين يعرفون طرق التجسس الأمريكية لأنه سمح لهم بالتعرف عليها، والذين يدعمهم الروس، لا يجدون أدنى صعوبة في تسميم حياة مختصي العام سام”.
ويبدأ الكاتب في استعراض ما يراه علاقات وثيقة ربطت صدام مع وكالة الاستخبارات الأمريكية، ويتحدث عن محاولة صدام اغتيال الرئيس قاسم، وكيف أنه قتل سائقه وهرب، وكيف أنه استقر في بيروت على نفقة وكالة الاستخبارات الأمريكية. ثم صعود بريقه مع الرئيس البكر، إلى أن وصل إلى السلطة. ويقول ان التعاون بين عراق صدام حسين والولايات المتحدة طال مختلف النواحي.. ولأن المخابرات الأمريكية كانت تعرف التربة العراقية فلم يكن من الصعب عليها تجنيد عملاء وسط الجيش العراقي، حين ساءت علاقتها مع النظام العراقي. وهو ما ساعد في هزيمة صدام، بالإضافة إلى نجاح المخابرات الإيرانية في استمالة العديد من ضباط ومخابرات العراق.
شراء سلاح خفيف وسهل
ننتقل مع الكاتب إلى قضية السلاح الذي أصبح يباع بسهولة في السوق الفرنسية. ونكتشف أن هذه الأسلحة(أسلحة قتالية) تتدفق من دول شرق أوروبا، ويستعرض الكاتب تنوعها وقوتها خصوصا وأنها بدأت تستعمل في قصف مراكز شرطة. ويصل الخطر إلى درجة أن “البنادق الأكثر قوة في العالم أصبحت تباع بشكل مفتوح”، ولا يفوت المؤلف أن يركز على الحالة الأمريكية حيث يسمح الدستور الأمريكي للمواطن الأمريكي بشراء وامتلاك السلاح. “أي مواطن يتجاوز سنّ 18 سنة، وليست له سوابق عدلية”، حتى باتت الأسلحة من عيار 7،12 مم تنتشر بسرعة في السوق المدني. وحتى تنظيم القاعدة يمتلك الآن 25 بندقية من نوع بارّيت Barrett ولأن السلاح سهلٌ الحصول عليه فمن السهل أيضا ظهور ظاهرة القنّاصة، الذين يستخدمون البنادق فائقة الدقة والتصويب، “التي عثِر على بعضها عند أفراد من رجال أبو مصعب الزرقاوي في العراق”. ومن هذه الأمثلة يتحدث المؤلّف عن “قنّاص واشنطن المجنون”.. ويطلب من القارئ أن يتأمل الأمر ويتعظ.
الكثير من الإرهابيين استخدموا هذه الأسلحة. ومن بينهم أحد أفراد الجيش الجمهوري الإيرلندي (من القناصة) الذي قتل أحد أفراد الجيش البريطاني في 12 فبراير/شباط من سنة ،1997 ولكن القليل فقط من يعرف الأمر. ولكن “جون ألان محمد” حين أرهب خلال أسبوعين سكان منطقة واشنطن، كان الجميع على علم بالأمر، إذ إنه طبق نفس خطة القناص الإيرلندي، ولكن عياره كان أقلّ، وتضمّ قائمة ضحاياه عشرة أشخاص ومن بينهم، على وجه الخصوص، ليندا فرانكلين، وهي محققة في مكتب التحقيق الفيدرالي.
هذه القضية تشكل نموذجا يمكن أن يُحتذى به، لأكثر من سبب: السبب الأول هو أن التكتيك الإرهابي الذي استخدمه “هذا القناص المجنون” يتمتع ببساطة. فقد استخدم من قبل من طرف الجيش الجمهوري الإيرلندي، ويمكن أن ينسخه أي فرد يمكن أن يتأثر بالخطب الحماسية من دعاة الحقد. ثمة سبب آخر وهو أن جون ألان محمد يتمتع بتكوين عسكري صلب... وهو معروف تحت اسم جون ألان ويليامس اشتغل في سلاح البر الأمريكي ما بين سنتي 1985 و،1994 وحين غادر الجيش كان قد أصبح رقيبا ومختصا في إطلاق النار من مسدس م 1. 6”وعلى الرغم من أنه لم يصل إلى مرتبة قناص النخبة، فإن الخوف الحيواني الذي يمكن أن يسببه قناص يطلق النار من دون تمييز، ساهم في دعمه الاعلام. خصوصا وأنّه على علاقة بقضية أخرى حملت عنوان: “جوبا، قناص بغداد””.
من هو قناص بغداد؟ هذا الذي أرهب الأمريكيين؟
لقد بلغ مصاف الأسطورة في أوساط المقاومة العراقية. ولكن الكاتب يصرّ على أنه “على الرغم من أنه أسال الكثير من المداد، فإن وجوده غير مؤكد. يمكن أن يكون جوبا اختراعا بروباغانديا”، ولكن الخوف الذي أثاره كان حقيقيا. تكتب صحيفة “الغارديان” البريطانية عنه: “هم لم يروا جوبا أبدا، وحين يسمعونه يكون كل شيء قد انتهى. يلمحون، فقط، طلقا ناريا، ثم يسقط جندي أمريكي قتيلا أو جريحا. ليس ثمة أبدا إطلاقٌ ثان للنار، وليس أبدا من حظ واحد للقوات الأمريكية لتحديد مصدر النار وتحويل القناص إلى فريسة. يطلق النار ويختفي”. وعلى الرغم من وجوده أو عدمه، فإن ثمة قلقاً كبيراً في أوساط وحدات الجيش الأمريكية. وصدى القناص وصل إلى الولايات المتحدة حيث لا يتوقف الماجور الأمريكي المتقاعد جون بلاستر عن كَيْل المديح للقناص جوبا: “هو يمتلك حسا حادّا للتكتيك وله ما يكفي من النظام كي لا يطلق سوى رصاصة واحدة، وكي يختار بعناية مسار الانسحاب وكي يغادر المنطقة على الفور لتجنب اعتقاله”. ومن الطبيعي أن تقوم المقاومة العراقية باستثمار هذا الأداء الخارق، وزرع الرعب في نفوس الجنود الأمريكيين. “وسيلة المقاومة المفضلة هي بثّ مقاطع فيديو على الإنترنت؛ إحداها تؤكد حصيلة قتلى جوبا التي تصل إلى 143 قتيلا. وسيتضاعف هذا الرقم عبر الزمن”.
يتساءل الكاتب من جديد: هل هو حقيقة أم اختلاق؟ ويجيب: “مهما كان الجواب، فإن كل هذا يستحضر سيناريو إرهابيا لا يكلّف غاليا ومن السهل نسبيا تطبيقه. الكثير من الخلايا النائمة من القناصة الإرهابيين يمكنها أن تنتقل إلى العمل في آن واحد بعد أن تكون قد استيقظت بفضل جملة مشفرة منشورة في الإنترنت. كم من القتلى قبل أن تتم تصفيه هؤلاء القناصة؟”، ويستعرض المؤلف حالات أخرى جرت في الولايات المتحدة ومن بينها المجزرة التي قام بها الكوري الجنوبي شو سونغ-هوي في بلاكسبورغ 16 ابريل/نيسان من سنة 2007 في مدرسة. ثم يعود بنا إلى العراق وأفغانستان. “هؤلاء القناصة أذاقوا قوات التحالف الغربية الأمرين”. إذْ ما بين الأول والرابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2006 تعرضت القوات الأمريكية في مدينة بغداد وحدها إلى 36 هجوما من قبل قناصة مقابل 23 هجوما في شهر سبتمبر/أيلول من نفس السنة، مقابل 11 فقط خلال شهر يناير/ كانون الثاني من نفس العام. ومن بين 36 عملية قنص مات ثمانية جنود. فيما يخص العراق يمكن أن نراهن على أن العديد من القناصة هم قدماء القوات الخاصة للرئيس صدام حسين، الذين وجهوا سلاحهم ضد قوات الاحتلال. في أفغانستان كان هذا التكتيك إلى حدود سنة 2006 غير معروف على نطاق واسع، ولكن النجاح العراقي جعل الطالبان تفكر، من الآن فصاعدا، في تكوين طاقمها من القناصة في مدرسة توجد في مكان ما في جنوب البلاد. وحسب أحد مسؤولي الطالبان فإن المُدرّبين هم الاخصائيون الذين تلقوا تدريبا أثناء الفترة السوفييتية في أفغانستان بالإضافة إلى كوادر سابقة من القوات المسلحة للدول العربية.
ما نوع السلاح الذي يستخدمه القناصة العراقيون وخاصة جوبا؟ يرى الكاتب أن “قناصة المقاومة العراقية تفضّل استخدام تابوك، وهي بندقية تصويب تم إنتاجها في العراق على أساس “زاستافا” ميم 70 اليوغوسلافية. كما أن المقاومة لا تتورع عن استخدام الأسلحة التي تغنمها في أرض المعركة في العراق... وكثيرا ما تكتشف قوات التحالف أن أعداءها يستخدمون أسلحتها، كما حدث مؤخرا مع قناص البصرة، سبتمبر ،2007 حيث أجهز على خمسة أفراد من قواتها، مستخدما سلاحا لا يوجد سوى عند حلف الناتو.
الأمثلة عديدة في الكتاب ويصعب حصرها، وان كنا سنركز على التي حدثت في العالم العربي.. يعود المؤلف إلى عملية اللد التي قام بها الجيش الأحمر الياباني، والتي انتهت بمقتل اثنين من منفذي العملية الثلاثة ومقتل 26 “إسرائيليا” وجرح 78 يدرج الكاتب هذه العملية في إطار التنسيق ما بين حركات إرهابية، ويلخص الأمر بأنه نوع من “إرهاب الفقراء” حيث إنه يثير الفزع الشديد ويصعب اكتشافه.
صقر السياسة
صقر السياسة
عضو محترف
عضو محترف

{الجـنــس} : ذكر
{الإقــامـة} : جواسيس وارهابيون ..العلاقات الاخيرة --- الجزء الثاني Myn41910
{آلـعـمـــر} : 37
{آلمسـآهمـات} : 3756
{تآريخ آلتسجيل} : 18/02/2008
{العــمــل} : عروبي يكشف الحقائق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى