جنرال اسرائيلي يطالب باختطاف قادة من حماس -- خلافات بين مشعل والزهار .. شاليط يشعل النيران

من طرف صقر السياسة 2008-04-23, 1:32 am

نفى الدكتور صلاح البردويل الناطق باسم كتلة حماس في المجلس التشريعي، تراجع حركته عن موقفها بعد إبلاغها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، موافقتها على اتفاق سلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، في حال خضوعه لاستفاء شعبي عام، مؤكداً أن الخطوة مرهونة بإنهاء الانقسام الفلسطيني.

وشدد البردويل، على أن هذا الموقف من حركته، منصوص عليه ضمن وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني التي بموجبها وافقت "حماس" أن يتولى الرئيس محمود عباس التفاوض مع الجانب الاسرائيلي من أجل تحقيق الأهداف التي وردت في الوثيقة.

ولفت إلى أن هذه الأهداف تتعلق بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعودة اللاجئين وأن تكون القدس عاصمة لهذه الدولة، على أن يقوم الرئيس عباس بهذه المهمة ويعود بعد ذلك إلى الشعب الفلسطيني من خلال استفتاء شعبي أو من خلال العودة إلى مجلس وطني جديد، يكون قد تم إعادة تشكيله بعد إصلاح منظمة التحرير.

وتابع الدكتور البردويل: "هذا ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني، وعليه فإن ما طرحه كارتر وما نقل عن قادة "حماس" هو نفس النص الذي ورد في وثيقة الوفاق الوطني، -ورغم أن قناعات "حماس" واضحة- إلا أن هذا الحل، الذي قبله المجموع الفلسطيني في وثيقة الوفاق الوطني، ما زلنا نحن على عهدنا به".

وحول استمرار تفويض "حماس" للرئيس عباس رغم القطيعة بين الطرفين، قال البردويل:" هذا لا يتم إلا بعد التوافق الوطني الفلسطيني، وهذا ما عبر عنه كارتر في المؤتمر الصحفي، وقال: إن ذلك يستلزم إعادة اللحمة بين الطرفين الفلسطينيين كمقدمة لإحداث أي استفتاء".

وأضاف القيادي في "حماس" "لا يمكن أن يجرى استفتاء أو تفاوض بمعزل عن حركة "حماس" وبالتالي هذا كله مترابط مع بعضه البعض، نحن لا نفوض عباس في حالة الانقسام ولا يمكن أن يجري استفتاء في حالة الانقسام، وعليه فإن الخطوة الأولى هي توحد الشعب الفلسطيني من خلال حوار وطني بدون شروط".

وعن موقف "حماس" في حال اتفاق السلطة الفلسطينية واسرائيل على اتفاق حول بعض المبادئ التي تعتبرها حماس "نقاط حمراء"، قال البردويل:" وثيقة الوفاق الوطني قد صدّرت بعبارة واضحة للجميع، ما اتفقنا عليه في وثيقة الوفاق الوطني أن الجملة الأولى تقول إنه على قاعدة المصلحة الوطنية العليا وعلى قاعدة عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال، وعلى قاعدة أن الحقوق لا تسقط بالتقادم فإننا نوافق على كذا وكذا".

وتابع: "موافقتنا دائماً على أي طرح سياسي، إقامة دولة فلسطينية في حدود67 وعودة اللاجئين والقدس عاصمة، كل ذلك على قاعدة عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال أو حق الاحتلال في الوجود، وإنما هذا كحل سياسي مقبول لدى الأطراف الفلسطينية

هذا وقد وصفت صحيفة معاريف العبرية " اليمينية " رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالقائد المعتدل فيما وصفت القيادي محمود الزهار بالمتشدد والمتطرف الذي يطالب بتنفيذ المزيد من العمليات ضد اسرائيل ويرفض السماح بنقل رسالة من الجندي الاسير جلعاد شاليط الى ذويه.

وخرجت الصحيفة العبرية صباح الثلاثاء بعناوين بارزة على الصحفحتين الاولى والثانية تقول ( والان حماس تقدم : الخلافات الداخلية ) ونشرت صورتين منفصلتين لمشعل والزهار على خلفية النبأ.

واستنادا الى مصادر لم تشر اليها الصحيفة فان جلسة عاصفة جمعت بين مشعل والزهار في دمشق ، قاد خلالها مشعل الجناح المعتدل في القيادة والذي أيد التهدئة وأيد نقل رسالة من الجندي شليط الى كارتر فيما رفض الزهار ذلك وطالب بتنفيذ المزيد من العمليات ضد اسرائيل.

وعلى حد وصف الصحيفة كانت النفوس غاضبة والرؤوس حامية في جلسة لقيادة حماس في دمشق ، وكان مشعل - والذي كان متشددا من قبل - يؤيد الخروج بمواقف "مركبة " تحمل في طياتها الدعوة لتهدئة فيما اعتبر الزهار هذه الدعوى خنوعا لاسرائيل واستسلاما للواقع.

كما وصفت الصحيفة اسماعيل هنية بالرجل البراغماتي الذي ينحى بغير ما يريد الزهار ايضا ويفضل التهدئة.

وتعقيبا على ذلك قال مصدر سياسي اسرائيلي رفيع : ان حركة حماس تعيش ضائقة شديدة بسبب الحصار السياسي والاجراءاتي وانها تعيش الان بين تشدد الجهاز العسكري في غزة والذي يقود سلسلة عمليات ضد الاسرائيليين وبين التيار المعتدل الذي يسعى للاستفادة من وساطة الرئيس الامريكي السابق كارتر.

وان كان كارتر رئيسا سابقا من دون صلاحيات الى انه رئيس امريكي سابق قد يفتح الطريق امام زعامات اخرى في العالم للقاء قادة حماس.

هذا ولم تتطرق الصحيفة الى قرار اسرائيلي واضح بشان التهدئة ولم تشر باي حال من الاحوال الى الخلافات الداخلية الاسرائيلية الشديدة بين وزير الجيش باراك وبين رئيس الوزراء اولمرت واقتصرت التقرير على خلافات حماس الداخلية فقط

ومن المقرر ان تسلم حركة حماس الخميس للجانب المصري ردها النهائي حول الطرح المصري بما يتعلق بالتهدئة ليكون ذلك "نهاية الحديث عن تهدئة" كما قال الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية د. صلاح البردويل.

وقال البردويل، "إن التهدئة في القطاع وحده لها أثمانها كما أن للتهدئة الشاملة أثمانها وان هذا ما سيعرض على الجانب المصري في اللقاء المرتقب بين وفد حماس الذي يرأسه د. محمود الزهار مع مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، حيث تم استجلاء كافة الآراء في لقاءات واجتماعات متواصلة عقدها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل مع قادة الحركة بالخارج بوجود وفد حماس الداخل والذي يضم إلى جانب الزهار وزير الداخلية السابق سعيد صيام".

وربطت الحركة قبولها بتهدئة بغزة بشروط منها التبادلية حيث قال البردويل: "إذا حدثت عمليات نوعية للمقاومة بالضفة لا يتم الرد عليها بغزة فإذا قبلت اسرائيل بذلك فهي حرة".

كما يقابل تهدئة بغزة شرطي فك الحصار وفتح المعابر وتابع البردويل قائلاً:"يجب إن تكون في قطاع غزة متبادلة ولا تتعدى حدود الشروط المطروحة ونتوقع ردا ايجابياً من مصر".

وحول إذا ما كان هناك توافق فلسطيني داخلي على تهدئة بالقطاع قال البردويل:" تقريبا الفصائل موافقة وعلى رأسها الجهاد الاسلامي".

ومن المتوقع إن يعود الزهار والوفد المرافق له إلى غزة قريبا في حال تم الموافقة على رد حركته النهائي حول التهدئة والمعابر والحصار.

وكان وفد من حماس قد التقى الوزير الأميركي الأسبق جيمي كارتر بالقاهرة بناء على دعوة من الأخير الذي منع من دخول قطاع غزة، وهناك عرض الزهار ملفات عدة لكارتر حول الحصار عن غزة والمعابر، كما غادر الزهار القاهرة متجها إلى دمشق للتشاور بمبادرات طرحها كارتر
من جهته قال قائد سلاح الجو الاسرائيلي السابق إنه يتحتم على حكومة اسرائيل أن توقف التفاوض مع حركة "حماس"، حول الجندي الأسير شاليط، وأن تقوم باختطاف قادة من الحركة، لدفع الحركة على إطلاق سراحه، ووصف المفاوضات مع الحركة بأنها تدل على ضعف شديد من قبل القيادة الصهيونية.

واعترف الجنرال إلياهو بن نون أن جيش الاحتلال خسر حرب لبنان الثانية، وأنه إذا لم يستخلص العبر والنتائج من هذا الفشل فإنه حتماً سيخسر المواجهة العسكرية القادمة التي سيخوضها.

وانتقد "بن نون"، في مقابلة أدلى بها لصحيفة "معاريف" العبرية ، رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال الجنرال دان حالوتس، وقال: "إنه عمل خلال الحرب لوحده، دون أن يتمكن من تشكيل طاقم أمين وصادق إلى جانبه، وبالتالي فإنه لم يكن يعلم العديد من الأمور التي تجري على أرض المعركة".

وأضاف بن نون، قائلاً: "إنه بالإضافة إلى مشكلة حالوتس فقد كانت هناك قضايا أخرى، لا تقل أهمية، ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، أن الجنود الذي تلقوا الأوامر بالدخول إلى لبنان لم يكونوا يعلمون إلى أين هم ذاهبون، واعتقدوا أنهم في رحلة أمنية، وليس في حرب حقيقية".
وأشار إلى أن الجنود الذين تلقوا أوسمة الشرف بعد حرب لبنان الثانية كانوا جميعاً من الجنود الذين خاطروا بحياتهم، من أجل إنقاذ الجنود الذين أصيبوا خلال المعركة، ولم يتلق أي جندي وساماً من الجيش لأنه قام بعملية عسكرية تستحق هذا الوسام، على حد قوله.

وطالب صناع القرار في تل أبيب، من خلال حديثه، بتفعيل الرقابة العسكرية بصورة شديدة للغاية، لأنه إذا قامت وسائل الإعلام بلعب نفس الدور الذي قامت به خلال حرب لبنان الثانية، فإن سلطات الاحتلال الصهيوني ستخسر الحرب القادمة، كما خسرت حرب لبنان الثانية، على حد قوله، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني خسر الحرب مع حزب الله حتى قبل أن تبدأ.

وفي معرض رده على سؤال حول الجنديين الصهيونيين اللذين تم أسرهما من قبل حزب الله قال الجنرال بن نون: "إنه وفق المعلومات المتوفرة لديه فإن الجنديين ليسا في عداد الأحياء"، مشدداً على أن الصور التي التقطت خلال عملية الأسر وبقع الدم التي وجدت على السيارتين العسكريتين، تؤكد بشكل غير قابل للتأويل بأنهما ليسا على قيد الحياة.

وأضاف، أنه بعد عملية الأسر لم يتم نقلهما من قبل حزب الله إلى المستشفى، بل تم اقتيادهما إلى مخبأ، وبالتالي لم يحصلا على العلاج اللازم