في ذكرى التجرّؤ الأميركي على عاصمة الرشيد
صفحة 1 من اصل 1
في ذكرى التجرّؤ الأميركي على عاصمة الرشيد
<H4 align=center>عبد الله الأشعل - 17/04/08
تستدعي الذكرى الخامسة لسقوط العاصمة العراقية بغداد في أيدي القوات الأميركية ملاحظات عدة أولاها أن التجرؤ على احتلال عاصمة الرشيد يعطي درسين في آن واحد، الدرس الأول هو أن الحداثة التي تمثلها واشنطن بلا عمق تاريخي تتحدى التاريخ العربي والإسلامي، ومن خلال ذلك تمكن اسرائيل من الانتقام لما فعله نبوخذ نصر ببني إسرائيل في القدس. والدرس الثاني هو أن قدم العواصم لا يعطيها قدسية إذا كان نظامها السياسي لا يحظى بالاحترام والقبول في الداخل والخارج.في ذكرى التجرّؤ الأميركي على عاصمة الرشيد
الملاحظة الثانية هي أن الأكراد اعتبروا يوم سقوط بغداد سقوطاً للنظام والدولة وعاصمتها التي كانوا دائماً على خلاف معها. ولن تجد اثنين في العراق يتفقان على موقف بالنسبة الى الأكراد. فهناك من يرى أن بطش النظام بهم هو الذي تسبب في دعمهم للغزو الأميركي واحتفالهم بسقوط نظام صدام. وفي المقابل هناك من يرى أن النظام كان رقيقاً مع الأكراد، ومع ذلك فإنهم كانوا يُستخدمون من جانب إيران ضد الحكومة العراقية، مثلما كانت الحكومة العراقية تسمح لتركيا بالقيام بعمليات توغل ضدهم في شمال العراق. ثم ان الولايات المتحدة بدأت تستخدم الورقة الكردية منذ عام 1991، وأصرت على تفسيرها الخاص لقرار مجلس الأمن رقم 688 الصادر في 3 نيسان (ابريل) 1991 حول ما سمي بمناطق حظر الطيران، وهو القرار الذي عبر بحق عن نية تفكيك الدولة العراقية في وقت مبكر.
من الواضح أن صدام كان لا يحفل بالانقسامات بين المذاهب والطوائف، فالتقسيم الثلاثي الحالي بين ابناء العراق إلى سني وشيعي وكردي هو تقسيم أميركي، والمؤامرة كانت على العراق نفسه وليس على النظام الذي كان متهماً بصلاته الأميركية.
الملاحظة الثالثة هي أن نظام صدام كان وراء الضرر الذي لحق بالعراق، سواء لممارساته في الداخل أو الخارج، وسلم كثيرون بأن القهر في الداخل والعدوان على الجيران وتوظيف قوة الدولة وأموال الشعب في أعمال شجعتها واشنطن صارت حيثيات للعدوان على العراق، ولكن التبست على كثيرين داخل العراق وخارجه تلك العلاقة بين النظام والوطن.
الملاحظة الرابعة هي أن واشنطن تحاول أن تضّيع معالم المقاومة فأغرقت الساحة العراقية بكل الأطياف التي يدفع المواطن العراقي ثمنها من أمنه وحياته. وتقول واشنطن على لسان سفيرها في بغداد وقائد قواتها في العراق خلال جلسة الكونغرس يوم 8/4/2008 ان العراق بعد خمس سنوات من الاحتلال أصبح أفضل من قبل بكثير، وهو قول يناقض الواقع تماما.
خلاصة القول إن العراق محتل وإن للاحتلال نهاية، ولم يحدث في التاريخ أن أحسن احتلال إلى أهله، وإنما فرقهم شيعا وطوائف، وخلق جماعات تتغذى على جثة العراق الواحد. ولا إنقاذ للعراقيين إلا بعراق واحد عربي واضح المعالم، وقد تحرر جسده من ماض أليم واستبشر بمستقبل أفضل.
</H4>الملاحظة الثانية هي أن الأكراد اعتبروا يوم سقوط بغداد سقوطاً للنظام والدولة وعاصمتها التي كانوا دائماً على خلاف معها. ولن تجد اثنين في العراق يتفقان على موقف بالنسبة الى الأكراد. فهناك من يرى أن بطش النظام بهم هو الذي تسبب في دعمهم للغزو الأميركي واحتفالهم بسقوط نظام صدام. وفي المقابل هناك من يرى أن النظام كان رقيقاً مع الأكراد، ومع ذلك فإنهم كانوا يُستخدمون من جانب إيران ضد الحكومة العراقية، مثلما كانت الحكومة العراقية تسمح لتركيا بالقيام بعمليات توغل ضدهم في شمال العراق. ثم ان الولايات المتحدة بدأت تستخدم الورقة الكردية منذ عام 1991، وأصرت على تفسيرها الخاص لقرار مجلس الأمن رقم 688 الصادر في 3 نيسان (ابريل) 1991 حول ما سمي بمناطق حظر الطيران، وهو القرار الذي عبر بحق عن نية تفكيك الدولة العراقية في وقت مبكر.
من الواضح أن صدام كان لا يحفل بالانقسامات بين المذاهب والطوائف، فالتقسيم الثلاثي الحالي بين ابناء العراق إلى سني وشيعي وكردي هو تقسيم أميركي، والمؤامرة كانت على العراق نفسه وليس على النظام الذي كان متهماً بصلاته الأميركية.
الملاحظة الثالثة هي أن نظام صدام كان وراء الضرر الذي لحق بالعراق، سواء لممارساته في الداخل أو الخارج، وسلم كثيرون بأن القهر في الداخل والعدوان على الجيران وتوظيف قوة الدولة وأموال الشعب في أعمال شجعتها واشنطن صارت حيثيات للعدوان على العراق، ولكن التبست على كثيرين داخل العراق وخارجه تلك العلاقة بين النظام والوطن.
الملاحظة الرابعة هي أن واشنطن تحاول أن تضّيع معالم المقاومة فأغرقت الساحة العراقية بكل الأطياف التي يدفع المواطن العراقي ثمنها من أمنه وحياته. وتقول واشنطن على لسان سفيرها في بغداد وقائد قواتها في العراق خلال جلسة الكونغرس يوم 8/4/2008 ان العراق بعد خمس سنوات من الاحتلال أصبح أفضل من قبل بكثير، وهو قول يناقض الواقع تماما.
خلاصة القول إن العراق محتل وإن للاحتلال نهاية، ولم يحدث في التاريخ أن أحسن احتلال إلى أهله، وإنما فرقهم شيعا وطوائف، وخلق جماعات تتغذى على جثة العراق الواحد. ولا إنقاذ للعراقيين إلا بعراق واحد عربي واضح المعالم، وقد تحرر جسده من ماض أليم واستبشر بمستقبل أفضل.
واثق الخطى- عضو محترف
- {الجـنــس} :
{آلـعـمـــر} : 54
{آلمسـآهمـات} : 660
{تآريخ آلتسجيل} : 02/03/2008
مواضيع مماثلة
» بغداد عاصمة الرشيد ---- بين سقوطين او نهضتين
» الجيش الأميركي ينفي أنباء اعتقال عزة الدوري
» ما هي عاصمة الدول..؟؟
» ما هي عاصمة اسرائيل
» عاصمة الجمال والطبيعه ميونخ
» الجيش الأميركي ينفي أنباء اعتقال عزة الدوري
» ما هي عاصمة الدول..؟؟
» ما هي عاصمة اسرائيل
» عاصمة الجمال والطبيعه ميونخ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2021-01-27, 6:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» معلومات قبل شراء كاميرات المراقبة
2021-01-14, 6:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» انظمة الصوتيات والاذاعه الداخلية
2020-12-28, 9:33 pm من طرف مازن محمد خالد
» لسه مركبتش كاميرات مراقبة ادخل والحق العروض
2020-12-05, 11:12 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل كاميرات مراقبة VACRON
2020-11-07, 8:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» سنترالات باناسونيك وعروضها
2020-10-20, 5:00 pm من طرف مازن محمد خالد
» كاميرات المراقبة المنزلية /اسعار كاميرات المراقبة المنزلية
2020-10-07, 7:18 pm من طرف مازن محمد خالد
» احدث انواع وماركات كاميرات المراقبة
2020-09-10, 7:47 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل العروض علي اسعار كاميرات المراقبة
2020-08-13, 7:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» شركة تركيب كاميرات مراقبة باقل الاسعار
2020-07-13, 8:12 pm من طرف مازن محمد خالد