منتديات قفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بغداد عاصمة الرشيد ---- بين سقوطين او نهضتين

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

126 بغداد عاصمة الرشيد ---- بين سقوطين او نهضتين

مُساهمة من طرف صقر السياسة 2008-04-14, 7:16 pm

بغداد عاصمة الرشيد: بين سقوطين او نهضتين



14/04/2008
بغداد عاصمة الرشيد ---- بين سقوطين او نهضتين Empty

علي صعيد الأفكار الكلية التي يمكن أن تؤسس جاهزية الفهم الفلسفي والعلمي لحركية التاريخ، ربما يبرز تأويل راهن لمفهوم الدورة الحضارية المحاكية للدورة الطبيعية المحددة بتكرار الفصول الأربعة بما تحمله من معاني الفتوة (الربيع) والنضج (الصيف) ثم الهرم (الخريف) وأخيراً الزوال (الشتاء).
هذه الصورة الترميزية قد تُقّدمُ هيكلية تبسيطية عن بزوغ ونشوء الحضارات وازدهارها بقوتها وانتاجها التمديني، ثم الدخول في حقبة الاستنفاد لإمكانياتها، والاضمحلال البنيوي حتي لحظة الاندثار والغياب من مسرح التاريخ. قد يكون الفيلسوف النيتشووي أوزفيلد اشبنجلر هو المجسّد الأوضح لنمذجة الدورة الحضارية التي طبقها علي مجمل الحضارات القديمة من منظار الغرب وأخضعها لمقاييس ثقافته، جاعلاً من حضارته الأوروبية التركيب الأعلي لتطور الإنسانية ككل. ودون الحاجة إلي مناقشة الفلسفة الحيوية كتفسير للتاريخ، في هذا المجال المحدود، وهي مناقشة مفتوحة علي شتي التأويلات الرافضة أو المتنامية مع طروحاتها، بعضها أو كلها، فإنه يبقي لمفهوم الدورة الحضارية المغلقة أو المتكاملة في النشوء والترقي والأفول، بعض الأهمية، ليست النظرية وحدها،ِ بل العملية والمشاركة في نوع هذا السجال العالمي المتعاظم حول ماهية الحضارة ومصير الإنسانية المتوقف مجدداً علي حتمية الصراع بين نماذجها الحضارية، أو حول التكامل المعبّر عن تصالح حقيقي وموضوعي لكلية التاريخ العالمي مع نفسه، وتجاوزه لجدلية العنف والضعف المتحكّمة في علاقات الأمم مع ذواتها وأندادها في آنٍ واحد.
فالفكر العربي الذي ألف التبشير ببوادر النهضة وتابع خطوطها الكبري لمسيرتها الغاصّة بالخيبات الكبري، يري نفسه فيما يشبه نهاية رحلة التجريب علي مختلف الصعد. إنه ينتقل مع النهضة المغدورة في أفكارها وإنجازاتها إلي الحقبة المأتمية كأنما لا مناص من المواجهة معها بدءاً أولاً من الإقرار بواقعيتها الشاقة. وفي هذه الانعطافة يفرض نموذج الدورة الحضارية ما يشبه دلالة تطبيقية بين خصائصه المفهومية ومعطيات التجريب النهضوي العربي الموشكة علي إعلان اختتام الرحلة فيما يشبه احتفال المأتم الجنائزي. وفيه يشتدّ التنافس بين المشيعين علي تعداد المدائح أو القبائح للراحل. وقد تتغلب ألفاظ المدائح كتعبير مقلوب عن القبائح. وعلي الضمائر الصامتة أن تميز المقصود المخفي من الظاهر المبذول. لكن الفكر العربي، جرياً علي تقاليده التفاؤلية، يتأبَّي المأتمية. وقد لا يري مثلاً في فاجعة سقوط بغداد المعاصرة، تكراراً لنهاية الحضارة العربية علي يد الغزو المغولي لعاصمة الرشيد، إيذاناً بانطلاق عصر الانحطاط مع فقدان العرب والإسلام لاستقلالهم السياسي، وخمود أدوارهم التاريخية بالنسبة لتطورهم المبتلي بالجمود والركود، وبالنسبة لمساهمتهم المعدومة في حركة التاريخ الإنساني من حولهم طيلة مئات من السنوات العقيمة المظلمة. فالسقوط الثاني لبغداد تحت الجحافل الأمريكية لا يمكن اعتباره نتيجة محتومة لاستنفاد الحيوية النهضوية للأمة العربية، بل ربما جاءت الفاجعة لإجهاض هذه الحيوية ومنعها من إنتاج برنامجها الجنيني، إنها الفاجعة التي تضرب البداية قبل أن تبني متونها المنتظرة. تلغي حقبة الشروع في التكوين قبل إنتاج التكوين وإطلاق تكامله. بما يعني أن النهضة المعاصرة بقدر ما هي عسيرة الولادة والتكوين ذاتياً، فإنها ممنوعة الوجود أصلاً تحت طائلة القوي العظمي المتحكمة في سياسة العالم ومستقبله. وربما كان هذا (المنع) الخارجي أو الموضوعي هو المالك الأقوي لإرادة الحسم ضداً علي إرادة المشروع النهضوي الذي يخصُّ أمة معينة دون غيرها.
فقد يقال مثلاً ان احتلال العراق أمريكياً لا ينهي الاستقلالات الوطنية لبقية الأقطار وإن كان يمارس إشعاعاته السلبية عليها حسب نسبٍ من التأثير متباينة جغرافياً وسياسياً. وقد يقال كذلك أنه يمكن اعتبار الغزو إسقاطاً لنظام حاكم في قُطْرٍ، وليس إنهاءً للبلد كمجتمع متمتع بشخصية مفهومية عالية ما فوق التحولات السياسية المحدقة بدولته، من ذاتها أو من أعدائها. فالعالم العربي ما زال قائماً بأقطاره ومجتمعاته ومناهجه التنموية، وإن كانت له سلبياته الكثيرة المشكّلة لجبهات التحدي والرد في مختلف شؤونه الحيوية. وقد يمكن ثالثاً القول ان العراق المفجوع ليس هو البلد المستسلم للاحتلال. وبالتالي لا يصح إطلاق حكم النهائي علي كينونته بالرغم من عمق الصدوع التي تخترق بنيتها، وقد تهدد شخصيته المفهومية بتشويهات لن تندمل جروحها بسهولة.
كل ذلك لا ينفي أن أحدث موجات الاستعمار المتمثلة في الغزو العسكري المباشر، قد جعل لأمريكا ـ زعيمة هذه الموجة ـ حدوداً جيوسياسية وأمنية مع معظم أقطار المشرق. إنها أشبه بموجة استيطان إسرائيلي جديد. لقد أمسي المشرق العربي والإسلامي مقطّع الأوصال بكيانات أجنبية مضادة لمختلف مكوناته الإنسانية والتاريخية. فالغزو الأمريكي ليس عابراً، وهو مُخطَّطٌ له مسبقاً أن تكون له ديمومة مادية واستراتيجية معاً، سواء عبر أشكال من صيغ الاحتلال، كإقامة القواعد العسكرية، وتكوين إدارات الظل خلف الحكومات المحلية، والتغلغل في المؤسسات الرسمية والأهلية، هذا إلي جانب المعاهدات المفروضة التي ستكبّل السيادة الوطنية، وتزيّف القرارات الكبري المصيرية للدولة. فالاستعمار الأمريكي لم يأتِ إلي قلب الجغرافية العربية ليرحل عنها بعد إنجاز مهمات محدودة، كإسقاط نظام الحكم في بغداد. بل كل الدلائل والوقائع اليومية للاحتلال تنبئ عن مدي الانخراط الأفقي والعمقي المتزايد في صميم القضايا الحيوية للدولة العراقية ومجتمعها. ففي هذه المجالات الذاتية تتعاظم رهانات الاحتلال علي التمكن من إحداث المتغيرات النوعية. فالرهان علي اللعبة الطائفية والعنصرية يتعدي حدود افتعال الفتن المتلاحقة والمتفشية في كل مكان، إلي مستوي تأسيس التفسخ البنيوي في كل ما له صلة بالحفاظ علي التجانس والتكامل بين القوي الإنسانية والمدنية للمجتمع الواحد. هنالك رهان شيطاني خبيث علي تجذير كل أشكال الفوارق الثانوية، وتحويلها إلي تناقضات متنامية، تجعل من الاقتتالات الدموية، ليست طوارئ استثنائية، بل قواعد ناظمة لعلاقات الأهالي فيما بينهم. بما يؤدي إلي كون الحالة الاحتلالية مستمرة متفاعلة ومستوطنة سواء ببقاء الجيوش الغازية، أو بعد رحيل جحافلها الكبري.
لكن السؤال المركزي الذي يتجدد مع ذكري سقوط بغداد (الثاني)، من عام إلي آخر، والذي تتحاشاه الأجوبة الجادة حتي الآن، وهو سؤال استراتيجي أنطولوجي بمعني الكلمة، فإنه يتناول المصير التاريخي للنهضة العربية، ليس علي صعيد النهاية أو اللانهاية، فحسب، فذلك يبقي من مستوي التأملات الإطلاقية، لكن الأهم والأشد إلحاحاً واقعياً هو المتعلق بالعثور علي المنهجية المفقودة حتي اليوم ضداً علي واقع التحدي الكينوني، وتحت طائلة هذا الاستفهام حول هذا العجز (الإنسانوي) في الكشف عن الأساسي والجوهري من مكنونات الطاقة النهضوية، من الإمكانيات الهائلة المحجوزة تحت المزيد من طبقات الحطام لكل مرحلة أو جولة لفصل من فصول هذه النهضة المنكوبة أولاً بمشاريعها الفاشلة وأبطالها الخائبين. فهي النهضة التي لا تعرف ذاتها؛ بالرغم من كل الوجوه المستعارة التي أضفتها مشاريعها الآفلة تلك علي ملامحها الأصلية. وهي النهضة التي لم تتبرع أية نخبة عالمة، حتي الآن، في كتابة تاريخها، في حفظ ذاكراتها، في تحويل أحداثها الظاهرة والمكتومة إلي معلومات موضوعية في متناول أجيالها الصاعدة الجاهلة لحياة آبائها وأجدادها.
لا نقول فحسب أن النهضة تجهل هويتها، أو أنه يجري تجهيلها بهويتها من مرحلة إلي أخري. هنالك عبث أيديولوجي حول البديهيات يفتتح مرحلة من تاريخ النهضة أو يودّع بها مرحلة منقضية. فإن تجهيل النهضة بجنسيتها واسمها وعنوانها، كان هو النهج الأسهل لتصدير نسخ زائفة عن شخصيتها. كان ذلك هو تكرار الفخ الأسوأ الذي يخدع كل جيل نهضوي بالتعامل مع أشباه التحولات السياسوية، والسقوط دائماً في وحول البدائل المبذولة بل المفروضة عن أسماء المصائر التاريخية الفعلية المحجوبة غالباً، أو المكتشفة نادراً ولكن الممنوعة من الوعي والتداول بمفرداتها في اللحظات الحاسمة، من كل فعل جماعي يكون أقرب إلي حرية أفراده وإرادتهم الكلية.
النهضة ليست قوة سحرية ساقطة علي الأمة من سماء تاريخها هكذا بدون أسباب ولا عوامل. والنهضة ليست أقنوماً سابقاً علي أفعاله وتجاربه ـ لكن الإشكالية الوجودية تنبع دائماً ليس من سوء فهم الواقع وتحدياته الفعلية، وإنما من سوء فهم (فهم) الواقع هذا. بمعني أنه من العسير علي العقل الانحطاطي الجاهل لانحطاطه ذاك أو المصرّ علي صوابيته، أن يتعامل مع العقل النهضوي. فحين يتردد دائماً أن هناك نهضة، وليس نهضويين، فينبغي لنا ألا نُؤخذ ببلاغة التعبير، ونتوقف عندها. إنه التعبير الأكثر مدعاة للتأمل والتطلع معه إلي آفاق دلالته هذه المفتوحة علي واقع النهضة المعاصرة، ليس كاسم سحري، بل كتجريب تاريخي يحتمل كل مزايا المحاولة والخطأ. لكن العبرة في إحياء ذاكرة موضوعية حافظة لهذا التجريب، وقادرة في الوقت عينه علي استخلاص عبره المتعارضة، وتحريرها من التباساتها تلك. فالانغمار تحت خضم التاريخ، دون العلوّ قليلاً ولو بالنظر والخيال البريء، ما فوق مساحاته الكلية، يجعل الوعي (النهضوي) غارقاً في تفاصيله اليومية. ليست لديه إلا الحلول الآنيَّة المرتجلة علي التحديات المستديمة.
إن سقوط بغداد الثاني لم ينه نهضة، بل حقبة من تاريخها الجدلي بين إمكانياتها الممنوعة وظروفها غير المصنوعة بأيديها وحدها. غير أنه لافكاك من قبضة السقوط وأفاعيله المسيطرة ليس علي الواقع السياسي والأمني إقليمياً فحسب، بل دولياً كذلك، إلا باستعادة العرب للحظة وعي نهضوي جديد. ويكون مدخله السياسي المباشر الدفع في اتجاه تكامل استراتيجي بين قوي المقاومة ما بين الجبهات وخلفياتها الدولتية والمجتمعية لكافة الأقطار. وربما كان ذلك هو المدخل الأصعب، لكن من دونه، سيتحول الواقع السلطوي العربي إلي مجموع إمارات من المماليك وأتباعهم. ولن يكون هناك ثمة حديث عن نهضة ساقطة أو وليدة، ولا من يحزنون..
صقر السياسة
صقر السياسة
عضو محترف
عضو محترف

{الجـنــس} : ذكر
{الإقــامـة} : بغداد عاصمة الرشيد ---- بين سقوطين او نهضتين Myn41910
{آلـعـمـــر} : 37
{آلمسـآهمـات} : 3756
{تآريخ آلتسجيل} : 18/02/2008
{العــمــل} : عروبي يكشف الحقائق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

126 رد: بغداد عاصمة الرشيد ---- بين سقوطين او نهضتين

مُساهمة من طرف بيان 2008-04-15, 7:59 pm

بدي شرح مفصل عن هاي الرسالة الله يخليك
بيان
بيان
:: شخصية مهمة ::
:: شخصية مهمة ::

{الجـنــس} : ذكر
{آلـعـمـــر} : 54
{آلمسـآهمـات} : 249
{تآريخ آلتسجيل} : 08/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

126 رد: بغداد عاصمة الرشيد ---- بين سقوطين او نهضتين

مُساهمة من طرف فراشة فلسطين 2008-04-15, 9:47 pm

يسلموووووووووووو خيو على الموضوع

تقبل مروري
فراشة فلسطين
فراشة فلسطين
:: شخصية مهمة ::
:: شخصية مهمة ::

{الجـنــس} : انثى
{آلـعـمـــر} : 34
{آلمسـآهمـات} : 1479
{تآريخ آلتسجيل} : 06/02/2008
{العــمــل} : طالبه

http://qafen.montadarabi.com/index.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

126 رد: بغداد عاصمة الرشيد ---- بين سقوطين او نهضتين

مُساهمة من طرف صقر السياسة 2008-04-15, 10:48 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

اشكرك اخي بيان على طلب شرح مفصل للموضوع وهذا يدل على حرصك لفهم المواضيع المدرجه في المنتدى وانا ساقوم باختصار الموضوع على شكل بنود لسهولة فهمها
اولا : ان فاجعة سقوط بغداد الرشيد المعاصره هي تكرار لنهاية الحضاره العربيه على يد الغزو المغولي لعاصمة الرشيد ايذانا بانطلاق عصر الانحطاط مع فقدان العرب والاسلام استقلالهم السياسي وخمود ادوارهم التاريخيه -
ثانيا : ان السقوط الثاني لبغداد تحت الجحافل الامريكيه لا يمكن اعتباره نتيجة محتومه لاستنفاد الحيويه النهضويه للامه العربيه بل ربما جاءت الفاجعه لاجهاض هذه الحيويه ومنعها من انتاج برنامجها الجيني -
ثالثا : ان النهضه المعاصره العربيه بقدر ما هي عسيرة الولادة والتكوين ذاتيا فأنها ممنوعة الوجود اصلا تحت طائلة القوى العظمى المتحكمه في سياسة العالم ومستقبله -
رابعا : ان موجات الاستعمار المتمثله في الغزو العسكري المباشر قد جعل لامريكا زعامة هذه الموجه واستيطان اسرائيلي جديد -- لقد امسى المشرق العربي الاسلامي مقطع الاوصال بكيانات اجنبيه مضادة لمختلف مكونات الانسانيه والتاريخيه
خامسا : الغزو الامريكي لعاصمة الرشيد ليس عابرا وهو مخطط له مسبقا ان تكون له ديمومه ماديه واستراتيجيه معا - فالاستعمار الامريكي لم يأتي الى قلب الجغرافيه العربيه ليرحل عنها بعد انجاز مهمات محدودة
اتمنى من اخي بيان ان الرساله قد وصلتك واتمنى اني قد افلحت باختصار الموضوع قد الامكان وشكرا لك على متابعتك الموضوع
صقر السياسة
صقر السياسة
عضو محترف
عضو محترف

{الجـنــس} : ذكر
{الإقــامـة} : بغداد عاصمة الرشيد ---- بين سقوطين او نهضتين Myn41910
{آلـعـمـــر} : 37
{آلمسـآهمـات} : 3756
{تآريخ آلتسجيل} : 18/02/2008
{العــمــل} : عروبي يكشف الحقائق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى