عاجل الى زعماء العهر واصحاب بارات باريس ولندن -- انقذوا مرضى اطفال عزة

من طرف صقر السياسة 2008-03-20, 12:44 pm

هل يشكل أطفال غزة ... مرضى السرطان خطراً أمنياً على اسرائيل؟

عاجل الى زعماء العهر واصحاب بارات باريس ولندن -- انقذوا مرضى اطفال عزة 1205842309066742300

عاجل الى زعماء العهر واصحاب بارات باريس ولندن -- انقذوا مرضى اطفال عزة 1205842309066742300

...في انتظار العلاج
الأربعاء مارس 19 2008
غزة-لمراسل«القدس»- في إحدى غرف مستشفى النصر للأطفال بغزة وبالتحديد في قسم السرطان تسمع صوت اختناق أو بالأصح هي حالة احتضار للطفل عبد حسن أنور الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره ومصاب بسرطان الدماغ ووالدته بالقرب منه . تسمع نبضات قلبه وهي تبكي بصمت يكاد أن يمزق جدران قلبها. كيف لا وفلذة كبدها يصارع الموت بعد أن كان يلعب في ارجاء المنزل وضحكاته كانت تملأ المكان خاصة حينما بدأت حالته تتحسن شيئاً فشيئاً. إلا أن هذا الامر لم يرق للاحتلال وأراد أن يقتل بسمة الطفل عبد أمام عيون والديه فتارة بمنعه من استكمال العلاج في مستشفيات الخط الأخضر بحجة أمنية وتارة اخرى بحجة انتظار الموافقة وتأخر التحويلة ..واليوم الحصار والإغلاق .
جميعهم شاركوا في قتل ليس عبد وحده بل الكثيرين من أمثاله الذين لم تشفع لهم أجسادهم المريضة ولا حتى الصغيرة لتلقي العلاج الكامل..عذراً عبد ..عذراً قصي ..عذراً أطفال غزة فأنتم تشكلون خطرا على الأمن الاسرائيلي، تارة بمرض السرطان وتارة بأجسادكم الصغيرة جداً التي أنهكها المرض.
بعد أن أغلق الدكتور محمد أبو شعبان رئيس قسم السرطان والأورام بمستشفى النصر للأطفال ملف الطفل قصي عيسى (ثلاث سنوات) وكتب بجوار حالته توفي لمنعه من استكمال العلاج من مرض السرطان داخل مستشفيات الخط الأخضر لكونه يشكل خطرا على أمن اسرائيل، سأل نفسه ولكن بصوت مرتفع بعض الشيء هل يعقل ان طفلا عمره ثلاث سنوات يشكل خطراً امنياً على اسرائيل ويحرم من العلاج ؟؟!.
وأوضح د. أبو شعبان أن قصي ليس الطفل الوحيد الذي يمنع من العلاج بحجج أمنية فيوجد غيره الكثيرون.
وأشار إلى أن علاج مرض السرطان يحتاج إلى مجموعة من الأدوية ونقص واحد منها يؤثر بشكل مباشر على الحالة الصحية للطفل، مبينا أن العلاج ينقسم إلى ثلاثة أنواع ، جراحي وإشعاعي وكيماوي ويكون لكل طفل جرعة معينة من الدواء لها توقيت زمني محدد وأي خلل بذلك يكون له انعكاسات خطيرة على الطفل.
ونوه بأن العلاج الكيماوي يعطى من خلال مجموعة من الأدوية بنفس الوقت جمعت جرعاتها بناء على دراسة حيث أن تناول الطفل المريض المجموعة بشكل منظم ومتكامل يعطي نتائج جيدة لكن غير ذلك لا.
وأردف قائلاً :" بسبب الحصار والإغلاق كثيرا ما تعاني المستشفى من نقص بالأدوية مما لا يعطي النتائج المطلوبة للمريض فنعمل على طلب تحويلة للطفل للعلاج خارج قطاع غزة".
وأضاف: أن مشكلة التحويلة تتطلب وقتاً طويلاً مما يؤثر على صحة الطفل، فبداية يجب موافقة المستشفى على قبول طلب الطفل والموافقة لا تكون بشكل دائم وبعد ذلك يكون الطفل بحاجة إلى تنسيق أمني و في كثير من الأحيان يتم رفض طلب مرافق الطفل او يُرفض الطفل نفسه بحجج أمنية.
واستذكر حالة الطفل قصي عيسى ، فبعد استقباله في مستشفى داخل الخط الأخضر وحصوله على بعض جرعات العلاج لم يستطع استكمال العلاج لانه منع من العودة للمستشفى لاسباب "امنية"إلى أن توفي .
واشار د. أبو شعبان الى حالة الطفل فضل كشكو الذي كان بحاجة إلى إجراء تحاليل معينة غير متوفرة في قطاع غزة لمعرفة كمية ونوع العلاج المطلوب إلا أنه مكث شهراً ينتظر الموافقة لكنه لم يحصل عليها وظل طوال تلك الفترة بدون علاج.
وأردف:" لقد تم إعطاء الطفل العلاج رغم عدم القدرة على إجراء التحاليل اللازمة له حيث ان بقاء الطفل بدون علاج يعرض حياته للخطر".
ورغم أهمية الدواء لعلاج الطفل المريض إلا أن الكهرباء بالمستشفى لا تقل أهمية عن الدواء وانقطاع التيار الكهربائي يشكل خطرا كبيرا على حياة الأطفال المرضى؛ و أوضح د. أبو شعبان أن مريض السرطان يحتاج إلى علاج من خلال استخدام أجهزة التنفس والتدفئة وعملية تحضير للعلاج الكيماوي وذلك غير ممكن إلا من خلال الكهرباء للحفاظ على العلاج فقطع التيار الكهربائي يؤثر على حالة الطفل المريض.
ونوه بأن الحصار له دور كبير في نقص الأدوية .
لا أعلم إن كان الموت أسرع أم حصول الطفل أسامة (ثلاث سنوات ونصف) المصاب بسرطان الدم على التحويلة للعلاج بمستشفى الخط الأخضر هو الأسرع؟
فحينما تنظر إليه ولا تسمع صوتاً له بعكس أطفال آخرين في العالم في مثل سنه يلعبون ويضحكون .. تجد أن أسامة يدخل في دائرة استهداف الاحتلال بقتله بدون ذنب.. ذنبه الوحيد بأنه طفل فلسطيني يريد أن يتخلص من مرض سرطان الدم ويعود إلى بيته وأحضان والديه وليس أن يكون أسير سرير المستشفيات طوال طفولته وحياته.
وعن حالته قال د. أحمد مرتجى أختصاصي طب أطفال "إن الطفل أسامة يعاني من مرض سرطان الدم ما نتج عنه من قلة المناعة في جسده مما يتطلب حصوله على إبر لتقوية المناعة لديه".
وأضاف: لقد أرسلنا لمستشفيات الخط الأخضر طلب تحويلة مستعجلة لعلاج الطفل إلا أن التحويلة تحتاج لأكثر من عشرة أيام والتاخير يهدد حياته.
وختم كلماته بمناشدة بتوفير جهاز رنيم مغناطيسي MRI للمستشفى لأهميته في تشخيص مرض السرطان بشكل مبكر وفي مراحله الأولى، مبيناً أن مستشفيات غزة تفتقر لهذا الجهاز رغم أهميته.
ان كل من يطلع على الماساة التي يعيشها مرضى السرطان ، لا بد ان يتساءل :ماذا لو كان طفله هو الذي يموت ببطء لاصابته بمرض السرطان ويكون هو الأب الذي يموت في اليوم الف مرة وهو ينظر إلى طفله وهو يرحل عن الدنيا أمام عينيه ؟