من يوميات سجين فلسطيني في غرف العملاء 2
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من يوميات سجين فلسطيني في غرف العملاء 2
في اليوم الأول: "حتى لو ضربة حجر!"
في يومي الأول لدخولي "غرفة العصافير" التابعة لسجن "مجدو" كنت قادما بشعور الوحدة الذي أحمله، بحاجة ماسة لمن أتكلم معه، ففي زنازين التحقيق الانفرادي عشت مدة تزيد على الشهرين دون أن أرى أحد أو أتكلم مع أي شخص باستثناء المحققين، كنت جائعا للكلام وللتنفيس عن الذي حدث معي، تمشى معي أحد "الشرفاء" الذي جعلوه يقوم بدورهم دون أن يدري، لغروره وحبه للمناصب، فأعلمني بعد ديباجة اعتيادية من الترحيب والتهليل لصمودي بأن هناك "أميراً أمنياً" وهو الوحيد المخوّل أن يسألني عن قضيتي، وعلي أن أتعامل معه وأعطيه كامل تاريخ حياتي النضالي، حتى ولو كان ضربة حجر على الجنود الإسرائيليين!!
أجبته بأنه لا يوجد عندي شيء، وأن المحققين أنفسهم تأكدوا من ذلك.
وقلت: "لست مع أي فصيل، حتى لو على سبيل التأييد".
فقال لي: "لا... لا، أنت لازم تقول للأمير الأمني كل شيء، أنت خايف بتفكر أن هؤلاء من العصافير، لكل واحد منهم تاريخ نضالي طويل، مطلوب لهم أحكام بالمؤبدات".
حاولت أن أحشده عنده فكرة عدم خوفي من شيء، قلت بعصبية: "فش عندي شيء أخاف منه، أو عليه".
قال: "طيّب، ممكن يجلس معك الأمير الليلة"، ثم ذهب.
في اليوم الثالث: تعريف... ثم "تحقيق"
في تمام الساعة التاسعة مساء أرسل في طلبي من يدعى بـ"الأمير الأمني" كي أجلس معه في الخيمة الأخرى البعيدة، وفعلا ذهبت إليه دون أدنى خوف، بل تحصنت بنفس الاحتمال (أي أن يكون من العصافير).
وصلت خيمته، كانت كبيرة، وفيها بعض الأوراق، وبدا مشغولا، وفي الوقت ذاته منتظرا وصولي، قام وسلم علي بحرارة، وأجلسني إلى جواره، سألني عن أخباري، وصحتي، وبعد ذلك سألني عن عمري؟
أجبته: "22 عاما".
قال لي بأن هذا الجواب غير صحيح!
غضبت، وتوترت عندما كذّبني، فقال لي غداة ذلك: "يا أخي هذا ما مضى من عمرك!؟ ولكن كم عمرك فلا يعلم بذلك إلا الله!!؟"
قلت له مذهولا: "غلبتني بهذه"...
كان هذا مدخلا لاختبار ذكائي، وردات فعلي على ما يحدث وسيحدث معي فيما يتعلق بعلاقتي بهم.
ثم سألني عما أعرفه عن السجون والمعتقلات، قلت له لا شيء سوى أن الذي يعتقل يحاكموه ويضعوه في السجن!
ثم سألني إن كنت أعلم سبب وجود هذا القسم المستقل عن السجن الذي نحن فيه، وأجبته بالنفي.
فقال لي: "أنا سأخبرك وأعرفك على كل شيء..".
وبدأ يشرح...يفسر...يعلل...
"هذا القسم هو بمثابة قسم "للفرز والاستقبال"، أي أن المعتقل عندما ينزل إلى السجن ويدخل الساحة النضالية عليه أن يعيش تحت إطار تنظيمه، أو تحت إطار أي تنظيم آخر يرعاه إلى حين خروجه من السجن وهذا ما يسمى "بالفرز".
وأضاف: "هذا القسم تم استحداثه مؤخرا، والهدف منه معالجة خلل كان يحدث في السابق، حيث كان المعتقل ينزل إلى السجن ويدخل بين جميع المعتقلين مباشرة، بينما لا يعرف المعتقلون حقيقة كل إنسان ينزل عندهم، وإن كانوا يعرفوه فهم لا يعرفون ما جرى بينه وبين المحقق.. فالمخابرات تعرض على كل معتقل أن يعمل معهم!، وبناء عليه كان يضطر الإخوة في الأقسام الداخلية إلى وقف الأنشطة والجلسات جميعها إلى حين التحقق من أمره، فقلنا: "ليش نظل على هالحال ما نعمل خيمة مستقلة عن القسم من أجل استقبال الجدد، نتأكد خلال فترة وجوده بها من شخصيته، ووضعه الأمني، وفي الوقت نفسه يتعلم الأخ النظام والقانون في السجن، ويلتزم بهما، وبذلك يدخل بين إخوانه ملتزما وعارفا لطبيعة القانون، وهذا يساعد بالتالي على استقرار السجن".
أوهمني أن كلامه السابق كان بمثابة الحجة أمام الإدارة في سبيل اقناعها بالحاجة لوجود مثل هذا القسم الجديد، ولم أستغرب مثل هذا الوضع في سجن كـ"مجدو" سمعة الانفتاح فيه بلغت الآفاق، فيكون قد تم فعلا التعرف على وضع المعتقل من الناحية الأمنية، وحللت شخصيته، وفي الوقت نفسه تبقى الأنشطة جميعها في الأقسام الداخلية تسير بشكل طبيعي.
وعلل بكلامه السابق خلو القسم من "البلفونات" وغيرها من الخدمات المتوفرة في السجن الحقيقي.
وقبل أن أغادره قال الكثير عن وضع السجن والنظام فيه: "عندنا أعلى هيئة هي مجلس الشورى العام، والمشكل من الفصائل كافة، ويتفرع عنه لجان عدة، وهي:
- اللجنة الثقافية ومهمتها في إطار العمل الثقافي، والإشراف على امتحانات التوجيهي (الثانوية العامة)، وإقامة الدورات المختلفة في المجال الثقافي …الخ.
- اللجنة السياسية التي تعنى بآخر الأخبار، والأوضاع السياسية، ومتابعة المستجدات السياسية، ونشر البيانات وشرحها التي توزع على الساحة الفلسطينية من قبل الفصائل كافة، وإدخالها إلى المعتقل وقراءتها حتى يبقى المعتقلون على تواصل تام مع القضية والأحداث على الساحة الفلسطينية.
- اللجنة الأمنية التي ويتفرع عنها لجان ثلاث وهي:
أ-لجنة المتابعة والتنسيق: ووظيفتها التواصل مع الفصائل كافة في الخارج، وإدخال المعلومات الأزمة عن أي معتقل أو أي أمر أمني في خارج السجن أو في داخله.
ب-جهاز الرصد: ووظيفته رصد ومتابعة المعتقلين وجميع تصرفاتهم وأخطائهم وتحليلها، والوصول إلى كل مشبوه أو عميل يحاول اختراق الساحة النضالية داخل السجن.
ج-جهاز الردع: وله وظيفتان: الأولى مع المعتقلين الشرفاء الذين لا يلتزمون بالنظام والقانون ويقومون بارتكاب المشاكل، والثانية: مع المندسين والعملاء الذين تثبت محاولة اختراقهم للساحة النضالية.
ولم يكتفي بهذا المقدار التي شحنني بها ليبلغني بوظيفته هو "أميرا أمنيا"، وأبلغني أنه مكلف من قبل الفصائل كافة المتمثلة بمجلس الشورى العام بالجلوس مع المعتقلين الذين يدخلون هذا القسم، وأنه لديه تصورا كاملا عن أي معتقل قبل أن يجلس معه، فحسب قوله، المعتقل وبمجرد نزوله إلى السجن يعمم اسمه على الأقسام كافة، وترفع به تقارير كاملة من قبل الإخوة الذين يعرفوه، كما أنه يتم التواصل مع التنظيم في الخارج ليعرف وضعه التنظيمي… وهكذا.
وتابع قائلا بثقة تامة: "دوري يتمثل بمعرفة قضيتك، وتاريخك النضالي كي يسهل الكشف عن الأسباب التي أدت إلى اعتقالك".
وأبلغني أن الحديث الذي يدور بيني وبينه لا يخرج إلا إلى الإخوة الذين يمثلون تنظيمي في مجلس الشورى العام، وأنهم مقسمون على كتاب الله بالمحافظة على سرية المعلومات.
وطلب مني، بناءً على، ذلك أن أقول له ما هي قضيتي؟
فأجبته بما وقعت عليه في الإفادة التي كتبتها عند المحققين من رجال المخابرات فقط.
ضحك، ومن ثم تبسم، وربت على كتفي، وقال لي: "يا أخي أنا قلت لك قبل أن أجلس معك أن لدي تصور كامل عن تاريخك قبل أن أجلس معك، وهذا الذي كتبته في التحقيق هو إطار أنت حددته لنفسك وقررت عدم تجاوزه، وأهنئك كثيرا على هذا النجاح".
وتابع: "هناك أناس كثر مثلك، نجحوا وضحكوا على المخابرات، ولكن هذا الشيء عندي ما بمشي".
ثم حدث جدل ونقاش طويل بيننا احتد في نهايته، فأجبته بصراحة: "أنت أسلوبك أسلوب محقق ...هذا هو وضعي فقط".
غضب بشدة ساعتها، وبدأ يصيح ويقول: "أنت تطعنني في قلبي بهذا الكلام، وأقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم إلا أقول هذا الكلام للإخوة في مجلس الشورى".
وفي تمام الساعة الواحدة ليلا فضت الجلسة.
في اليوم الخامس: حيرة... "صلي ركعتين استخارة"
اخبرني احدهم سرا أن هناك جلسة لي مع "الأمير الأمني"، وحضرت في الموعد المحدد في خيمته، وأول ما بادرني به هو عن أسباب عدم تعاوني معهم؟!
أجبته: "مع احترامي لكم أنا لا أعرفكم ولم ألتق بكم في حياتي، وإن كان عندي شيء فمن وين لوين أتعامل معكم!".
فأجاب طارحا حلا توفيقيا في سبيل إرضائي "أنا مستعد لأي حل تطرحه"، واستعد أن يأتيني بجهاز "البلفون" كي أتكلم مع أي مسئول أو قيادي في الخارج، وأسأله عنهم بالاسم.
وافقت...
لكنه حاول إقناعي بأن خطورة هذه الوسيلة تكمن في أن المكالمات جميعها مراقبة في داخل السجن، ولم نقم بهذه الخطوة بناء على طلبه.
وأخذ يطرح حلولا قد تكون مرضية من قبلي مثل أن يأتيني بكتاب مغلق من التنظيم، ومختوم بختمه الرسمي على شكل كبسولة، يذكرون لي فيه بعض الأمور التي لا يعرف بها أحد إلا أنا ومن كان يعمل معي، ويطلبون مني أن أتعاون معهم.
قلت له ساخرا من عرضه بأن هذا الكلام لا يصلح لأن المخابرات الإسرائيلية غير عاجزة عن القيام بصنع ختم كختم التنظيم!
فقال لي: "والله ما أنا عارف شو بدي أقولك، صلي ركعتين استخارة".
فأجبته أن لا استخارة في هذه المواضيع.
فقال: "أنا أوصل هذا الكلام للإخوة في مجلس الشورى وسنرى ما يقولون،... وأنا يا أخي واضع يدي على كتاب الله، وحالف أمام الإخوة في مجلس الشورى أن لا أقول لأحد ما هو فصيلي، لكن أود أن أقول لك أنني عندما كنت في الخارج كانت لحيتي إلى صدري، ولكني حلقتها هنا لحاجة طلبها مني إخواني في مجلس الشورى".
–انتهت الجلسة دون نتائج تذكر ليحدث التطور الأكبر والأخطر إثر ذلك–
في اليوم السابع: بداية كسبي لثقتهم،...بداية انهياري
خلال الأيام السابقة كانوا يتعاملون معي كأني جزء منهم، أخوة لي، يحرصون على إفادتي، على كسب ثقتي، والتقرب مني بأكثر من أسلوب.
بعد يومين جاء ما يدعى بـ"موجه القسم العام" وطلبني لأجلس معه، وبمجرد دخولي عليه وقف شامخا، وضرب لي تحية عسكرية وقال: "أنا أحيّي حرصك على إخوانك، و"مبسوط" كثير من أمنياتك، ولكن بحب أقولك إننا في سباق مع المخابرات الإسرائيلية".
وتابع: "الذي جاء بك إلى السجن أكيد ثغرة أمنية، ونحن يجب أن نطوق هذه الثغرة بأسرع وقت".
ثم أضاف مسترسلا بانفعال حقيقي: "إسرائيل ومخابرتها بتفكرنا شعب غبي، ما بنستفيد من الاغتيالات التي تحصل في صفوف شعبنا، لكن لا، نحن نتعلم ونستفيد وعشان هيك إحنا مستعجلين عليك انك تحكي".
"أنت حر في أي وقت، بعد أسبوع... أسبوعين.... شهر... أو أكثر.... لا أحد يجبرك، ولكن أحملك مسؤولية كل الإخوة في الخارج، ومسؤولية ما يحدث معهم".
هنا شعرت أن كلماته تدخلني، كان كلامه عاطفيا، مخيفا، حملني مسؤولية كبيرة، دخل نصله عقلي، وتمكن من إقناعي بهذا الكلام الذي أنا أشد الحريصين عليه.
قلت: "ماشي... بفكر في الموضوع... وأرد لك جوابا إذا كنت سألتزم أم لا".
في اليوم التاسع: الخدعة الكبرى
وبعد يومين جلس معي "الأمير الأمني" و"موجه القسم"، وسألوني إذا كنت سألتزم أم لا؟
فقلت لهم محاولا رد الكرة إلى ملعبهم: "أنه من المعروف في الخارج أن الإنسان حين ينزل إلى ساحة الاعتقال لا يسأله أحد بغير الذي كتبه بالإفادة، وأنه يجب أن لا نؤمّن لأي أحد حتى لو كان أكبر مسئول تنظيمي!".
فقالا لي بنوع من الاطمئنان: "هذا كلام صحيح، ونحن نؤكد عليه باستمرار، ونتواصل مع الفصائل كافة كي يؤكدوا على جميع أفرادهم هذه القواعد، ونحن عندما نخرج من السجن "نخرج" هذه القواعد من السجن".
"وعندما ينزل الأخ إلى ساحة الاعتقال نتفاهم نحن وإياه عاجلاً أم آجلاً. أتعلم لماذا لا نخبر أحد أننا نفعل هذا؟"
فقلت: "لا."
فقال: "لو علم أننا نجلس مع المعتقلين مثل هذه الجلسات لقامت المخابرات الإسرائيلية باستغلال ذلك وعملت مثلنا وأوقعوا بالمناضلين والمجاهدين".
كان جواباً مقنعاً بالنسبة لي لتجاوز القاعدة الأمنية المذكورة سابقاً، لكنه لم يكن كافياً لأقول لهم ما عندي.
قلت مقتنعا باستسلام لما قذفوه في بحري: "لقد كنت مقرراً رفض الالتزام، ولكن بعد هذا الحديث أطلب منكم لقاء إخواني من التنظيم وأنا أتفاهم معهم".
فقال الموجه: "سنرفع طلبك للإخوة في مجلس الشورى".
في اليوم الخامس عشر: مرحلة عض الأصابع
وفي الجلسة الأخرى اجتمعت مع "الأمير الأمني" أبلغوني بأن مجلس الشورى والقانون الداخلي للمعتقلين يكلفهم هم فقط بالجلوس مع المعتقلين، وأنهم قد أقسموا على كتاب الله لو قطّعوا قطعاً قطعاً أن لا يعترفوا بأي كلمة، ثم طلبوا مني التكلم بعد ذلك.
فرفضت، وقلت: "أن الناس لا يلتزمون في بعض الأحيان بقوانين الله فهل قوانينكم ألّزم منها؟"
فقال "الأمير الأمني": "إن كنت لا تريد أن تتكلم فأنت حر، ولكن أحب أن أخبرك بقرار مجلس الشورى العام بشأنك وهو: "في حال استمر الأخ.....(أي أنا) برفض الالتزام فسيضطر الإخوة في مجلس الشورى العام آسفين بالمجيء إلى القسم، للوقوف أمام الإخوة كافة في سرية تامة ويبلغوهم بأنك رفض الالتزام، وبناءً عليه فأنت مجرد من حقوقك في السجن كافة، ولا يحق لك الخروج لزيارة الأقسام الأخرى، أو استعمال "البلفون" أو غيرها من الخدمات الأخرى، ثم يكون الجلوس معك، ويقال لك الحقيقة الكاملة التي يعرفونها عنك وعن نشاطاتك".
فأجبته بأني كلي سمع وطاعة للإخوة في مجلس الشورى، ولو أنهم قرروا أن أكون زبال السجن لفعلت.
ثم فضت الجلسة.
ما بعد اليوم الخامس عشر: موقف لا أحسد عليه
نهضت كشخص مثخن بالجراح، جلست في زاوية الخيمة وحيدا، وبدأت الدموع تملأ وجهي من شدة ألمي من قرار إخواني، ومن شدة جفاوتهم لي، وعدم سعيهم لإخراجي من بين هؤلاء القساة الذين سلّموهم صلاحيات الجلوس معنا، وبدأت أحتنق غضباً على تنظيمي الذي لا يهتم بي.
تدخل بعد ذلك "شاويش الخيمة"، كان يعاملني بلطف أكثر، وناقشني في المشكلة التي أصبحت ترهق تفكيري، وتشل قدرتي على التركيز، وأخذ يطرح حلولا مفترضة، ووعدني بأن يساعدني ويرفع الموضوع برمته إلى الإخوة في اجتماعهم العام من أجل الانتهاء من هذه المشكلة من جذورها.
وأضاف: "هل تعتقد أن هذه مشكلتك لوحدك، هذا مأزق الكثيرين من الإخوة من قبلك، واصطدموا بالفرق بين القواعد التي تطلب منهم بالخارج وبين الواقع في داخل السجن، ولهذا فهذه مشكلة عامة، وعلى التنظيم أن يسعى لحلها وليس على الأفراد".
ثم تدخل بعد ذلك نائب "الأمير الأمني"، وكان أسلوبه ألطف بكثير من الأول، ووعدني بأن يساعدني ويوصل الموضوع إلى أعلى المستويات، بعد أن تظاهر لي أنه من تنظيمي.
...وهكذا...كانت أقوى دفاعاتي تنهار أمام هذا التناقض أولا، والضغط النفسي ثانيا.
*اسلام اون لاين
في يومي الأول لدخولي "غرفة العصافير" التابعة لسجن "مجدو" كنت قادما بشعور الوحدة الذي أحمله، بحاجة ماسة لمن أتكلم معه، ففي زنازين التحقيق الانفرادي عشت مدة تزيد على الشهرين دون أن أرى أحد أو أتكلم مع أي شخص باستثناء المحققين، كنت جائعا للكلام وللتنفيس عن الذي حدث معي، تمشى معي أحد "الشرفاء" الذي جعلوه يقوم بدورهم دون أن يدري، لغروره وحبه للمناصب، فأعلمني بعد ديباجة اعتيادية من الترحيب والتهليل لصمودي بأن هناك "أميراً أمنياً" وهو الوحيد المخوّل أن يسألني عن قضيتي، وعلي أن أتعامل معه وأعطيه كامل تاريخ حياتي النضالي، حتى ولو كان ضربة حجر على الجنود الإسرائيليين!!
أجبته بأنه لا يوجد عندي شيء، وأن المحققين أنفسهم تأكدوا من ذلك.
وقلت: "لست مع أي فصيل، حتى لو على سبيل التأييد".
فقال لي: "لا... لا، أنت لازم تقول للأمير الأمني كل شيء، أنت خايف بتفكر أن هؤلاء من العصافير، لكل واحد منهم تاريخ نضالي طويل، مطلوب لهم أحكام بالمؤبدات".
حاولت أن أحشده عنده فكرة عدم خوفي من شيء، قلت بعصبية: "فش عندي شيء أخاف منه، أو عليه".
قال: "طيّب، ممكن يجلس معك الأمير الليلة"، ثم ذهب.
في اليوم الثالث: تعريف... ثم "تحقيق"
في تمام الساعة التاسعة مساء أرسل في طلبي من يدعى بـ"الأمير الأمني" كي أجلس معه في الخيمة الأخرى البعيدة، وفعلا ذهبت إليه دون أدنى خوف، بل تحصنت بنفس الاحتمال (أي أن يكون من العصافير).
وصلت خيمته، كانت كبيرة، وفيها بعض الأوراق، وبدا مشغولا، وفي الوقت ذاته منتظرا وصولي، قام وسلم علي بحرارة، وأجلسني إلى جواره، سألني عن أخباري، وصحتي، وبعد ذلك سألني عن عمري؟
أجبته: "22 عاما".
قال لي بأن هذا الجواب غير صحيح!
غضبت، وتوترت عندما كذّبني، فقال لي غداة ذلك: "يا أخي هذا ما مضى من عمرك!؟ ولكن كم عمرك فلا يعلم بذلك إلا الله!!؟"
قلت له مذهولا: "غلبتني بهذه"...
كان هذا مدخلا لاختبار ذكائي، وردات فعلي على ما يحدث وسيحدث معي فيما يتعلق بعلاقتي بهم.
ثم سألني عما أعرفه عن السجون والمعتقلات، قلت له لا شيء سوى أن الذي يعتقل يحاكموه ويضعوه في السجن!
ثم سألني إن كنت أعلم سبب وجود هذا القسم المستقل عن السجن الذي نحن فيه، وأجبته بالنفي.
فقال لي: "أنا سأخبرك وأعرفك على كل شيء..".
وبدأ يشرح...يفسر...يعلل...
"هذا القسم هو بمثابة قسم "للفرز والاستقبال"، أي أن المعتقل عندما ينزل إلى السجن ويدخل الساحة النضالية عليه أن يعيش تحت إطار تنظيمه، أو تحت إطار أي تنظيم آخر يرعاه إلى حين خروجه من السجن وهذا ما يسمى "بالفرز".
وأضاف: "هذا القسم تم استحداثه مؤخرا، والهدف منه معالجة خلل كان يحدث في السابق، حيث كان المعتقل ينزل إلى السجن ويدخل بين جميع المعتقلين مباشرة، بينما لا يعرف المعتقلون حقيقة كل إنسان ينزل عندهم، وإن كانوا يعرفوه فهم لا يعرفون ما جرى بينه وبين المحقق.. فالمخابرات تعرض على كل معتقل أن يعمل معهم!، وبناء عليه كان يضطر الإخوة في الأقسام الداخلية إلى وقف الأنشطة والجلسات جميعها إلى حين التحقق من أمره، فقلنا: "ليش نظل على هالحال ما نعمل خيمة مستقلة عن القسم من أجل استقبال الجدد، نتأكد خلال فترة وجوده بها من شخصيته، ووضعه الأمني، وفي الوقت نفسه يتعلم الأخ النظام والقانون في السجن، ويلتزم بهما، وبذلك يدخل بين إخوانه ملتزما وعارفا لطبيعة القانون، وهذا يساعد بالتالي على استقرار السجن".
أوهمني أن كلامه السابق كان بمثابة الحجة أمام الإدارة في سبيل اقناعها بالحاجة لوجود مثل هذا القسم الجديد، ولم أستغرب مثل هذا الوضع في سجن كـ"مجدو" سمعة الانفتاح فيه بلغت الآفاق، فيكون قد تم فعلا التعرف على وضع المعتقل من الناحية الأمنية، وحللت شخصيته، وفي الوقت نفسه تبقى الأنشطة جميعها في الأقسام الداخلية تسير بشكل طبيعي.
وعلل بكلامه السابق خلو القسم من "البلفونات" وغيرها من الخدمات المتوفرة في السجن الحقيقي.
وقبل أن أغادره قال الكثير عن وضع السجن والنظام فيه: "عندنا أعلى هيئة هي مجلس الشورى العام، والمشكل من الفصائل كافة، ويتفرع عنه لجان عدة، وهي:
- اللجنة الثقافية ومهمتها في إطار العمل الثقافي، والإشراف على امتحانات التوجيهي (الثانوية العامة)، وإقامة الدورات المختلفة في المجال الثقافي …الخ.
- اللجنة السياسية التي تعنى بآخر الأخبار، والأوضاع السياسية، ومتابعة المستجدات السياسية، ونشر البيانات وشرحها التي توزع على الساحة الفلسطينية من قبل الفصائل كافة، وإدخالها إلى المعتقل وقراءتها حتى يبقى المعتقلون على تواصل تام مع القضية والأحداث على الساحة الفلسطينية.
- اللجنة الأمنية التي ويتفرع عنها لجان ثلاث وهي:
أ-لجنة المتابعة والتنسيق: ووظيفتها التواصل مع الفصائل كافة في الخارج، وإدخال المعلومات الأزمة عن أي معتقل أو أي أمر أمني في خارج السجن أو في داخله.
ب-جهاز الرصد: ووظيفته رصد ومتابعة المعتقلين وجميع تصرفاتهم وأخطائهم وتحليلها، والوصول إلى كل مشبوه أو عميل يحاول اختراق الساحة النضالية داخل السجن.
ج-جهاز الردع: وله وظيفتان: الأولى مع المعتقلين الشرفاء الذين لا يلتزمون بالنظام والقانون ويقومون بارتكاب المشاكل، والثانية: مع المندسين والعملاء الذين تثبت محاولة اختراقهم للساحة النضالية.
ولم يكتفي بهذا المقدار التي شحنني بها ليبلغني بوظيفته هو "أميرا أمنيا"، وأبلغني أنه مكلف من قبل الفصائل كافة المتمثلة بمجلس الشورى العام بالجلوس مع المعتقلين الذين يدخلون هذا القسم، وأنه لديه تصورا كاملا عن أي معتقل قبل أن يجلس معه، فحسب قوله، المعتقل وبمجرد نزوله إلى السجن يعمم اسمه على الأقسام كافة، وترفع به تقارير كاملة من قبل الإخوة الذين يعرفوه، كما أنه يتم التواصل مع التنظيم في الخارج ليعرف وضعه التنظيمي… وهكذا.
وتابع قائلا بثقة تامة: "دوري يتمثل بمعرفة قضيتك، وتاريخك النضالي كي يسهل الكشف عن الأسباب التي أدت إلى اعتقالك".
وأبلغني أن الحديث الذي يدور بيني وبينه لا يخرج إلا إلى الإخوة الذين يمثلون تنظيمي في مجلس الشورى العام، وأنهم مقسمون على كتاب الله بالمحافظة على سرية المعلومات.
وطلب مني، بناءً على، ذلك أن أقول له ما هي قضيتي؟
فأجبته بما وقعت عليه في الإفادة التي كتبتها عند المحققين من رجال المخابرات فقط.
ضحك، ومن ثم تبسم، وربت على كتفي، وقال لي: "يا أخي أنا قلت لك قبل أن أجلس معك أن لدي تصور كامل عن تاريخك قبل أن أجلس معك، وهذا الذي كتبته في التحقيق هو إطار أنت حددته لنفسك وقررت عدم تجاوزه، وأهنئك كثيرا على هذا النجاح".
وتابع: "هناك أناس كثر مثلك، نجحوا وضحكوا على المخابرات، ولكن هذا الشيء عندي ما بمشي".
ثم حدث جدل ونقاش طويل بيننا احتد في نهايته، فأجبته بصراحة: "أنت أسلوبك أسلوب محقق ...هذا هو وضعي فقط".
غضب بشدة ساعتها، وبدأ يصيح ويقول: "أنت تطعنني في قلبي بهذا الكلام، وأقسم بالله العظيم، أقسم بالله العظيم إلا أقول هذا الكلام للإخوة في مجلس الشورى".
وفي تمام الساعة الواحدة ليلا فضت الجلسة.
في اليوم الخامس: حيرة... "صلي ركعتين استخارة"
اخبرني احدهم سرا أن هناك جلسة لي مع "الأمير الأمني"، وحضرت في الموعد المحدد في خيمته، وأول ما بادرني به هو عن أسباب عدم تعاوني معهم؟!
أجبته: "مع احترامي لكم أنا لا أعرفكم ولم ألتق بكم في حياتي، وإن كان عندي شيء فمن وين لوين أتعامل معكم!".
فأجاب طارحا حلا توفيقيا في سبيل إرضائي "أنا مستعد لأي حل تطرحه"، واستعد أن يأتيني بجهاز "البلفون" كي أتكلم مع أي مسئول أو قيادي في الخارج، وأسأله عنهم بالاسم.
وافقت...
لكنه حاول إقناعي بأن خطورة هذه الوسيلة تكمن في أن المكالمات جميعها مراقبة في داخل السجن، ولم نقم بهذه الخطوة بناء على طلبه.
وأخذ يطرح حلولا قد تكون مرضية من قبلي مثل أن يأتيني بكتاب مغلق من التنظيم، ومختوم بختمه الرسمي على شكل كبسولة، يذكرون لي فيه بعض الأمور التي لا يعرف بها أحد إلا أنا ومن كان يعمل معي، ويطلبون مني أن أتعاون معهم.
قلت له ساخرا من عرضه بأن هذا الكلام لا يصلح لأن المخابرات الإسرائيلية غير عاجزة عن القيام بصنع ختم كختم التنظيم!
فقال لي: "والله ما أنا عارف شو بدي أقولك، صلي ركعتين استخارة".
فأجبته أن لا استخارة في هذه المواضيع.
فقال: "أنا أوصل هذا الكلام للإخوة في مجلس الشورى وسنرى ما يقولون،... وأنا يا أخي واضع يدي على كتاب الله، وحالف أمام الإخوة في مجلس الشورى أن لا أقول لأحد ما هو فصيلي، لكن أود أن أقول لك أنني عندما كنت في الخارج كانت لحيتي إلى صدري، ولكني حلقتها هنا لحاجة طلبها مني إخواني في مجلس الشورى".
–انتهت الجلسة دون نتائج تذكر ليحدث التطور الأكبر والأخطر إثر ذلك–
في اليوم السابع: بداية كسبي لثقتهم،...بداية انهياري
خلال الأيام السابقة كانوا يتعاملون معي كأني جزء منهم، أخوة لي، يحرصون على إفادتي، على كسب ثقتي، والتقرب مني بأكثر من أسلوب.
بعد يومين جاء ما يدعى بـ"موجه القسم العام" وطلبني لأجلس معه، وبمجرد دخولي عليه وقف شامخا، وضرب لي تحية عسكرية وقال: "أنا أحيّي حرصك على إخوانك، و"مبسوط" كثير من أمنياتك، ولكن بحب أقولك إننا في سباق مع المخابرات الإسرائيلية".
وتابع: "الذي جاء بك إلى السجن أكيد ثغرة أمنية، ونحن يجب أن نطوق هذه الثغرة بأسرع وقت".
ثم أضاف مسترسلا بانفعال حقيقي: "إسرائيل ومخابرتها بتفكرنا شعب غبي، ما بنستفيد من الاغتيالات التي تحصل في صفوف شعبنا، لكن لا، نحن نتعلم ونستفيد وعشان هيك إحنا مستعجلين عليك انك تحكي".
"أنت حر في أي وقت، بعد أسبوع... أسبوعين.... شهر... أو أكثر.... لا أحد يجبرك، ولكن أحملك مسؤولية كل الإخوة في الخارج، ومسؤولية ما يحدث معهم".
هنا شعرت أن كلماته تدخلني، كان كلامه عاطفيا، مخيفا، حملني مسؤولية كبيرة، دخل نصله عقلي، وتمكن من إقناعي بهذا الكلام الذي أنا أشد الحريصين عليه.
قلت: "ماشي... بفكر في الموضوع... وأرد لك جوابا إذا كنت سألتزم أم لا".
في اليوم التاسع: الخدعة الكبرى
وبعد يومين جلس معي "الأمير الأمني" و"موجه القسم"، وسألوني إذا كنت سألتزم أم لا؟
فقلت لهم محاولا رد الكرة إلى ملعبهم: "أنه من المعروف في الخارج أن الإنسان حين ينزل إلى ساحة الاعتقال لا يسأله أحد بغير الذي كتبه بالإفادة، وأنه يجب أن لا نؤمّن لأي أحد حتى لو كان أكبر مسئول تنظيمي!".
فقالا لي بنوع من الاطمئنان: "هذا كلام صحيح، ونحن نؤكد عليه باستمرار، ونتواصل مع الفصائل كافة كي يؤكدوا على جميع أفرادهم هذه القواعد، ونحن عندما نخرج من السجن "نخرج" هذه القواعد من السجن".
"وعندما ينزل الأخ إلى ساحة الاعتقال نتفاهم نحن وإياه عاجلاً أم آجلاً. أتعلم لماذا لا نخبر أحد أننا نفعل هذا؟"
فقلت: "لا."
فقال: "لو علم أننا نجلس مع المعتقلين مثل هذه الجلسات لقامت المخابرات الإسرائيلية باستغلال ذلك وعملت مثلنا وأوقعوا بالمناضلين والمجاهدين".
كان جواباً مقنعاً بالنسبة لي لتجاوز القاعدة الأمنية المذكورة سابقاً، لكنه لم يكن كافياً لأقول لهم ما عندي.
قلت مقتنعا باستسلام لما قذفوه في بحري: "لقد كنت مقرراً رفض الالتزام، ولكن بعد هذا الحديث أطلب منكم لقاء إخواني من التنظيم وأنا أتفاهم معهم".
فقال الموجه: "سنرفع طلبك للإخوة في مجلس الشورى".
في اليوم الخامس عشر: مرحلة عض الأصابع
وفي الجلسة الأخرى اجتمعت مع "الأمير الأمني" أبلغوني بأن مجلس الشورى والقانون الداخلي للمعتقلين يكلفهم هم فقط بالجلوس مع المعتقلين، وأنهم قد أقسموا على كتاب الله لو قطّعوا قطعاً قطعاً أن لا يعترفوا بأي كلمة، ثم طلبوا مني التكلم بعد ذلك.
فرفضت، وقلت: "أن الناس لا يلتزمون في بعض الأحيان بقوانين الله فهل قوانينكم ألّزم منها؟"
فقال "الأمير الأمني": "إن كنت لا تريد أن تتكلم فأنت حر، ولكن أحب أن أخبرك بقرار مجلس الشورى العام بشأنك وهو: "في حال استمر الأخ.....(أي أنا) برفض الالتزام فسيضطر الإخوة في مجلس الشورى العام آسفين بالمجيء إلى القسم، للوقوف أمام الإخوة كافة في سرية تامة ويبلغوهم بأنك رفض الالتزام، وبناءً عليه فأنت مجرد من حقوقك في السجن كافة، ولا يحق لك الخروج لزيارة الأقسام الأخرى، أو استعمال "البلفون" أو غيرها من الخدمات الأخرى، ثم يكون الجلوس معك، ويقال لك الحقيقة الكاملة التي يعرفونها عنك وعن نشاطاتك".
فأجبته بأني كلي سمع وطاعة للإخوة في مجلس الشورى، ولو أنهم قرروا أن أكون زبال السجن لفعلت.
ثم فضت الجلسة.
ما بعد اليوم الخامس عشر: موقف لا أحسد عليه
نهضت كشخص مثخن بالجراح، جلست في زاوية الخيمة وحيدا، وبدأت الدموع تملأ وجهي من شدة ألمي من قرار إخواني، ومن شدة جفاوتهم لي، وعدم سعيهم لإخراجي من بين هؤلاء القساة الذين سلّموهم صلاحيات الجلوس معنا، وبدأت أحتنق غضباً على تنظيمي الذي لا يهتم بي.
تدخل بعد ذلك "شاويش الخيمة"، كان يعاملني بلطف أكثر، وناقشني في المشكلة التي أصبحت ترهق تفكيري، وتشل قدرتي على التركيز، وأخذ يطرح حلولا مفترضة، ووعدني بأن يساعدني ويرفع الموضوع برمته إلى الإخوة في اجتماعهم العام من أجل الانتهاء من هذه المشكلة من جذورها.
وأضاف: "هل تعتقد أن هذه مشكلتك لوحدك، هذا مأزق الكثيرين من الإخوة من قبلك، واصطدموا بالفرق بين القواعد التي تطلب منهم بالخارج وبين الواقع في داخل السجن، ولهذا فهذه مشكلة عامة، وعلى التنظيم أن يسعى لحلها وليس على الأفراد".
ثم تدخل بعد ذلك نائب "الأمير الأمني"، وكان أسلوبه ألطف بكثير من الأول، ووعدني بأن يساعدني ويوصل الموضوع إلى أعلى المستويات، بعد أن تظاهر لي أنه من تنظيمي.
...وهكذا...كانت أقوى دفاعاتي تنهار أمام هذا التناقض أولا، والضغط النفسي ثانيا.
*اسلام اون لاين
رد: من يوميات سجين فلسطيني في غرف العملاء 2
الله يفك اشره واسر كل الاسرى
ونخلص من اليهود
مشكور وتقبل مروري
ندى..
ونخلص من اليهود
مشكور وتقبل مروري
ندى..
ندى الحياه..- عضو محترف
- {الجـنــس} :
{آلـعـمـــر} : 36
{آلمسـآهمـات} : 1549
{تآريخ آلتسجيل} : 26/12/2007
{العــمــل} : طالبه ..
رد: من يوميات سجين فلسطيني في غرف العملاء 2
الله يحرر جميع الاسرى
odai- :: شخصية مهمة ::
- {الجـنــس} :
{آلـعـمـــر} : 33
{آلمسـآهمـات} : 4390
{تآريخ آلتسجيل} : 14/02/2008
{العــمــل} : طالب
مواضيع مماثلة
» إعدام العملاء بداية الإصلاح الفلسطيني
» فلسطيني بيسال فلسطيني
» يوميات عاشق..............ال
» ظاهرة العملاء في فلسطين ودورها في عمليات الاغتيال
» الشاباك يدشن موقع الكتروني على الانترنت لضم العملاء
» فلسطيني بيسال فلسطيني
» يوميات عاشق..............ال
» ظاهرة العملاء في فلسطين ودورها في عمليات الاغتيال
» الشاباك يدشن موقع الكتروني على الانترنت لضم العملاء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2021-01-27, 6:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» معلومات قبل شراء كاميرات المراقبة
2021-01-14, 6:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» انظمة الصوتيات والاذاعه الداخلية
2020-12-28, 9:33 pm من طرف مازن محمد خالد
» لسه مركبتش كاميرات مراقبة ادخل والحق العروض
2020-12-05, 11:12 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل كاميرات مراقبة VACRON
2020-11-07, 8:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» سنترالات باناسونيك وعروضها
2020-10-20, 5:00 pm من طرف مازن محمد خالد
» كاميرات المراقبة المنزلية /اسعار كاميرات المراقبة المنزلية
2020-10-07, 7:18 pm من طرف مازن محمد خالد
» احدث انواع وماركات كاميرات المراقبة
2020-09-10, 7:47 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل العروض علي اسعار كاميرات المراقبة
2020-08-13, 7:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» شركة تركيب كاميرات مراقبة باقل الاسعار
2020-07-13, 8:12 pm من طرف مازن محمد خالد