كوهين : الوفاة في دمشق والعزاء في عمان!! --- الجزء الاول والثاني

من طرف صقر السياسة 2008-05-27, 3:13 am

.. كامل أمين هو الاسم المستعار للجاسوس الإسرائيلي أيلي كوهين الذي لمع كرجل وطني سوري على انه كان يعيش في الأرجنتين وان حبه لسوريا هو الذي دعاه إلى التوجه إلى دمشق والعيش فيها , تعلم الدين الإسلامي والتجارة والاقتصاد , استغل وضعه الاقتصادي المميز بإغداق الهدايا على المسئولين السوريين , كان يرسل رسالتين أسبوعيا إلى الموساد الإسرائيلي على مدى أربعة أعوام قبل انكشاف أمره وكانت ساعة اليد التي يحملها عبارة عن آلة تصوير استطاع أن يصور من خلالها جميع المرافق الحساسة في سوريا وكاد أن يصبح وزيرا .
وفي عام 1965 وأثناء إرسال رسالة مورس لاسلكية استطاعت دورية سورية تحديد المكان وبعد التحقيق معه اعدم في 18 أيار من عام 1965 في ساحة المرجة في دمشق.
جاء ذكر كوهين على شكل تأبين في عمان وتحت قبة البرلمان الأردني يوم 8 أيار من هذا العام 2008 وتصادف ذلك في نفس الشهر الذي اعدم فيه على انه ليس بطلا قوميا بل على انه رمزا للخيانة والعمالة التي وصفت به النائبة ناريمان الروسان احد أعمدة الليبراليون الجدد وبأنهم يسعون إلى تفكيك الوطن وبيع ممتلكاته , ونتيجة للشد والجذب بين تيار الليبراليين الجدد وبين تيار المحافظين , الحرس القديم ظهرت مصطلحات وألقاب لم يعتدها المواطن الأردني .
الأنا لوج :
الأنا لوج : هم طبقة الحرس القديم أو المحافظين من الرعيل الأول ويطلق عليهم أحيانا البيروقراطيين ممن تبؤوا مراكز قيادية في السلطة لعدة عقود ولهم قواعد شعبية وواجهات عشائرية ومنهم حداثيون أكثر من الديجيتاليون . غير أنهم متمسكون بعبق الماضي ويسعون لإبقاء نمط الدولة كما هو من دون تغيير.
الديجيتاليون أو الليبراليون الجدد :
أعلن عبد الرؤوف الروابدة عضو مجلس النواب الحالي عن وجود ديجيتاليون في الحكم وهم حملة شهادات أمريكية وغربية يهدفون إلى التغير والانفتاح على الغرب بالتحديث والعولمة ، ويطلق عيهم أيضاً الليبراليون الجدد وقد اتهمهم الروابدة بإدخال مفاهيم غربية في التعليم ويسمون أيضاً بالإصلاحيين الجدد أو ديجيتال نظم المعلومات أو زمر المعلوماتية ، والليبراليون الجدد يسعون إلى التحديث والتغير وإدخال نظم المعلومات الرقمية وإدخال الليبرالية الإلكترونية بكل مفاهيمها وتغير نمط الدولة ومفاصلها إلى مقاييس العصرنة الغربية ويسعون للسيطرة على مفاصل الدولة عبر وسائل الخصخصة وإعادة الهيكلة ومتطلبات صندوق النقد الدولي ضمن أفكار برامج الرأسمالية الغربية .
الفكاكون : مصطلح تبادله كل من المحافظين والليبراليون الجدد فمن وجهة نظر الليبراليون الجدد فهو نعت أطلقوه على المحافظين بأنهم من زمر " فك الخط " ذو التعليم التقليدي القديم أيام الكتاتيب وحملة شهادات " المترك" أو " الإعدادية " في الأربعينات والخمسينات من هذا القرن " أصحاب التعليم القديم " جاء ذلك في كثير من المقالات التي صدرت عن بعض من المفكرين الليبراليين الأردنيين وغيرهم .
أما المحافظين أو الحرس القديم فأطلقوا على الليبراليون الجدد لقب مفككي الدولة أي أنهم يسعون إلى تفكيك عرى الدولة والوطن وبيع ممتلكاته بدواعي الخصخصة وتسديد الديون وإنفاق الأموال في أمور مشبوهة .
الاوليغاريشيا الكمبرادورية
بعد أن انهيار الإتحاد السوفييتي عام 1991 وتفككه إلى دول عديدة ظهرت طبقة غريبة وجديدة على المجتمع الروسي ذات نفوذ مالي وسلطوي مخيف بتسللها إلى أروقة السلطتين التشريعية والتنفيذية مما أتاح لها إقرار القوانين اللازمة لتنفيذ ما جرى نهبه من ثروات الوطن والمواطن ، وقد أطلق الروس على هذه الطبقة وصف " الاليغاريكا" وهو اشتقاق من مفهوم الاليغاريشيا .
والكمبرادورية تتكون من مجموعة من الأفراد يمارسون سلطة سياسية ذات نفوذ عال بطلاء ولون ليبرالي من خلال سيطرتهم على مفاصل الدولة ويكون ارتباطهم أساساً بالرأسمال الأجنبي بعملية نهب ونزع للملكية من الأفراد والدولة وتقديمه للرأسمال الأجنبي مقابل سمسرة وعمولات يساعدهم في ذلك طبقة " الاوتوقراط" ومصالحهم مع الإقطاعية القديمة وبتداول المناصب الرفيعة ومشاركتهم في الأعمال التي تعد استلاباً للوطن ومقدراته والتي تمثلها البرجوازية الليبرالية .
والكمبرادور يلعب دوراً مهماً من خلال دوره المميز في القطاع الخاص فوجوده يعتمد على الدور الذي يلعبه كوسيط تجاري للإحتكارات الامبريالية والترويج للمنتجات والفكر الغربي الليبرالي وهم مع انفكاك الدولة وتخليها من أي جهد تنموي يذكر .
البرجوازية البيروقراطية
تجد مصالحها الضيقة من خلال تعميق التبعية والارتباط بالمركز الرأسمالي ومحصلة ذلك الارتهان السياسي في ظل الترويج للعولمة بالمفهوم الأمريكي والبيروقراطية المتضخمة في مؤسسات الدولة و تأثيرها ينبع كونها موجودة في مواقع السلطة و سيطرتها على القرار السياسي فهي تأخذ عمولتها عندما تحقق مصالح المركز الرأسمالي كذلك يتيح لها موقعها الفرصة في النهب وإهدار المال العام وفي كثير من الأحيان تدخل في شراكة مع الكمبرادور ضمن مشاريع مشتركة أو حتى أنها تعيش حالة تبادل المواقع فيما بينها أحياناً أخرى .
كل هذا يؤكد مدى الترابط والتشابك بين دفتي هذا الحلف الذي استبعد عن سبق إصرار مشاركة القوى الوطنية في رسم التوجهات السياسية والاقتصادية للبلاد لتتم بذلك الصفقات ومشاريع الخصخصة خارج نطاقها ؛ ولقد تم خصخصة القطاعات المنتجة وبأسعار زهيدة و من ثم ترك القطاعات الغير منتجة والتي يفترض أن تكون هي الأولى بالخصخصة من غيرها . والأمثلة كثيرة كالخصخصة الجائرة التي طالت قطاع التعدين وسنتطرق إليه لاحقاً .
الكوسموبوليتيه:
يمثلون طبقة الليبراليون الجدد،والكوسموبوليتي هو اللا انتمائي – غير محلي – شائع الوطن – عالمي ، و من حيث المدلول السياسي و الاجتماعي فإن الكوسمو بوليتي من تجاهل عمداً واقع المجتمع و العالم الذي يعيش فيه ، و بنيته التعددية كالقومية و الوطنية و الإثنية و العقائدية و ما يترتب عليها من قضايا تعددية مختلفة ، و من وظيفتها أنها و تدعو إلى تحويل الربح التنافسي إلى ربح احتكاري رأسمالي ، و في نظر الشيوعية فان هذا الصراع الذي سيحدث سينهي وجود الدولة بينما رأي الرأسماليون بان هذا التطور التاريخي للصراع سيقود للعولمة و يرى فكوياما أن العولمة نهاية التاريخ و في رأيه أن النظام العالمي الرأسمالي سيقصي 80 % من سكان الأرض خارج سوق العمل و سيعيشون على الفتات ، و قد الحق نظام الخصخصة المتسرع و الذي يقوده الكمبرادورين والكوسموبوليتين الضرر في جميع القطاعات الاقتصادية و الحق الضرر بجزء كبير من القوى العاملة جراء لجوء الكثير من الشركات و المؤسسات الاستغناء عن إعداد كبيرة من العاملين بحجة إعادة الهيكلة و إجبار صغار السن منهم على التقاعد المبكر و أصبحت هذه الشركات و المؤسسات الوطنية كالمزارع الخاصة يديرها رأسماليون جشعون خارج نطاق الرقابة و المحاسبة و أنها اصبحت تمثل إشكال الفساد بكل صوره .
البروليتراليا :
تمثل الطبقة الكادحة في عصرنا الحاضر و هي الطبقة التي حسب رأي ماركس و آنجلز التي تتولد بعد تحول اقتصاد العالم من اقتصاد تنافسي إلى اقتصاد احتكاري و نتيجة الصراع التنافسي في ظل الرأسمالية ستختفي شركات و تندمج شركات أخرى و تتحول في النهاية إلى شركات كوسموبولوتية أي لا قومية و تقوم طبقة تقاوم هذا الاحتكار التمثل بالخصخصة الانتقائية و السطوة على الشركات العامة و الخاصة بدواعي إعادة الهيكلة و تقليص دور الدولة الراعية و محاولة إلغاؤها عندها تظهر طبقة تقاوم هذا الاحتكار تسمى البروليتراليا و التي تعتمد في عيشها على عملها العضلي ( مجهود جسدي ) و الثقافي و الفكري بعد تفكيك الدولة و تخليها عن دورها كمظلة حامية لطبقات المجتمع المختلفة و تتحد مع هذه الطبقة الأخرى الآتية .
الأنتيليجستيا :
طبقة المثقفين الذين يمارسون النقد و يدعون إلى تغيير وضع قائم بتصورات و مفاهيم عامة تنتقد المجتمع و النظام الاجتماعي و السياسي و هم ملتزمون بأفكارهم و يناضلون من اجلها و هذه الطبقة هم مصلحون اجتماعيون و سياسيون و رجال إعلام و صحافة حرة ، يراقبون الإحداث على الساحة السياسية و الاقتصادية و يوجهون الرأي العام إلى بعض القضايا المصيرية المهمة عبر الصحافة و الإعلام و المواقع الالكترونية و قد أخذت قضية بيع الأراضي من قبل الحكومة أبعادا جديدة و وجدت هذه الوسائل الإعلامية فيها مادة دسمة و تناقلت هذا الحدث وكالات الأنباء و الفضائيات و أصبح حديث الساعة ، و تناول المفكرون و كتاب محليون في الصحف الأردنية هذه الظاهرة و كان من أبرزها مقال للكاتب الأردني ناهض حتّر بعنوان " مرثاة الوطن .. الخيل و الليل " و الذي أورد بإسهاب قضية بيع الأراضي و الممتلكات الغامضة و عن دور طبقة الليبراليون الجدد الذي وصفهم بالكمبرادوريون يساعدهم في ذلك طبقة الأوتوقراطيون الذين يسيطرون على مفاصل الدولة ، و يعد الهجوم الكاسح و الغير مسبوق من أعضاء البرلمان المحافظين على طبقة الليبراليون الجدد و اتهامهم للحكومة بالتخاذل،ويعد هذا الهجوم إثارة للرأي العام الأردني أولا و ثانيا رسالة موجهة إلى من يهمه الأمر بان المحافظين الحرس القديم هم معادلة صعبة و انه لا يجب تجاوزهم خصوصاً في لعب الأدوار التي بات فيها الليبراليون الجدد يسيطرون على مفاصل الدولة و صنع القرار فيها ، و يقود هذا التيار من الحرس القديم النائب عبد الرؤوف الروابده و سعد هايل السرور و عبد الكريم الدغمي .
و تعد القنبلة التي ألقتها النائبة ناريمان الروسان قنبلة من العيار الثقيل و سلاح غير تقليدي موجة إلى كل الاتجاهات أهمها الرأي العام إذ اتهمت زعماء الليبراليون الجدد بأنهم يريدون من الشعب الأردني أن يكون انبطاحي !!! و يقبل تحرير بيع الأراضي و الممتلكات الحكومية دون معارضة وقد لاقت دعوتها على الفورإستجابه شعبيه أهمها وثيقة دعم ومؤاّزره موقعه من مئة شخصيه من مدينة معان الجنوبيه و كانت قد طالبت الروسان و معها النائبان صلاح الزعبي و صالح الجبور برحيل الحكومة متهمينها ببيع ثروات البلاد و ممتلكات الوطن و الشعب .وقد أيدت هذه المطالب جبهة العمل الاسلامي

من طرف صقر السياسة 2008-05-27, 3:15 am

في بيان لها بهذا الشأن.* الجزء الثاني *
المسلمين و الخصخصة ....
على الرغم من أن مصطلح الخصخصة يعتبر حديثاً و انبثق عن الرأسمالية الغربية إلا أن الإسلام كشريعة لا يتفق مع النظام الرأسمالي و لا مع النظام الشيوعي و قد أكدت الشريعة الإسلامية على مبدأ حق الفرد و حق الدولة وأن كل له حقوق و واجبات، و بين نظام التكافل في الإسلام علاقة الفرد في الأسرة و علاقته بالدولة و التكافل الاقتصادي و الاجتماعي بين أفراد المجتمع الإسلامي الذي ترعاه الدولة ، و الفرد يشارك في المحافظة على المصالح العامة و الخاصة و دفع المفاسد و الأضرار المادية و المعنوية ضمن مبدأ الحقوق و الواجبات سالفة الذكر ، غير أنه و بعد سقوط الخلافة العثمانية و تجزؤها إلى دول و صار لكل دولة دستورها الخاص بها و أُدخلت العلمانية و الحداثة إلى دساتير هذه الدول و صار ينظر إلى الدولة من منظور طابع الدولة و توجهها الأيديولوجي و العقائدي و سياستها و أهدافها تجاه الشعب .
أما عن بيع الممتلكات و أصول الدولة نلاحظ أن السلطان عبد الحميد الثاني رفض بيع أي جزء من أراضي الدولة العثمانية مع أن حاجة الإمبراطورية للمال كانت ملحة و قد رفض عرضاً من اليهود في عام 1882 عن طريق الزعيم الصهيوني ثيودور هيرتزل الذي قام بخمس زيارات إلى إسطنبول لشراء أراضي في فلسطين " ما قاله السلطان : لن أبيع و لو شبراً واحداً من الأرض لأن هذا الوطن ليس ملكاً لي بل هو ملك لأمتي ... لندع اليهود يحتفظون بذهبهم و إذا تمزقت إمبراطوريتي يمكنهم عندها الاستيلاء على فلسطين دون مقابل !!! و لن أسمح بإجراء عملية جراحية على جسد حي!! و قام بالتعميم على الولاة بمنع بيع أي جزء من البلاد لأجنبي و منع توطين اليهود في فلسطين " و نتيجة لضعف نفوذ الدولة العثمانية قام المرابون و السماسرة الكومبرادوريون الذين قاموا ببيع أراضي خلسة في قضاء حيفا تابع للواء عكا و قاموا بإدخال اليهود المهاجرين الروس و الرومانيين و تمليكهم و توطينهم بالإضافة إلى توطين مائة و أربعين عائلة يهودية في لواء الخضيرة مقابل 18 ألف ليرة و كل هذا كان يحدث من السماسرة من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية و قد سبب هؤلاء وضع قدم لليهود في فلسطين لشراء الأراضي و الممتلكات في حيفا و جبل الكرمل و تقسمت الإمبراطورية العثمانية و وقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني الذي ساعد على هجرة اليهود بكثافة و استيلاؤهم على الأرض و من ثم اغتصاب فلسطين .
صراع طبقي أم صراع مصالح !!!
جاء رد المحافظين أو ما يسمى بالحرس القديم قوياً و مفاجئاً و متهماً الليبراليون الجدد بمصادرة صنع القرار و تحويل مسار الدولة إلى الحداثة و العولمة على رأسهم باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي و أنهم يسعون إلى خصخصة القطاع العام في الأردن مع العلم بان أهم مرفق حكومي تم خصخصته في عصر دولة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابده وهو قطاع الاتصالات و أن مديونية الأردن قد ارتفعت من 800 مليون دينار فقط في عهد حكومة مضر بدران في الثمانينيات الى إلى 17 مليار دينار دفعة واحدة في عهد رئيس وزراء من المحافظين القدامى الذي جاء مباشرة بعد حكومة مضر بدران و ما تلى ذلك من هبوط لسعر صرف الدينار و غيرها .
و قياسا على هذه المعطيات يتضح أن تضارب المصالح و التنافس على النفوذ هي السمة البارزة بين هاتين الطبقتين المحافظين و الليبراليون الجدد ، و لا ننسى أنهم يشكلون ائتلافا قوياً في بعض المراحل و إذا لاحظناأ نهم يشكلون أغنى أغنياء الوطن و أنهم يمتلكون 90 % من ثروة الأردن النقدية و هم يشكلون ما نسبته أقل من 10 % من مجموع السكان بالإضافة إلى سيطرتهم على جميع مناحي الحياة الاقتصادية " عقار .. مصانع .. رأسمال .. تجارة ..بنوك .. جامعات خاصة.. مولات "... و أنهم يسيطرون على ما مجموعه ( 1386 ) بئر ماء غير مرخص بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الآبار المرخصة تستعمل لري مساحات شاسعة من المزارع الخاصة و على شكل مشاريع تنتح الكثير من الخضار و الفواكه و يتنافسوا مع صغار المزارعين ، و في جو من شح المياه الذي يعاني منه الأردن إذا علمنا أن خط الفقر العالمي للشخص من المياه هو 1000 متر مكعب سنوياً نجد حصة المواطن الأردني هو 150 متر مكعب سنوياً فقط في عام 2006 حسب وزارة المياه الأردنية .
هل أصبح وقف الخصخصة مطلب شعبي !!! لا نريد أن ندخل في تفاصيل عملية التخاصية و لكن من المعلوم أن الدوله تقوم بخصخصة أجزاء من القطاع العام ( مكونات الدولة ) إلى القطاع الخاص بشراكة رأسمال أجنبي.
و كما أن من دواعيها خصخصة شركات أو مؤسسات متعثرة تشكل عبئاً اقتصادياُ على الدولة ، و لكن الملاحظ أن عملية الخصخصة عكسية تماماً لأن جميع القطاعات التي خصخصت هي قطاعات إنتاجية عالية المردود فمثلاً تم خصخصة قطاع التعدين و هو قطاع حيوي في الاقتصاد الأردني و الذي يمثل الاسمنت و البوتاس و الفوسفات و 70 و 88 و 126 مليون دينار على التوالي و مع أن سقف الإنتاج بقي كما هو أي بنفس المعدل عند الخصخصة فان المفاجئة تأتي عندما نرى أن أرباح شركة البوتاس وحدها لهذا العام بلغ 300 مليون دينار و قس على ذلك جميع المؤسسات و القطاعات التي تخصخصت سابقاً و مثالا على ذلك بيعت الشركة الخلوية الثالثة بمبلغ 5 ملايين دينار للمستثمر اللبناني مايكل داغر و بيعت بعد عام بخمسمائة ضعف !!! و أمثال ذلك كثيرة !!!
تحول نوعي في عملية الخصخصة !!!
هذا التنوع هو شمول بيع و محاولة بيع مباني حكومية إستراتيجية كمباني القيادة العامة و المدينة الطبية في دابوق و أحراش تل الرمان و أراضي وسط البلد و جزء من شاطئ العقبة و أراضٍ في الديسي و كما يقول المثل "و الحبل عالجرار" .
عميلة البيع تأتي بحجة سداد المديونية و دعم الاقتصاد الوطني في وقت لم يلمس المواطن أي تحسن لوضعه الاقتصادي بل على العكس زادت الأسعار للمواد الاستهلاكية بشكل جنوني مع ارتفاع في نسبة البطالة و معدلات الفقر قياسا مع دخل الفرد المتواضع أصلا.
السكان بالأرقام :
بلغ عدد سكان المملكة 6 ملايين تقريباً ، و يعيش ما يقارب 40 % منهم في العاصمة عمان و نتيجة لارتفاع أسعار المحروقات أصبح يعيش ما مجموعه 3،6 مليون تحت خط الفقر أو من هم على حافته بناءاً على كشوفات آليات التعويض التي وضعتها وزارة المالية و إذا علمنا أن مستوى خط الفقر العام للعام 2006 هو 504 دينار سنوياً و نحن في العام 2008 يفترض أن يكون قد ارتفع خط الفقر إلى مستوى أعلى بشكل ملحوظ لارتباطها بارتفاع الأسعار المستمر !!! و التي وصلت إلى ما نسبته 153 % للمواد الغذائية ، 224 للوقود و الكهرباء ، 77 % للاتصالات في المقابل فان الزيادة على الرواتب التي أقرت مؤخراً بلغت ما نسبته 25 % و أن ازدياد إعداد الفقراء سيشكل ضغطاً مضاعفاً على الدولة بحيث تم صرف 13 مليون دينار في التسعينيات و ارتفع إلى 65 مليون هذا العام كمعونات يقدمها صندوق المعونة الوطنية و سينضم إعداد هائلة من المواطنين إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية كما هي إلى لائحة متلقي المعونة و إذا علمنا أن ما نسبته 14 % من الأردنيين يعيشون على اقل من اثنين دولار يومياً أي تحت خط الفقر العالمي المقدر ، و يبلغ دخل الأسرة العام 468 دينار شهري و افتراض أن عدد أفراد الأسرة 6 أفراد و يكون نصيب الفرد 78 دينار شهري أي ما يعادل 3،6 دولار يومياً (مقال د. فهد الفانك ) و نتيجة لسياسات الخصخصة و إعادة الهيكلة وارتفاع الأسعار الذي أدى إلى تآكل دخل الأسرة ستصبح معها طبقة البروليتراليا الطبقة الكادحة التي تناضل من اجل البقاء مع تنامي عددها بشكل كبير عبر طبقة ما يسمى باللأنتيليجستيا الأردنية التي يمثلها النخب المثقفة من مفكرين و كتاب و إعلاميون و صحفيين و الذين يمثلون كافة شرائح المجتمع الأردني .

كوهين : الوفاة في دمشق والعزاء في عمان!! --- الجزء الاول والثاني

كوهين : الوفاة في دمشق والعزاء في عمان!! --- الجزء الاول والثاني

رد: كوهين : الوفاة في دمشق والعزاء في عمان!! --- الجزء الاول والثاني