يوم الفقر العالمي 2007 الاستثمار في النساء – حل أحجية الفقر

. الأساس المنطقي: النساء هن القطعة المفقودة في أحجية الفقر
النساء يملكن طاقات كبيرة للقضاء على الفقر كونهن يتأثرن به بشكل عميق. إلا أن هذه الطاقات لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير. فالنساء يبقين القطعة المفقودة في حل أحجية الفقر.
عندما تحصل النساء على تكافؤ الفرص باعتبار أن ذلك حق أساسي من حقوقهن الإنسانية، فستكون الإمكانيات أمام التنمية الاقتصادية مذهلة. لقد أشارت مجلة The Economist النساء بأنهن "المحرك الأقوى" للنمو الاقتصادي العالمي، وقدرت أنهن خلال العقد الماضي قد ساهمن في هذا النمو أكثر مما ساهمت فيه الصين. وفي الوقت ذاته، يعد توفير الفرص أمام النساء استراتيجية مجربة لمعالجة المظاهر العديدة للفقر، مثل الجوع، وعدم معرفة القراءة والكتابة، وسوء التغذية والمرض، ووفيات الأمهات والأطفال.
تعهد قادة العالم في عام 2000 بخفض الفقر إلى النصف بحلول العام 2015. ومع أننا وصلنا إلى نصف الطريق من هذا الموعد، إلا أنه من الواضح أن العديد من البلدان لن تصل إلى هذا الهدف – إلا إذا قامت بالعمل بشكل مختلف جذرياً.

2. التحدي: النساء غائبات – ومحرومات من الفرص
يعني الفقر بالنسبة للنساء أكثر من توفر القليل من الدخل أو غيابه كلياً. إنه يعني غياب التحكم في دخلهن، حتى في عائلاتهن. إنه يعني فقدان الفرص لأنهن يفتقرن إلى السلطة والتأثير. إنه يعني البقاء خارج الصورة لأنهن يتعرضن إلى إغفال وتبخيس في قيمتهن ونقص في الخدمات وفي صنع القرار.
إن النساء مغيبات ومحرومات من الفرص على العديد من الجبهات. تقدر قيمة العمل غير المدفوع الأجر الذي تقوم به النساء بما يقارب 11 تريليون دولار أمريكي أو حوالي 50% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، ومع ذلك فهذا العمل لا يزال غائباً عن حسابات الدخل الوطني، مما يترك النساء مغيبات عن الضمان الاجتماعي وبرامج التقاعد، والوصول إلى الخدمات العامة. وفيما يتعلق بالعمل المدفوع الأجر، وعلى الرغم من انضمام المزيد من النساء إلى القوى العاملة، إلا أنهن يتجمعن في الأساس في العمل غير الرسمي، مثل العمل قصير الأجل أو بدوام جزئي أو بعقد محدود مما يجعلهن مغيبات عن الانتفاع ببرامج التقاعد والتأمين الصحي المعتمدة على الوظيفة الرسمية والدائمة. وحتى عند العمل في وظائف رسمية، تحصل النساء على أجور أقل مما يعطى للرجال – فأجور النساء على مستوى العالم تبلغ 73-77% من أجور الرجال – ولا يحظين بفرص متكافئة للترقية. وفي عدد كبير من البلدان، تحرم النساء والفتيات من مواصلة التعليم ولا يمتلكن القدرة على الوصول إلى القروض أو الملكية القانونية للأراضي والممتلكات، وهو ما يعد من الشروط الأساسية لتخطي الفقر. كما أن النساء مغيبات عن الأطر العامة لصنع القرار والتي تملك النفوذ لتحديد شكل السياسات الاجتماعية والاقتصادية. وما دامت العوائق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية تستثني النساء من المشاركة الكاملة في الحياة العامة، فسيبقى حل أحجية الفقر أمراً بعيد المنال.

3. الحل: الاستثمار في النساء
الاستثمار في النساء يحقق عوائد متعددة: فهو يساعد النساء على نيل حقوقهن وتحقيق طاقاتهن، فيما يجلب الفائدة للاقتصاد والمجتمع ككل.
إن الاستثمار في النساء يعني تغيير النظم التي تميز ضد المرأة والثقة بالنساء كعوامل للتغيير. وتحقيق المساواة في فرص التعليم والصحة والعمل والمشاركة في الحياة العامة يحقق عوائد تدوم على مدى الأجيال. فالبلدان التي لم تعد تقصر المشاركة على نصف واحد من المجتمع دون الآخر تستطيع أن تعزز طاقتها التنافسية بشكل كلي في الاقتصاد العالمي الراهن.

4. نداء للعمل: ينبغي الإقرار بطاقات النساء وتحقيقها
بمناسبة يوم الفقر العالمي، نحن ننضم إلى حملة الصف الواحد لندعو قادة العالم من أجل تمكين النساء اللواتي يزودن الاقتصاد العالمي بالطاقة – فهذا أمر لا يمكننا التغاضي عنه. فالمجتمعات التي تتمتع النساء فيها بقدر أكبر من المساواة تملك فرصة أعظم للقضاء على الفقر، بدءاً بخفضه إلى النصف بحلول العام 2015. وفي هذا المنعطف الحرج بين الوعد وموعد تحقيقه، لا يزال الفقر يمثل أحجية معقدة. ولن نتمكن من حل هذه الأحجية أو رؤية الصورة الكبيرة إلا إذا وضعنا القطع الأساسية جميعها في مكانها الصحيح.
إن على قادة العالم ما يلي:

تعليم الفتيات وزيادة "المعرفة الاقتصادية" والمشاركة السياسية للنساء.
إصلاح القوانين التمييزية بخصوص الملكية والإرث لمساعدة النساء على البدء في بناء رأس المال.
تذكر أنه لا يوجد ما يمكن أن يسمى "ميزانية محايدة من ناحية النوع الاجتماعي"، فكل سياسة مالية، سواءً كانت تتعلق بالضرائب أو تخصيص الموارد، يجب أن تخضع للتقييم من ناحية أثرها على حياة كل من الرجال والنساء.
تحسين خيارات رعاية الطفل والمرونة في نظام العمل بالنسبة للأمهات العاملات.
القضاء على الفجوة بين الجنسين في الأجور.
إدراج العمل المنزلي غير المدفوع الأجر في حسابات الدخل الوطني وإقرار حقوق إجازة الأمومة والأبوة.
إعطاء النساء "التقدير" الذي يستأهلنه: تيسير وصول النساء إلى القروض والتمويل، مصحوباً بالتدريب، إلى جانب إشراكهن في وضع السياسات الاقتصادية الكلية لضمان حساسيتها للنوع الاجتماعي.
دعم صناديق المرأة حتى تتمكن من دعم النساء اللواتي كل يوم لهن هو يوم فقر.
صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة – يونيفيم يقدم المساعدات المالية والفنية للبرامج والاستراتيجيات المبتكرة الساعية لدعم تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين. تضع اليونيفيم تعزيز حقوق الإنسان الخاصة بالمرأة في مركز جميع جهودها، ومن خلال ذلك تركز أنشطتها على أربعة مجالات استراتيجية: خفض الفقر المؤنث، وإنهاء العنف ضد المرأة، ووقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز بين النساء والفتيات، وتحقيق المساواة بين الجنسين في الحكم الديمقراطي سواءً في أوقات السلم أو الحرب.


شبكة التمويل لصالح المرأة تعد محفزاً عالمياً للعمل الخيري لصالح المرأة، وتعمل على تغيير حياة النساء في مختلف أنحاء العالم. إننا من خلال مكانتنا الطليعية في الاستثمار في النساء، نحقق المساواة للنساء والفتيات ونقوي المجتمعات بأكملها. نحن نقود شبكة عمل نشطة على مستوى العالم تضم أكثر من مائة مؤسسة نسوية في ست قارات، حيث نزودها بالأدوات والتحفيز والاتصالات اللازمة لكي تتطور وتنمو. إن شبكتنا يوحدها الإيمان بقوة العمل والأفكار الجريئة. نحن نؤمن بتسخير طاقات النساء المالية وتأثيرهن وأصواتهن من أجل إحداث أثر عالمي لإصلاح النظم وليس الأعراض. نحن نسعى إلى ما هو أبعد من الخدمات لنركز الموارد على البرامج التي تحدث أثراً دائماً لصالح النساء والفتيات، ونركز طاقات الشبكة من أجل تسريع التقدم من خلال التشارك العاجل بالأفكار الناجحة.

بدنا نشوف تعليقاتكم