60 عاماً من ردود فعل تبحث عن حل --- قيام دولة إسرائيل وأثره على العالم العربي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
60 عاماً من ردود فعل تبحث عن حل --- قيام دولة إسرائيل وأثره على العالم العربي
نجاح الحركة الصهيونية في إقامة دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية , خلط أوضاعاً مختلفة على الساحة العربية , تُعد هي الردود الحقيقية على هذا الإغتصاب , سواء بالمواجهة التي فشلت أو بالحرب التي نجحت جزئياً أو في السلام الذي لم يستطع تلبية الطموحات التي راهنت عليه .
أفرزت النكبات منذ عام 1948 ردود الفعل القوية والمندفعة داخل العالم العربي لتهيئته لمواجهة هذا التحدي . وعندما عاد الضباط المصريون من الحصار داخل فلسطين خلال معارك 1948 , وصلوا إلى قناعة بأن الرد على المشروع الصهيوني لابد أن يبدأ من مصر والعالم العربي لتحريره من المستعمر والقوى الأخرى المتعاونة معه .
ونستطيع القول بأن الهزيمة الأولى , كانت وراء تحريك ثورات وهبّات دفعت الموضوع الفلسطيني لتحرير الأرض وإعادتها إلى سكانها وحضنها العربي , إلى قائمة المطالب المُلحة . والخطاب الناصري في مجمله لم يخرج عن هذا الإطار . وتحركت خطوات ثورة 1952 , لتغيير النظام حتى يكون الجديد مستعداً لتحرير فلسطين . وعن هذا الطريق جاءت عمليات تأميم قناة السويس ثم بناء السد العالي ومعارك التمصير للإقتصاد ثم الغزو الثلاثي لمصر والتواطؤ البريطاني الفرنسي الإسرائيلي .
جاءت الوحدة مع سوريا ضمن خطوات المد القوي لحصار المشروع الصهيوني , غير أن الأخير قفز في معارك الأيام الستة إلى الأمام وتوسع على حساب الأراضي العربية . ومنذ نكسة 1967 كان الشعار مواجهة الهزيمة بالحرب هو المطروح . ثم غاب عبد الناصر وقفزت إلى السلطة مجموعة أخرى تختلف عن هذا التوجه . ووجدت في إنتظار أكتوبر - تشرين , بداية فك الإرتباط مع تحرير فلسطين عسكرياً , وإرتضت بقبول إسرائيل مع السعي لإقامة دولة فلسطينية بجوارها .
غير أن < السادات > الذي دشن مشروع السلام , دفع ثمن إختياره وأُغتيل بين قواته وعساكره وأفراد أمنه . وكان الإغتيال المروع نهاية دامية لخيار السلام , غير أنه إستمر بطرق أخرى ملوحاً بأن إنهاء خيار الحرب يدفع نحو تنمية ورفاه مع إلتزام عاطفي بالموضوع الفلسطيني , لكن بعد إتخاذ مكانة الوسيط بين مفاوضين .
منذ إغتيال < السادات > تفجرت معارك داخلية في قلب الوطن العرب ذاته , فقد إتجه السلاح إلى الداخل وليس لتحرير فلسطين , مع إشتباك الخطوط وإحتلال العراق للكويت وإندلاع حرب الخليج الثانية , ثم بروز الجانب الإيراني , وغياب النظام العراقي كله , وإنزلاق بغداد أو البصرة إلى حروب طائفية وأخرى تقاوم المحتل وثالثة ترحب به .
راهن معسكر السلام في البيئات التي إختارت السير على دربه , التفاوض ومساعدة الأطراف المتحاورة على حل أزماتها , غير أن موضوع تحرير فلسطين هيمن على فئات أخرى جديدة وصاعدة , فإذا كان التيار القومي فشل وإنهزم بشكل مهين , فإن الأصولية الإسلامية صعدت إلى سطح الأزمة لتطرح أفكارها وتحركاتها .
وإذا كان القوميون توصلوا بعد نكبة 1948 بأن تحرير الداخل أولاً هو الطريق نحو فلسطين , فإن الأصولية طرحت أهمية المواجهة مع النظام العالمي الذي يرعى الصهيونية نفسها , في تصعيد الحرب على الولايات المتحدة والغرب , الذي تصفه بالمسيحي الكافر .
وقد بدأت معركة أخرى منذ الحادي عشر من سبتمبر - أيلول عام 2001 ظاهرها نشر الإسلام وباطنها وجوهرها هو الموضوع الفلسطيني الذي يقف على أولويات الخطاب الحماسي وعمليات إنتحارية أصبحت أسلوب المواجهة الذي إتسع بشكل كبير .
وإذا كان عبد الناصر شن حملة على الإستعمار وأعوانه , فإن تنظيم < القاعدة > يشنها على الكفار الجبابرة , حيث لا سلام معهم ولا وئام ولا معاهدات للسلام . وفي المقابل أفرزت هذه المعادلة التطرف الآخر في الغرب الذي يرى أن الإسلام هو العدو , ويعتقد بضرورة التحرك لإزالة قلاع التطرف والإنتحاريين والمتعاونين معهم .
ويدفع < لبنان > ثمن إتساع رقعة المعركة . وكانت الحرب الأهلية الأولى بين الكتائب والقوى الوطنية , التي يقف في قلبها العامل الفلسطيني والقوات التي كانت موجودة قبل إقتلاعها من هناك .
تغيرت أشكال التحالفات , وقفز وليد جنبلاط إلى الجانب الآخر مع خصوم الأمس , وتحالف ميشيل عون مع خصوم سابقين له , لكن الرايات ترفرف حول الموضوع الفلسطيني مع وجود < إيران > هناك وخلافها الحاد مع واشنطن وإمتداد نفوذها نحو العراق وبروز حركة < حماس > والتيار الأصولي في فلسطين بشكل عام .
وتبدو المعركة نسخة أخرى بما حدث في الخمسينيات والصراع الضاري , حيث كانت < إيران > في موقع مختلف تماماً , إذ وقفت ضد حركات التحرر العربي , ومع الولايات المتحدة وإسرائيل .
وقد جربت القوى الجديدة ومشروعها الأصولي التصادم صراحة مع إسرائيل وخطف جنودها , سواء عبر حركة < حماس > أو من خلال حزب الله في لبنان . وقد إندلعت حرب صيف عام 2006 وخرج الجانب المقاوم اللبناني بنصر فريد , مما أغرى بطموح شديد لفرض معادلة لا يقبلها الآخرون ويحولون القضية , من مواجهة مع إسرائيل والغرب , إلى رغبة الشيعة للسيطرة على السُنة , ويختفي الدروز من هذا الطرح الآن نتيجة إنضمام زعيمهم جنبلاط إلى معسكر الموالاة وليس المعارضة كما حدث في الجولة الأولى .
ويعود صراع تم في القرون الغابرة , ليطل على المشهد العربي بوجه قاس ومتجهم وغريب . وخلال معارك الخمسينيات لم تكن القضية كذلك , وفي حرب لبنان الأولى كان الحديث عن جانب تقدمي وطني وآخر كتائبي مع تنسيق بشير الجُميل لشكل أو بآخر مع إسرائيل .
وقد تم حسم الحرب الأهلية اللبنانية بتدخلات عربية طرحت الوساطة , لكن العالم العربي يعود للإنقسام مجدداً والعمق < فلسطين > التي تخرج الأوجاع والطموحات وتغيير المنطقة منذ عام 48 . والأزمة الحالية في لبنان تنفجر والصهيونية تحتفل بتأسيس دولتها ومرور 60 عاماً على الميلاد , لكن الأسئلة تنفجر بشأن مصير هذا الكيان , الذي إنتقل من ديمقراطية كان يروج لها مهاجرون تأثروا بالتراث الأوروبي إلى حركة < إستيطان > تنحرف بدورها بشكل حاد نحو المعنى الديني الذي يعتمد على قوة عسكرية خارقة .
وهذا الإنزلاق ليس غريباً على واقع إقليمي , وآخر دولي ومحلي يتحرك في جو الحروب الدينية والثانية الطائفية . وكان الرد العربي على نكبة 1948 الإندفاع نحو الخط الوطني والإهتمام بالبناء والتأميم وطرد المستعمر وتحديث الأمة , وبعد الفشل جاء مشروع السلام وتولد عنه إنتشار قيادات الحكم والسلطة التي تفك روابطها بالأحلام القومية وترتبط مع المستعمر القديم بعلاقات إقتصادية متينة . وهذا لب شكل الإحتجاج لتيار أصولي قوي , أقام إمارة إسلامية في أفغانستان , وعلى الرغم من إنهيارها , يقود الحرب على جبهات مختلفة لتأكيد خياره بأن الدين هو الحل والإسلام يستطيع مقاومة قوى الطغيان الكافرة وتحرير فلسطين , التي فشل العلمانيون والقوميون العرب في إنجاز هذه المهمة , ووقعوا في مصيدة السلام والتفاوض مع العدو والترحيب به .
إن إنتصار الصهيونية في عام 1948 , فجّر ثورات عربية وحرّك إحباطات مع تغيير المسار وصعود قوى جديدة , تحتضن الغضب وترتدي عمامة الدين وتفتح كتب النصوص لتخرج الفتاوى التي تؤيد الأحزمة الناسفة والإستشهاد لتحرير فلسطين , كما فعل تماماً الوطنيون العرب عقب النكبة لكن بأسلوب مختلف إذ توجه البعض إلى الماركسية وقراءة نظريات الجنرال الفيتنامي < غياب > والإطلاع على أسلوب حرب العصابات . والغريب والمتناقض أيضاً أن الأصوليين يقرأون كتب التراث , لكنهم في الوقت نفسه يطبقون أسلوب جيفارا فيما يسمى بحرب العصابات والأخرى العالمية لقهر الطغاة وإقامة النظام البديل بدون إستغلال , ومن ضمن أهداف الأصولية تحرير فلسطين .
ويكشف هذا الغوص في أوراق التاريخ , أن الصهيونية نجحت في إقامة دولتها , لكن في المقابل إنهارت أنظمة وسقطت عدة دول في الفوضى وهناك المزيد من الصراع وإشتعال الحرائق والإضطراب في منطقة عربية , لا تعرف بعد 60 عاماً من النكبة الطريق الصحيح لمعالجة هذا المرض والتعامل معه , إما بالتعايش أو بالمواجهة والإصرار على قهره .
صقر السياسة- عضو محترف
- {الجـنــس} :
{الإقــامـة} :
{آلـعـمـــر} : 37
{آلمسـآهمـات} : 3756
{تآريخ آلتسجيل} : 18/02/2008
{العــمــل} : عروبي يكشف الحقائق
رد: 60 عاماً من ردود فعل تبحث عن حل --- قيام دولة إسرائيل وأثره على العالم العربي
مشكوووووووووووور اخ علاوي على الموضوع الجيد
اسير الغرام- عضو محترف
- {الجـنــس} :
{الإقــامـة} :
{آلـعـمـــر} : 33
{آلمسـآهمـات} : 1109
{تآريخ آلتسجيل} : 08/05/2008
مواضيع مماثلة
» 60 سنة على قيام دولة اسرائيل 1\6شوكة في خاصرة العرب ام جار لدود؟؟
» تفوقوا على الرقم القياسي المسجل باسم إسرائيل \اللاجئون الفلسطينيون بسوريا ينجزون "أكبر علم" في العالم
» صور اذكى رئيس دولة في العالم
» مصطلحات يهوديه تغزو العالم العربي...!!
» هل تنجح المؤامرات و التحالفات الصهيونية حول العالم و في الوطن العربي؟
» تفوقوا على الرقم القياسي المسجل باسم إسرائيل \اللاجئون الفلسطينيون بسوريا ينجزون "أكبر علم" في العالم
» صور اذكى رئيس دولة في العالم
» مصطلحات يهوديه تغزو العالم العربي...!!
» هل تنجح المؤامرات و التحالفات الصهيونية حول العالم و في الوطن العربي؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2021-01-27, 6:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» معلومات قبل شراء كاميرات المراقبة
2021-01-14, 6:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» انظمة الصوتيات والاذاعه الداخلية
2020-12-28, 9:33 pm من طرف مازن محمد خالد
» لسه مركبتش كاميرات مراقبة ادخل والحق العروض
2020-12-05, 11:12 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل كاميرات مراقبة VACRON
2020-11-07, 8:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» سنترالات باناسونيك وعروضها
2020-10-20, 5:00 pm من طرف مازن محمد خالد
» كاميرات المراقبة المنزلية /اسعار كاميرات المراقبة المنزلية
2020-10-07, 7:18 pm من طرف مازن محمد خالد
» احدث انواع وماركات كاميرات المراقبة
2020-09-10, 7:47 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل العروض علي اسعار كاميرات المراقبة
2020-08-13, 7:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» شركة تركيب كاميرات مراقبة باقل الاسعار
2020-07-13, 8:12 pm من طرف مازن محمد خالد