منتديات قفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عبد الستار ناصر في مجموعته الجديدة ( كائنات البيت ) : سحر الحكاية .. وحرفيّة السرد .. في واقع ملغوم بالغرابة !

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

126 عبد الستار ناصر في مجموعته الجديدة ( كائنات البيت ) : سحر الحكاية .. وحرفيّة السرد .. في واقع ملغوم بالغرابة !

مُساهمة من طرف صقر السياسة 2008-05-09, 7:08 pm

يطل ّ القاص المبدع عبد الستار ناصر بمجموعته القصصية الجديدة الموسومة ( كائنات البيت ) على قرّائه برؤية قد تبدو جديدة على متابع أعماله القصصية والروائية , ومجموعته الجديدة الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة في عمّان , تضم عددا ً من القصص – الحكايات القصيرة التي كتبها القاص مؤخرا ً ووضع فيها لمسات خبرته الكتابيّة , وميله للبساطة والعمق وسهولة البناء , إضافة إلى اعتماده على لمحات حكائية , مستنبطة من حياته التي يسقطها على ملامح أبطاله وهو يخوض معهم صراع الوجود , واحتشاد الذاكرة , واستحضار الأسماء والمسميات ليسقط عليها حالات شخوصه , وهم ينتمون إلى ثقافته , ووعيه , وإلى الكثير من فصول حياته التي يستلها , ويعيد نسجها من جديد لتكون نصّا ً إبداعيّا ً , تتدخل مهارة القاص في صناعة مجريات حدثه .
تضم المجموعة اثنين وأربعين نصا ً حكائيا ً ,مع مقدمة قصيرة طريفة دالة على واقعية القاص , وفعل الكتابة في العصر الراهن , كما أنها تنطوي على اعتراف ( مهني ) إذا صح التعبير , باح به القاص وهو : تأكد لي بعد أربعين سنة ً من التأليف , أن كتابة القصة القصيرة أصعب من كتابة الرواية ..... هذه القصص أحبها , والمهم هو أن تدخل إلى رفوف مكتباتكم , شرط أن تكونوا قرأتموها طبعا ً .
بعد هذه المقدمة الطريفة السلسة التي أسماها القاص ( أحتاج إلى مقدمة ) والتي اجتزأنا مقطعين منها , يبدأ مشوارنا مع القصص – الحكايات التي يتنقل حدثها مكانيا بين بغداد وروما وباريس وعمان ودمشق وأماكن أخرى زارها القاص أو عاش فيها , كما أن الحكايات انطلق بعضها من واقع محض مباشر لم يحتج القاص فيه إلى التمويه , أو إلى درج لغة الخيال , فيما جاءت بعض الحكايات حلميّة تمويهيّة اعتمد فيها القاص نهايات ٍ مفتوحة ً .
( 2 )
لغة القاص عبد الستار ناصر في مجموعته الجديدة , لا تختلف عن لغته في أعماله السابقة , حيث الجملة القصيرة المبنيّة على أسس من السخرية الخفية , والميل إلى المفارقة في الابتعاد عن هاجس الأداء التقليدي , حد أنه يستدرك مفرداته , فيشير بقطع مفاجئ إلى عدم رغبته استخدام مفردة ما , أو تعبير معيّن , لكنه مضطر لذلك لمقتضيات القص , ومجاراة للحكاية التي تستدعي منه قبول , ما يعترض عليه أحيانا في اللغة , هذا إضافة إلى أنه يجنح في جمله أحيانا ً نحو شرارات الشعر , وخيالات الكلمة , فلا يوقفه قانون عارض , وهو يريد الانفلات حتى من النسيج الطبيعي للحكاية المباشرة كما في قصصه ( زلوم الشيخ ) و ( عميقا ً نحو الخارج ) و ( توتي ) و( الشرف الطازج ) و ( الدون مازال يجري هادئا ً ) , وغيرها من القصص التي اعتمدت النهايات المفاجئة التي تخرج قصدا ً عن نسق الحكاية الذي تنطلق منه , لتوهم القارئ ولتمنحه حرية تأويل أعمق مما لو سارت الحكاية في ذهنه بشكلها المألوف , حد أن يباغت القاص قارئه في قصة ( الشرف الطازج ) منبها ً إيّاه تنبيها ً حرفيّا ً طريفا ً هو : ليس من شك , كما يحدث في الحكايات القديمة البائسة , أنكم تظنون , سهوا ً بأن من كتب الشرف الطازج هو عتيل النقّاش , وليس عثمان أبو الريح , وأنا مثلكم , كنت سأظن ذلك , مادامت البداية تحكي عن شخص مهمل لا أحد يلتفت إليه وليس من أحد يعبأ به , لكن القصة ليست كذلك , اطمئنوا !.
وكما نلاحظ , فأن هذه الإشارة تقنية , خارج الحدث الحكائي ,. لكنها تمثّل توجه القاص , وطبيعة أدائه التي قد تكون انحرافاً في جسد القصة , شاء القاص أن يسلكه لإحساسه بانكشاف معالم حكايته , فوضع لها هذا المنقذ الجميل من الإحساس بتقليديتها ومباشرتها كما أشار لذلك هو نفسه , ونجح نجاحا ً واضحا ً في لعبته الفنيّة هذه .
( 3 )
يقول القاص في مستهل مجموعته , وعلى الغلاف الأخير أيضا ً , ( عندما يعرف كلُّ واحد ٍ منّا ما يفكّر فيه الآخر , يبدأ العالم بالانقراض ) , وهذه العبارة العميقة الموحية بالكثير , تشكّل موقفا ً جماليا ً وفكريا ً للقاص , ربما ظهر في الكثير من حكايات مجموعته الجديدة التي تضمّنت أفكارا ً ورؤى , وقناعات شخصيّة بثها القاص في أجساد نصوصه , لاسيّما تلك التي تميّزت بالطرافة وروح النكتة , التي حملت بين طيّاتها عوالم مخفيّة , قد تنتمي إلى الكوميديا السوداء في بعض مواضعها , وقد تشكّل بعداً تجريبيا ً في سيرة القاص الغنيّة المثمرة , كما جاء في قصته ( غريبة عني حلب ) التي وظّف فيها قصيدة بذات العنوان للشاعر موسى حوامدة , وهو بهذه التجربة يسعى إلى مسعى , ربما يكون غريبا ً في أساسيّات منطلقه , إلا أن القاص ناصر وعد بتنميته وتغذيته بنصوص أخرى بذات التوجّه . كذلك ضمّن مجموعته قصة كتبها منذ عشرين عاما ً وأعاد نشرها لأنها تنسجم مع توجّه قصصه في هذه المجموعة , كما عمل في بعض القصص , على تجسيد فهمه الخاص لفن الحكاية , أو القصة القصيرة جدا ً ليقدّم للقارئ مجموعة قصصية جديدة جديرة بالقراءة الممتعة , لما تضمّه من حكايات أليفة على جانب كبير من الجنون المحبب , إضافة إلى احتفائها بالسهل الممتنع الذي يجيده القاص الماهر عبد الستار ناصر .
صقر السياسة
صقر السياسة
عضو محترف
عضو محترف

{الجـنــس} : ذكر
{الإقــامـة} : عبد الستار ناصر في مجموعته الجديدة ( كائنات البيت ) : سحر الحكاية .. وحرفيّة السرد .. في واقع ملغوم بالغرابة ! Myn41910
{آلـعـمـــر} : 37
{آلمسـآهمـات} : 3756
{تآريخ آلتسجيل} : 18/02/2008
{العــمــل} : عروبي يكشف الحقائق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

126 رد: عبد الستار ناصر في مجموعته الجديدة ( كائنات البيت ) : سحر الحكاية .. وحرفيّة السرد .. في واقع ملغوم بالغرابة !

مُساهمة من طرف اسير الغرام 2008-05-14, 3:41 am

مشكووووور يا
اخ: علاوي
على المواضيع
الرائعةوبالتوفيق
اسير الغرام
اسير الغرام
عضو محترف
عضو محترف

{الجـنــس} : ذكر
{الإقــامـة} : عبد الستار ناصر في مجموعته الجديدة ( كائنات البيت ) : سحر الحكاية .. وحرفيّة السرد .. في واقع ملغوم بالغرابة ! 6qp41810
{آلـعـمـــر} : 33
{آلمسـآهمـات} : 1109
{تآريخ آلتسجيل} : 08/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى