من يتكلم باسم الإسلام؟

من طرف صقر السياسة 2008-04-23, 7:00 pm

: من يتكلم باسم الإسلام؟

22/04/2008 17:11:15

العالم الإسلامي يضم حسب الإحصائيات 1,3 مليارد نسمة. أحداث الحادي عشر من سبتمبر جعلت الإسلام والمسلمين محط اهتمام العالم وخاصة العالم الغربي..

يضم العالم الإسلامي عشرات الجنسيات والقوميات والأعراف والألوان المختلفة والاتجاهات السياسة والدينية المختلفة والمتضاربة.
على ضوء ما تقدم من الصعب التحدث عن المسلمين كما لو كانوا وحدة متجانسة وهذا ما يتبادر للأذهان لأول وهلة وعلى ضوء الاتجاهات والاختلافات الكثيرة في العلام الإسلامي.
أكثر الناس شهرة في العالم العربي هم "المتطرفون" الذين يحظون بالعديد من التسميات ابتداء من الأصوليين والمتشددين والمتعصبين ومن الجهة الثانية هناك "المعتدلون" والذين هم بحسب العرف الغربي ، الموالون للغرب بشكل أو بآخر!!...
الصورة الناتجة عن هذا التقسيم هي صورة مشوهة عن العالم الإسلامي فهناك تيار رئيسي يمثل الغالبية بين المسلمين وهو ليس بمتطرف ولا موالي للغرب..
نتائج بحث شامل قام به معهد "غالوب" شمل عشرات الآلاف من المسلمين بين السنوات 2001 ـ 2007 ، صدر في كتاب يحمل عنوان " من يتكلم باسم الإسلام" والملفت للنظر هو العديد من الحقائق والاستنتاجات...
أولها أن العالم الإسلامي معني بعلاقة أفضل مع الغرب مبنية على الاحترام المتبادل وأن يظهر الغرب احتراما لائقا للإسلام وأن لا يتدخل الغرب في شؤون المسلمين الداخلية...
اذن العالم الإسلامي لا يريد حرب الحضارات ولا يرى نفسه في حالة حرب مع الحضارة الغربية...
ثانيا يرفض العالم الإسلامي الاستسلام للحضارة الأوروبية...
أما بخصوص الديمقراطية فيرغب المسلمون بها ويرون ضرورة إتباعها وسنها لتصبح جزءا من الدستور مع التشديد على الحرية السياسية وحرية التعبير عن الرأي أما تعريف حرية التعبير فيترك فضفاضا وقد يكون الهدف هو إيجاد نقاط تفاهم مشتركة مع الغرب ، ولكن لو خاض المؤلفان ، داليا مجاهد وبروفيسور جون اسبوسيتو ، في تفاصيل الحرية الشخصية وحرية الرأي لوجدا خلافا جوهريا بين المفهوم الغربي والمفهوم الإسلامي والأمر ذاته ينطبق على الديمقراطية.
الدين الإسلامي بحسب تعريف المسلمين هو العامل الأهم في حياتهم ولن يتنازلوا عنه...
وتؤيد غالبية المسلمين اللجوء الى الشريعة كأحد مصادر التشريع بينما أيدت أقلية الرجوع إلى الشريعة باعتبارها المصدر الوحيد للتشريع...
الاستنتاج هو أن المسلمين لا يتخلون عن الشريعة لكنهم يتركون المجال لتشريع قوانين خارجة عن إطار الشريعة الإسلامية.
معظم المسلمات يردن المساواة ما بين الجنسين بفتح المجال للمرأة وتبوء المناصب الهامة ولكنهن يعبن على الغربيات الإباحية الجنسية وانعدام الخجل...
أيضا هنا المفهوم للمساواة يختلف تماما عن المفهوم الغربي وتقابل نظرة الغرب للحجاب باعتباره من علامات اضطهاد النساء بانتقادات لاذعة من المسلمين للإباحية الجنسية الغربية باعتبارها مصدر انحطاط لقيمة المرأة...
أكثر ما يزعج العالم الإسلامي هو : انعدام الوحدة , الفساد السياسي والاقتصادي والتطرف .
فعلى سبيل المثال نسبة التأييد لاعتداءات 11 سبتمبر لا تتعدى السبعة بالمائة.
الولايات المتحدة تحظى بأقل قدر من الثقة بين المسلمين وتجابه محاولاتها فرض ديمقراطيتها على المسلمين بالرفض وعدم الثقة بمدعية الديمقراطية التي أوجدت فضائح أبو غريب ورفضت الاعتراف بحكومة حماس المنتخبة ديمقراطيا...
للتلخيص فان البحث قيم وشامل لكنه لم يتعمق في توضيح الاختلاف في تفسير مفاهيم مشتركة كالحريات المختلفة وهنا لا أدري اذا كان ذلك متعمدا أم أنه غاب عن ذهن منفذي البحث...
الرسالة الأهم هي رسالة اليد الممدودة للغرب بشروط أهمها احترام الإسلام وعدم التدخل في شؤونهم...
الأمر الملفت للنظر أيضا هو نسبة المتطرفين بحسب المفاهيم الغربية والذين لا يتجاوزون السبعة بالمائة وهم الذين يحظون بعدد هائل من التسميات والذين لا يمثلون غالبية المسلمين...
رغم نواقص وعيوب البحث وانعدام العمق في أجزاء منه إلا أنه يصل الى نتيجة مهمة ، وهي أن هناك تيارا رئيسيا في الدول الإسلامية وهو ليس معاديا للغرب ولا متطرفا لكنه يرفض الاملاءات الغربية وان أبدى إعجابه ببعض القيم الغربية فان له انتقادات لاذعة لقيم أخرى من الحضارة الغربية...
سؤالي هل ما زال هناك من يصر على أن المسلمين والارهاب هما مرادفان وهل ما زال هناك من يحرض على الإسلام ويحاول إخافة الغرب ببعبع الإسلام؟