طرد قائدي الجيش و الشرطة في البصرة.. نصر مبين للعصابات الطائفية العراقية؟

من طرف صقر السياسة 2008-04-19, 3:02 pm

و أخيرا بعد أن راحت السكرة و طفحت الفكرة ، تبين الخيط الأبيض من الأسود من الغدر لنتيجة العمليات العسكرية الأخيرة في البصرة المنكوبة بعصاباتها الحاكمة و بالزمر و العصابات الطائفية المريضة التي هيمنت عليها و صادرت حريات أهلها و دمرت كل معالم الحياة العصرية فيها ، فنتائج المعركة الأخيرة لم تقرر حسما عسكريا ميدانيا لصالح السلطة و قوات الحكومة ليس بسبب أداء قائدي الجيش و الشرطة بل بسبب التركيبة الهشة للجيش العراقي الجديد .

ولقوات الأمن العراقية التي كان واضحا من تركيبتها الأولى طبيعة هشاشتها و سقم بنيتها القائمة على أسس طائفية بحتة لا علاقة لها بالإحتراف و لا بأي شكل من أشكال الولاء الوطني الذي تهشم بالكامل على صخرة الطائفية المريضة التي تحولت للأسف لصراع ضد نوعي غريب و مريض رسخ ووسع من حالات الصراع الدموية و أثبت على المحك من أن أسطورة تحسن الوضع الأمني مجرد أمنيات لقيادات و جماعات مفلسة.

فإنفلات نيران الحقد الدموي و بشكل مروع قد أكد حقيقة هشاشة الحكم العراقي الذي دخل في مرحلة كسر عظم بين أطرافه المتحالفة ظاهريا و المتخالفة واقعيا ، فالوساطات و الترتيبات الكواليسية بين قوى الإئتلاف العراقي و بتدخل ووساطة إيرانية واضحة المعالم قد أدت لإنتكاسة حقيقية للوضع الأمني و المعاشي للمواطن العراقي ذهب ضحيته القيادتان العسكريتان الكبيرتان في البصرة وهما قائد الجيش الفريق موحان حافظ الفريجي و الشرطة اللواء عبد الجليل خلف اللذان تعرضا لعدد كبير من محاولات الإغتيال خصوصا و أن القيادات الطائفية في حزبي الدعوة و المجلس الإيراني الأعلى تتهيب من سطوتهما لكونهما يتميزان بموقفهما المضاد لكل الميليشيات و العصابات وهو ما لا يروق للسلطة التي تحاول كسر شوكة جيش المهدي ليس تخلصا من الميليشيات بشكل نهائي بل لفرض هيمنة الدعوة و المجلس ( فيلق بدر ) الذي يعمل بشكل سري و لكنه على أتم الإستعداد وفي حالة تعبئة في النجف و مدن الفرات الأوسط لخوض القتال و تفجير الشارع .

و التخلص من قيادات عسكرية وطنية من شأنه ترسيخ و تمهيد الأجواء للإنتخابات القادمة في خريف العراق الدموي القادم لفرض أجندة و هيمنة مطلقة على الشارع الشيعي تمهيدا لتحقيق حلم الكيان الفيدرالي الطائفي الذي سيكرس في النهاية بشكل واقعي دولة الولي العراقي الفقيه و يضع الأساس المكين لمخطط تقسيم العراق ! المخلصون و الوطنيون لا مكان لهم في السلطة العراقية الحالية ، ففيالق العملاء هي المهيمنة و جماعات النصب الطائفية هي السائدة ، و الأيام القادمة حافلة بمصائب عراقية جديدة و أيام سوداء من خلال إستقراء طبيعة التحرك و الصورة التي ترسمها ظلال الأحداث و تطوراتها..

و الملاحظ أن قرار عزل القيادات العسكرية و ألأمنية قد جاء مباشرة بعد تصريحات قائد شرطة البصرة بأن أفراد العصابات المسؤولة عن قتل العلماء و ألأطباء و النساء قد تم تهريبهم لإيران أو لبعض دول الخليج!! كما أنها تأتي في خضم تخبط قرارات السيد نوري المالكي الذي حشر نفسه في قرارات عسكرية و أمنية ستراتيجية خطيرة لا يملك أصلا كفاءة التصرف بها و بعيدا عن التنسيق مع قوات التحالف وسط فشل واضح في بناء المنظومة الأمنية و العسكرية و هرجلة بائسة تعبر عن الفراغ القيادي الحقيقي ، عزل القيادات الوطنية هي الخطوة الأولى في طريق تمزيق العراق... تلك هي الحقيقة الرهيبة بعيدا عن الأحلام و التمنيات.