الأسرى للدراسات يصدر تقريره الشامل بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني --- الجزء الثاني
صفحة 1 من اصل 1
الأسرى للدراسات يصدر تقريره الشامل بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني --- الجزء الثاني
195 شهيدا فى السجون نتيجة الاستهتار بحياة الأسرى فى السجون
من الواضح بأن هنالك استهتار مستهجن بحياة الأسرى في السجون الإسرائيلية ، فبين الفينة والأخرى بتنا نصحوا على كابوس جديد من سلسلة كوابيس الموت لأسرانا البواسل ، من الشهيد عدوان إلى هدوان إلى العرعير والناطور ودندن والسعايدة والمسالمة وشاهين الضحية إل 195 من ضحايا الإهمال الطبي والاستهتار بحياة الأسرى في السجون الإسرائيلية ولا نعرف من سيكون الرقم 196 إذا لم تكن هنالك وقفة جدية وحقيقية للضغط على إدارة مصلحة السجون من أولى الاختصاص حقوقيين ومؤسسات دولية وصليب أحمر وسلطة فلسطينية عالم يحترم حقوق الإنسان ، فاستشهاد الأسرى فى السجون وفي ظروف غامضة يجعلنا فى حيرة وتساؤل : ما الذى يجرى فى السجون ؟وما هو تعريف المريض الذى يستحق العلاج هناك ؟ هل الأطباء الذين يداومون فى عيادات ومستشفى الرملة "مراج" هم أطباء أم يلبسون ثياباً بيض فقط ؟ من هنا يجب تشكيل لجان تحقيق للوقوف على أسباب وفاة المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال والتي أصبحت تشكل كابوساً مفزعاً لأهالي الأسرى ويجب التخلص منه تحت أي اعتبار .
فالإهمال الطبي والمماطلة والتسويف في تقديم العلاج وإجراء العمليات الجراحية هي أحد أهم أسباب استشهاد الأسرى ، ومهم الذكر بأن هنالك المئات من الأسرى ممن يعانون من أمراض مختلفة ويحتاجون لرعاية صحية مكثفة ، لذا يجب رفض هذه السياسة والاطلاع على مجريات حياة الأسرى وحصر المرضى منهم والمطالبة للسماح للطواقم الطبية لإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك ، فالعشرات من ذوى الأمراض المزمنة ممن يعيش تحت رحمة الطبيب السجان لسنيين حتى يأتيه دور العلاج ، ومنهم من استشهد فور إجراء العملية له .
فالسجون تفتقر للأطباء المحايدين وللأسف الأسرى فى نظرهؤلاء الأطباء لا يستحقون الحياة لأن " أياديهم ملطخة بالدماء وقتلة ومخربين وإرهابيين " فكيف ستجد واقعية قسم المهنة وسط هذه القولبة السلبية والمدمرة والحاقدة ، وللأسف سنبقى نستقبل قوافل الشهداء الأسرى إذا بقينا على هذا الحال من صمتنا وعجزنا .
يذكر أن آخر الشهداء الأسير فضل عودة شاهين ( 47 عاما) فى سجن السبع ايشل وهو من حى الشيخ رضوان فى قطاع غزة والذى كان يعاني من انسداد في الشرايين وضغط وسكري وكان يحتاج إلى عملية لاعادة فتح الشرايين, كما تبين من الفحوصات التي اجراها في السجن, الا ان إدارة السجون رفضت إجراء العملية.
يذكر أن شاهين اعتقل بتاريخ 15/10/2004وحكم 8 سنوات و5 شهور قضى منها أربع سنوات وبقي له أربع سنوات على انتهاء مدة محكومتيه، والشهيد شاهين هو الشهيد رقم 195 فى السجون ، وأنه الشهيد الأول فى عام 2008.
التفتيشات المفاجئة والمتواصلة من وحدات خاصة :
إن إدارة مصلحة السجون بمجملها هي مؤسسة أمنية ، من تاريخ مدير مصلحة السجون إلى مدراء المناطق وفق الجغرافيا والمسماة " بالجوش " وهى ثلاث مناطق ( منطقة الشمال التابع لها سجن جلبوع وشطة والدامون ومعتقل مجدوا ، ومنطقة المركز التابع لها سجن هداريم والتلموند والرملة ومعتقل عوفر وغيرها ، ومنطقة الجنوب التابع لها سجن نفحة وعسقلان والسبع ومعتقل النقب )
فالبنية الداخلية فى السجون كلها أمنية من مدير السجن إلى ضابط الأمن والاستخبارات وكل شرطي ، منظومة أمنية كاملة متكاملة معقدة كل قضاياها أمن ، تأكل وتشرب وتتحدث وتعيش هوس الأمن ليل نهار ، ومن أخطر الرؤى والممارسات هو تعامل هذه المنظومة والمتمثلة بإدارة مصلحة السجون مع الأسرى ، وحجة الأمن مبرر الانتهاك بحقهم وأهليهم على كل المستويات ، فتجد عنصر الأمن فى الغرفة ومحتوياتها وفى نوع ملابس الأسير وتعليمه وزيارته وفورته ومقابلته للمحامى ، وصديقه فى نفس القسم .
وللعلم فأبرز ظاهرة فى ممارسات الإدارة تحت مفهوم الأمن هى التفتيشات ، فيجب أن تتفتش مرات فى نفس الطلعة الواحدة وعلى أهلك يجب أن يتفتشوا المرات فى زيارتهم ، تفتيشهم على الحواجز وعلى بوابة السجن وقبل الزيارة وفى غرفة الزيارة وحدثت انتهاكات صارخة بتفتيش بعض الأهالي فى غرف بشكل عاري وليس بآلة التفتيش المعروفة بالزنانة أو بشكل يدوى فوق اللباس ولطالما انتقم الأسرى وضحوا لرفض هذه الممارسات وكلفهم ذلك حياتهم وانجازاتهم التي حققوها بالدم والجوع .
وهناك تفتيشات عند نقل الأسير من قسم إلى قسم آخر فى نفس السجن ، والأكثر إشكالية هو التفتيش العاري الذى يجبر فيه الأسير وبالقوة خلع ملابسه عند نقله من سجن إلى سجن أو حتى عند ذهابه وعودته من محكمة أو مستشفى ، ولقد ضحى الأسرى كثيراً فى هذا الاتجاه فأضربوا اضطرابات مفتوحة عن الطعام وصلت لعشرين يوما متتالية وحدثت مواجهات بالأيدي كلفت الأسرى العقوبات والعزل الانفرادي والحرمان من الزيارات والتعليم .
ويؤكد مركز الأسرى للدراسات أن إدارة مصلحة السجون قامت بتدريب وحدات خاصة لمواجهة نضال الأسرى لحفظ كرامتهم وأهليهم ، ومن هذه الوحدات ما يسمى بوحدة ناحشون وأخرى أكثر همجية وانتهاك وتدريب ومعدات تسمى وحدة متسادا ، هذه الوحدة تحمل سلاح غير قاتل ولكنه خطير قد يودى بعين أسير ويقعده عشرات الأيام يعانى من الألم جراء الطلقات الخاصة التي يستخدمونها فى سابقة غير معهودة وجديدة ، هذه الوحدة تقتحم غرف الأسرى ليلاً ، وتدخل مقنعة ومسلحة وتمارس الإرهاب فى الصراخ والقيود والضرب ومصادرة الممتلكات الخاصة تصل لألبوم الصور العائلي والأوراق والرسائل من الأهل والممتلكات وتخلط محتويات الغرفة على بعضها فتنثر السكر وتصب الزيت على الملابس وتخلط الحابل بالنابل .
ويذكر أن آخر شهداء المواجهة فى التفتيشات الليلية فى أحداث النقب فى أكتوبر 2007 ، الشهيد محمد ساطي الأشقر من قرية صيدا في طولكرم (23 عاماً) والذى كان يقضي حكماً بالسجن مدة سنتين، ولم يتبق له سوى خمسين يوماً للإفراج عنه.
ولقد أصيب فى أحداث النقب 300 إصابة، وكانت الإصابات عن مسافة قريبة جداً مما يعطي هذه الأسلحة فعالية الأسلحة النارية المعروفة، وقد نتج عن ذلك العديد من الإصابات التي وصفت بالخطرة، سقط على إثرها ".
اتخاذ القرارات التنظيمية داخل السجون :
ان اتخاذ القرار ومفهوم الوحدة من خلال التعدد في السجون تجربة رائعة تستحق الاحترام والتقدير لما تحمله من تجربة وممارسة ونجاح وأعتقد أنه من الواجب أن نتطرق لللبنى التنظيمية ومظاهر الوحدة في السجن فالحركة الوطنية الأسيرة ، تعبر عن مجتمعٍ ديمقراطي مسئول ، فهي التي أوجدت داخل السجون بين الأسرى مفهوم الحوار والديمقراطية والتفاهم والتعاون المشترك ، وأول هذه المؤسسات المهمة فى السجون " اللجنة الوطنية العامة " والتى تجمع كل الفصائل فى السجون دون استثناء ويتمثل كل فصيل بممثل عنه ويكون ذو خبرة اعتقالية وقدرة قيادية في اللجنة الوطنية التي تعمل علي بناء الأسير وتحافظ عليه وعلي كرامته ، وتكسبه الثقافة والتجربة وتضع القوانين الاعتقالية واللوائح الداخلية ، وتضع الخطط بالأغلبية والمراضاة لمواجهة إدارة مصلحة السجون وتحقيق كبرياء الأسرى والعيش الكريم لهم رغم قلة الإمكانيات ، ففي الإضرابات المفتوحة عن الطعام يدفع الأسرى مقابل تحقيق مطالبهم أرطالاً من اللحم وكثيراً من الهم والتعب وعدداً من الشهداء الذين ساندوا قضيتهم في انتفاضة الأسري والتي تصدرها أهالي المعتقلين والمؤسسات المعنية والمخلصون من أبناء الشعب المقاوم والمكافح والعنيد .
يذكر أن إدارة مصلحة السجون عملت على تشتيت هذه الوحدة فى السجون من خلال فصل الأسرى وفق الانتماء التنظيمى بعد أحداث غزة ولكنها لم تنجح فى تقويض وحدة الأسرى وهذا ما شهدت به أحداث النقب فى أكتوبر 2007 رغم أنها قامت بفصل الأسرى فى أقسام مختلفة داخل السجن الواحد .
السجون مدارس وجامعات يحتذي بها :
إن المراقب إلى الأسرى والسجون الفلسطينية يجدها مدارس وجامعات ، فالأمي فيها سرعان ما يتعلم القراءة والكتابة ويتحول إلي مثقف يحب المطالعة والمتعلم يتوسع في دراسته ، فيدرس اللغات ويحفظ القرآن ويطالع في شتى العلوم والأبحاث ، ويتخصص في مجالات يميل إليها .
فمن السجون تخرج أسرى وبشهادات امتياز من الجامعة المفتوحة فى إسرائيل وباللغة العبرية ، وفى السجون الجلسات التنظيمية والحركية والفكرية والتاريخية والاهتمامات الأدبية والثقافية داخل الغرف وساحة السجن ، وشهد الكثير من الحوارات والنقاشات والتحاليل السياسية والاهتمام بالقضية الفلسطينية والهموم العربية والإسلامية والتطورات الدولية .
هؤلاء الأسرى الرجال الذين ضحوا بأعمارهم وزهرات شبابهم لنصرة دينهم وشعبهم وقضيتهم وتحقيق الكرامة والاستقلال ، فيتحملون الألم ويتطلعون بالأمل للمستقبل ، يفخرون بتضحياتهم ويتطلعون بثقة لتحقيق أهدافهم ، اجتمعوا علي محبة الله والوطن واستعلوا علي الصغائر والماديات والمصالح التي أشغلت الكثيرين وتواصلوا بكلمة الحق ، وتعاهدوا علي مسيرة النضال والمقاومة .
دور عملاء الاحتلال في زنازين التحقيق
يحذّر مركز الأسرى للدراسات من دور عملاء الاحتلال في زنازين التحقيق ممن يتقمصون أسماء مناضلين ويؤمنون المعتقل بعد توفير احتياجاته والقيام بمسرحية السجن والتنظيم والاستقبال له في غرف الأسرى الأمنيين.
ويدعوا بضرورة التثقيف في هذا المجال وأهمية وزارة الثقافة ولجان التوعية في التنظيمات ودور وسائل الإعلام الوطنية لترشيد وتوعية المناضلين والمطلوبين وأبناء العمل الوطني من ممارسات وحيل ومكر الشاباك.
ويؤكد المركز أن هنالك نسبة عالية جداً من الأسرى ممن اعترف بهذه الوسيلة ومنهم من تلقى أحكاماً عالية .
سياسة العزل الانفرادي فى السجون
تتخذ إدارة مصلحة السجون من العزل الانفرادي سياسية عقاب للأسرى على اى شيء ، ولأتفه الأسباب وقد تتراوح ما بين ساعات حتى سنوات وفق محاكمة ظالمة يقوم عليها الضابط أو نائب مدير السجن أو المدير نفسه ، وفى كل سجن يوجد مكان للعزل الانفرادي ، وهنالك أقسام أعدت للعزل للفترات الطويلة كعزل الرملة تحت الأرض ، وعزل السبع قسم 4 ، وهداريم نسبياً ، وقد يمضى الأسير سنة واثنتين وخمسة ويصل إلى 18 سنة كقضية عزل الأسير أحمد شكري والذي تنقل خلالها من عزل الرملة تحت الأرض إلى عزل عسقلان ثم إلى عزل السبع وغيرها، حيث تزعم إدارة مصلحة السجون أن الأسير المذكور من أخطر الأسرى الأمنيين الفلسطينيين والعرب .
ولا يفوتنا عزل الأسيرات فى الجلمة وعلى رأسهن الأسيرة آمنة منى والأسيرة نورا الهشلمون على خلفية اضرابها عن الطعام .
فى نهاية تقرير مركز الأسرى للدراسات بمناسبة يوم الأسير الفلسطينى هذا العام 17/4/ 2008 يناشد مستشار وزير الأسرى ومدير المركز رأفت حمدونة وزارة الأسرى والمحررين ، وكل حر وشريف شعب وأفراد وتنظيمات ومؤسسات وسلطة ورئاسة وحكومة أن تشرح وتفضح ممارسات وانتهاكات هذه الدولة التي تدعى الديمقراطية وصون حقوق الإنسان ليعرف العالم وخاصة المؤثر من الغرب حقيقتها .
ويتمنى مركز الأسرى للدراسات على الجميع من متخصصين وباحثين ومؤسسات رسمية وأهلية وجمعيات حقوق الإنسان والمنظمات المتضامنة مع الأسرى والداعمة لهم التعاون مع موقع الأسرى للدراسات والأبحاث كشف هذه الممارسات والانتهاكات لما لدى الموقع من كم هائل من التقارير والإحصائيات والحقائق من همجية بحق الأسرى العرب والفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية.
من الواضح بأن هنالك استهتار مستهجن بحياة الأسرى في السجون الإسرائيلية ، فبين الفينة والأخرى بتنا نصحوا على كابوس جديد من سلسلة كوابيس الموت لأسرانا البواسل ، من الشهيد عدوان إلى هدوان إلى العرعير والناطور ودندن والسعايدة والمسالمة وشاهين الضحية إل 195 من ضحايا الإهمال الطبي والاستهتار بحياة الأسرى في السجون الإسرائيلية ولا نعرف من سيكون الرقم 196 إذا لم تكن هنالك وقفة جدية وحقيقية للضغط على إدارة مصلحة السجون من أولى الاختصاص حقوقيين ومؤسسات دولية وصليب أحمر وسلطة فلسطينية عالم يحترم حقوق الإنسان ، فاستشهاد الأسرى فى السجون وفي ظروف غامضة يجعلنا فى حيرة وتساؤل : ما الذى يجرى فى السجون ؟وما هو تعريف المريض الذى يستحق العلاج هناك ؟ هل الأطباء الذين يداومون فى عيادات ومستشفى الرملة "مراج" هم أطباء أم يلبسون ثياباً بيض فقط ؟ من هنا يجب تشكيل لجان تحقيق للوقوف على أسباب وفاة المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال والتي أصبحت تشكل كابوساً مفزعاً لأهالي الأسرى ويجب التخلص منه تحت أي اعتبار .
فالإهمال الطبي والمماطلة والتسويف في تقديم العلاج وإجراء العمليات الجراحية هي أحد أهم أسباب استشهاد الأسرى ، ومهم الذكر بأن هنالك المئات من الأسرى ممن يعانون من أمراض مختلفة ويحتاجون لرعاية صحية مكثفة ، لذا يجب رفض هذه السياسة والاطلاع على مجريات حياة الأسرى وحصر المرضى منهم والمطالبة للسماح للطواقم الطبية لإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك ، فالعشرات من ذوى الأمراض المزمنة ممن يعيش تحت رحمة الطبيب السجان لسنيين حتى يأتيه دور العلاج ، ومنهم من استشهد فور إجراء العملية له .
فالسجون تفتقر للأطباء المحايدين وللأسف الأسرى فى نظرهؤلاء الأطباء لا يستحقون الحياة لأن " أياديهم ملطخة بالدماء وقتلة ومخربين وإرهابيين " فكيف ستجد واقعية قسم المهنة وسط هذه القولبة السلبية والمدمرة والحاقدة ، وللأسف سنبقى نستقبل قوافل الشهداء الأسرى إذا بقينا على هذا الحال من صمتنا وعجزنا .
يذكر أن آخر الشهداء الأسير فضل عودة شاهين ( 47 عاما) فى سجن السبع ايشل وهو من حى الشيخ رضوان فى قطاع غزة والذى كان يعاني من انسداد في الشرايين وضغط وسكري وكان يحتاج إلى عملية لاعادة فتح الشرايين, كما تبين من الفحوصات التي اجراها في السجن, الا ان إدارة السجون رفضت إجراء العملية.
يذكر أن شاهين اعتقل بتاريخ 15/10/2004وحكم 8 سنوات و5 شهور قضى منها أربع سنوات وبقي له أربع سنوات على انتهاء مدة محكومتيه، والشهيد شاهين هو الشهيد رقم 195 فى السجون ، وأنه الشهيد الأول فى عام 2008.
التفتيشات المفاجئة والمتواصلة من وحدات خاصة :
إن إدارة مصلحة السجون بمجملها هي مؤسسة أمنية ، من تاريخ مدير مصلحة السجون إلى مدراء المناطق وفق الجغرافيا والمسماة " بالجوش " وهى ثلاث مناطق ( منطقة الشمال التابع لها سجن جلبوع وشطة والدامون ومعتقل مجدوا ، ومنطقة المركز التابع لها سجن هداريم والتلموند والرملة ومعتقل عوفر وغيرها ، ومنطقة الجنوب التابع لها سجن نفحة وعسقلان والسبع ومعتقل النقب )
فالبنية الداخلية فى السجون كلها أمنية من مدير السجن إلى ضابط الأمن والاستخبارات وكل شرطي ، منظومة أمنية كاملة متكاملة معقدة كل قضاياها أمن ، تأكل وتشرب وتتحدث وتعيش هوس الأمن ليل نهار ، ومن أخطر الرؤى والممارسات هو تعامل هذه المنظومة والمتمثلة بإدارة مصلحة السجون مع الأسرى ، وحجة الأمن مبرر الانتهاك بحقهم وأهليهم على كل المستويات ، فتجد عنصر الأمن فى الغرفة ومحتوياتها وفى نوع ملابس الأسير وتعليمه وزيارته وفورته ومقابلته للمحامى ، وصديقه فى نفس القسم .
وللعلم فأبرز ظاهرة فى ممارسات الإدارة تحت مفهوم الأمن هى التفتيشات ، فيجب أن تتفتش مرات فى نفس الطلعة الواحدة وعلى أهلك يجب أن يتفتشوا المرات فى زيارتهم ، تفتيشهم على الحواجز وعلى بوابة السجن وقبل الزيارة وفى غرفة الزيارة وحدثت انتهاكات صارخة بتفتيش بعض الأهالي فى غرف بشكل عاري وليس بآلة التفتيش المعروفة بالزنانة أو بشكل يدوى فوق اللباس ولطالما انتقم الأسرى وضحوا لرفض هذه الممارسات وكلفهم ذلك حياتهم وانجازاتهم التي حققوها بالدم والجوع .
وهناك تفتيشات عند نقل الأسير من قسم إلى قسم آخر فى نفس السجن ، والأكثر إشكالية هو التفتيش العاري الذى يجبر فيه الأسير وبالقوة خلع ملابسه عند نقله من سجن إلى سجن أو حتى عند ذهابه وعودته من محكمة أو مستشفى ، ولقد ضحى الأسرى كثيراً فى هذا الاتجاه فأضربوا اضطرابات مفتوحة عن الطعام وصلت لعشرين يوما متتالية وحدثت مواجهات بالأيدي كلفت الأسرى العقوبات والعزل الانفرادي والحرمان من الزيارات والتعليم .
ويؤكد مركز الأسرى للدراسات أن إدارة مصلحة السجون قامت بتدريب وحدات خاصة لمواجهة نضال الأسرى لحفظ كرامتهم وأهليهم ، ومن هذه الوحدات ما يسمى بوحدة ناحشون وأخرى أكثر همجية وانتهاك وتدريب ومعدات تسمى وحدة متسادا ، هذه الوحدة تحمل سلاح غير قاتل ولكنه خطير قد يودى بعين أسير ويقعده عشرات الأيام يعانى من الألم جراء الطلقات الخاصة التي يستخدمونها فى سابقة غير معهودة وجديدة ، هذه الوحدة تقتحم غرف الأسرى ليلاً ، وتدخل مقنعة ومسلحة وتمارس الإرهاب فى الصراخ والقيود والضرب ومصادرة الممتلكات الخاصة تصل لألبوم الصور العائلي والأوراق والرسائل من الأهل والممتلكات وتخلط محتويات الغرفة على بعضها فتنثر السكر وتصب الزيت على الملابس وتخلط الحابل بالنابل .
ويذكر أن آخر شهداء المواجهة فى التفتيشات الليلية فى أحداث النقب فى أكتوبر 2007 ، الشهيد محمد ساطي الأشقر من قرية صيدا في طولكرم (23 عاماً) والذى كان يقضي حكماً بالسجن مدة سنتين، ولم يتبق له سوى خمسين يوماً للإفراج عنه.
ولقد أصيب فى أحداث النقب 300 إصابة، وكانت الإصابات عن مسافة قريبة جداً مما يعطي هذه الأسلحة فعالية الأسلحة النارية المعروفة، وقد نتج عن ذلك العديد من الإصابات التي وصفت بالخطرة، سقط على إثرها ".
اتخاذ القرارات التنظيمية داخل السجون :
ان اتخاذ القرار ومفهوم الوحدة من خلال التعدد في السجون تجربة رائعة تستحق الاحترام والتقدير لما تحمله من تجربة وممارسة ونجاح وأعتقد أنه من الواجب أن نتطرق لللبنى التنظيمية ومظاهر الوحدة في السجن فالحركة الوطنية الأسيرة ، تعبر عن مجتمعٍ ديمقراطي مسئول ، فهي التي أوجدت داخل السجون بين الأسرى مفهوم الحوار والديمقراطية والتفاهم والتعاون المشترك ، وأول هذه المؤسسات المهمة فى السجون " اللجنة الوطنية العامة " والتى تجمع كل الفصائل فى السجون دون استثناء ويتمثل كل فصيل بممثل عنه ويكون ذو خبرة اعتقالية وقدرة قيادية في اللجنة الوطنية التي تعمل علي بناء الأسير وتحافظ عليه وعلي كرامته ، وتكسبه الثقافة والتجربة وتضع القوانين الاعتقالية واللوائح الداخلية ، وتضع الخطط بالأغلبية والمراضاة لمواجهة إدارة مصلحة السجون وتحقيق كبرياء الأسرى والعيش الكريم لهم رغم قلة الإمكانيات ، ففي الإضرابات المفتوحة عن الطعام يدفع الأسرى مقابل تحقيق مطالبهم أرطالاً من اللحم وكثيراً من الهم والتعب وعدداً من الشهداء الذين ساندوا قضيتهم في انتفاضة الأسري والتي تصدرها أهالي المعتقلين والمؤسسات المعنية والمخلصون من أبناء الشعب المقاوم والمكافح والعنيد .
يذكر أن إدارة مصلحة السجون عملت على تشتيت هذه الوحدة فى السجون من خلال فصل الأسرى وفق الانتماء التنظيمى بعد أحداث غزة ولكنها لم تنجح فى تقويض وحدة الأسرى وهذا ما شهدت به أحداث النقب فى أكتوبر 2007 رغم أنها قامت بفصل الأسرى فى أقسام مختلفة داخل السجن الواحد .
السجون مدارس وجامعات يحتذي بها :
إن المراقب إلى الأسرى والسجون الفلسطينية يجدها مدارس وجامعات ، فالأمي فيها سرعان ما يتعلم القراءة والكتابة ويتحول إلي مثقف يحب المطالعة والمتعلم يتوسع في دراسته ، فيدرس اللغات ويحفظ القرآن ويطالع في شتى العلوم والأبحاث ، ويتخصص في مجالات يميل إليها .
فمن السجون تخرج أسرى وبشهادات امتياز من الجامعة المفتوحة فى إسرائيل وباللغة العبرية ، وفى السجون الجلسات التنظيمية والحركية والفكرية والتاريخية والاهتمامات الأدبية والثقافية داخل الغرف وساحة السجن ، وشهد الكثير من الحوارات والنقاشات والتحاليل السياسية والاهتمام بالقضية الفلسطينية والهموم العربية والإسلامية والتطورات الدولية .
هؤلاء الأسرى الرجال الذين ضحوا بأعمارهم وزهرات شبابهم لنصرة دينهم وشعبهم وقضيتهم وتحقيق الكرامة والاستقلال ، فيتحملون الألم ويتطلعون بالأمل للمستقبل ، يفخرون بتضحياتهم ويتطلعون بثقة لتحقيق أهدافهم ، اجتمعوا علي محبة الله والوطن واستعلوا علي الصغائر والماديات والمصالح التي أشغلت الكثيرين وتواصلوا بكلمة الحق ، وتعاهدوا علي مسيرة النضال والمقاومة .
دور عملاء الاحتلال في زنازين التحقيق
يحذّر مركز الأسرى للدراسات من دور عملاء الاحتلال في زنازين التحقيق ممن يتقمصون أسماء مناضلين ويؤمنون المعتقل بعد توفير احتياجاته والقيام بمسرحية السجن والتنظيم والاستقبال له في غرف الأسرى الأمنيين.
ويدعوا بضرورة التثقيف في هذا المجال وأهمية وزارة الثقافة ولجان التوعية في التنظيمات ودور وسائل الإعلام الوطنية لترشيد وتوعية المناضلين والمطلوبين وأبناء العمل الوطني من ممارسات وحيل ومكر الشاباك.
ويؤكد المركز أن هنالك نسبة عالية جداً من الأسرى ممن اعترف بهذه الوسيلة ومنهم من تلقى أحكاماً عالية .
سياسة العزل الانفرادي فى السجون
تتخذ إدارة مصلحة السجون من العزل الانفرادي سياسية عقاب للأسرى على اى شيء ، ولأتفه الأسباب وقد تتراوح ما بين ساعات حتى سنوات وفق محاكمة ظالمة يقوم عليها الضابط أو نائب مدير السجن أو المدير نفسه ، وفى كل سجن يوجد مكان للعزل الانفرادي ، وهنالك أقسام أعدت للعزل للفترات الطويلة كعزل الرملة تحت الأرض ، وعزل السبع قسم 4 ، وهداريم نسبياً ، وقد يمضى الأسير سنة واثنتين وخمسة ويصل إلى 18 سنة كقضية عزل الأسير أحمد شكري والذي تنقل خلالها من عزل الرملة تحت الأرض إلى عزل عسقلان ثم إلى عزل السبع وغيرها، حيث تزعم إدارة مصلحة السجون أن الأسير المذكور من أخطر الأسرى الأمنيين الفلسطينيين والعرب .
ولا يفوتنا عزل الأسيرات فى الجلمة وعلى رأسهن الأسيرة آمنة منى والأسيرة نورا الهشلمون على خلفية اضرابها عن الطعام .
فى نهاية تقرير مركز الأسرى للدراسات بمناسبة يوم الأسير الفلسطينى هذا العام 17/4/ 2008 يناشد مستشار وزير الأسرى ومدير المركز رأفت حمدونة وزارة الأسرى والمحررين ، وكل حر وشريف شعب وأفراد وتنظيمات ومؤسسات وسلطة ورئاسة وحكومة أن تشرح وتفضح ممارسات وانتهاكات هذه الدولة التي تدعى الديمقراطية وصون حقوق الإنسان ليعرف العالم وخاصة المؤثر من الغرب حقيقتها .
ويتمنى مركز الأسرى للدراسات على الجميع من متخصصين وباحثين ومؤسسات رسمية وأهلية وجمعيات حقوق الإنسان والمنظمات المتضامنة مع الأسرى والداعمة لهم التعاون مع موقع الأسرى للدراسات والأبحاث كشف هذه الممارسات والانتهاكات لما لدى الموقع من كم هائل من التقارير والإحصائيات والحقائق من همجية بحق الأسرى العرب والفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية.
صقر السياسة- عضو محترف
- {الجـنــس} :
{الإقــامـة} :
{آلـعـمـــر} : 37
{آلمسـآهمـات} : 3756
{تآريخ آلتسجيل} : 18/02/2008
{العــمــل} : عروبي يكشف الحقائق
مواضيع مماثلة
» الأسرى للدراسات يصدر تقريره الشامل بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني --- الجزء الاول
» الاوائل ----------------- الجزء الثاني
» الكلاسيكو الجزء الثاني
» ناجي العلي ---- الاسطوره --- الجزء الثاني
» الجزء الثاني (وأن تصوموا خير لكم)
» الاوائل ----------------- الجزء الثاني
» الكلاسيكو الجزء الثاني
» ناجي العلي ---- الاسطوره --- الجزء الثاني
» الجزء الثاني (وأن تصوموا خير لكم)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2021-01-27, 6:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» معلومات قبل شراء كاميرات المراقبة
2021-01-14, 6:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» انظمة الصوتيات والاذاعه الداخلية
2020-12-28, 9:33 pm من طرف مازن محمد خالد
» لسه مركبتش كاميرات مراقبة ادخل والحق العروض
2020-12-05, 11:12 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل كاميرات مراقبة VACRON
2020-11-07, 8:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» سنترالات باناسونيك وعروضها
2020-10-20, 5:00 pm من طرف مازن محمد خالد
» كاميرات المراقبة المنزلية /اسعار كاميرات المراقبة المنزلية
2020-10-07, 7:18 pm من طرف مازن محمد خالد
» احدث انواع وماركات كاميرات المراقبة
2020-09-10, 7:47 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل العروض علي اسعار كاميرات المراقبة
2020-08-13, 7:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» شركة تركيب كاميرات مراقبة باقل الاسعار
2020-07-13, 8:12 pm من طرف مازن محمد خالد