المخابرات الغربية:اختراق«القاعدة» اصعب من اختراق الكرملين ابان الحرب الباردة

من طرف صقر السياسة 2008-03-23, 2:23 pm

خابرات الغربية:اختراق«القاعدة» اصعب من اختراق الكرملين ابان الحرب الباردة

اسامة بن لادن..يتوعد
السبت مارس 22 2008
برشلونة - كريغ ويتلوك - واشنطن بوست- بعد عقد من اصدار القاعدة اعلانا عالميا بالحرب ضد اميركا، كان حظ وكالات التجسس الاميركية في تجنيد مرشدين محدودا، في الوقت الذي وجدت فيه اختراق المستويات العليا من القاعدة اصعب من الكرملين خلال الحرب الباردة، طبقا للمسؤولين الاميركيين والاوروبيين في قطاع الاستخبارات.وذكر بعض العاملين في قطاع مكافحة الاستخبارات ان وكالاتهم اضاعت فرصة مبكرة لمهاجمة المنظمة من الداخل. واعتمدت على تكتيكات الحرب الباردة مثل المكافآت المالية مقابل الحصول معلومات وفشلت في ان تضع في الحساب الدوافع الدينية للاسلاميين الراديكاليين وحصلت على نتائج محدودة. ومنذ هجمات 11 سبتمبر 2001 شددت القاعدة امنها الداخلي على القمة، ووضعت تأكيدات اكبر على الولاء الشخصي والقبلي لتحديد من الذي يمكنه الوصول الى قادتها.
وقال الين تشوت الرئيس السابق للامن الاستخباري في «دي جي اس ايه»، جهاز الاستخبار الخارجي الفرنسي، ان الامر يحتاج الى سنوات لكي يتمكن المرشدون من تثبيت اوضاعهم في الشبكات الراديكالية الاسلامية. وقال انهم اذا ما تمكنوا من النجاح في البداية، فإن اعضاء القاعدة الجدد يمكن التخلص منهم بسهولة – فكثير منهم يصبحون هدفا للعمليات الانتحارية.
وقال انه قد يبدو الوضع متأخرا بالنسبة لوكالات الاستخبارات الغربية، التي اضاعت على نفسها بعض الفرص المبكرة، مضاعفة جهودها لاختراق الشبكة.
وفي الوقت نفسه، ألقت الشرطة الاسبانية القبض على 14 رجلا في برشلونة يشتبه في انهم يستعدون لقصف شبكات مترو الانفاق في عديد من المدن في اوروبا. وكشف المحققون في المحكمة العديد من الوثائق التي تشير الى ان مرشدا باكستانيا يعمل لحساب الاستخبارات الفرنسية هو الذي كشف عنهم. وقد اثار الكشف عن تلك المعلومات غضب المسؤولين الفرنسيين، الذين اجبروا على سحب المرشد – وهو مثال نادر على نجاح عنصر في اختراق معسكرات التدريب في باكستان. وعبرت السلطات الاسبانية عن اسفها، ولكنها قالت انه لم يكن لديها اختيار بعدما فشلوا في العثور على قنابل او ادلة اخرى بعد القبض عليهم، واعتمدت القضية على معلومات المرشد.
وقبل عشر سنوات وفي 23 فبراير 1998 اصدر اسامة بن لادن فتوى يعلن فيها «ان الواجب الفردي لكل مسلم» هو قتل الاميركيين وحلفائهم حول العالم. وذكر عدد من المسؤولين الاميركيين والاوروبيين، ان حكوماتهم قللت من قيمة العدو واعتقدت انه يمكنها الاعتماد على الوسائل القديمة لزعزعة القاعدة.
وخلال الحرب الباردة، على سبيل المثال، حققت وكالة الاستخبارات المركزية بعض النجاح في تجنيد عدد من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية واقناع عدد من المسؤولين السوفيات بالفرار. كما تمكنت ايضا من شراء عدد من امراء الحرب الافغان بحقائب من المال، واقناعهم بمحاربة القوات السوفياتية في الثمانينات والانقلاب على طالبان في 2001.
وقد نجح منطلق مشابه، الى حد معين، ضد المتمردين في العراق: فقد ادت معلومات مباشرة من مرشد الى مقتل ابو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق في 2006.
الا ان جوهر منظمة القاعدة في باكستان وافغانستان اثبت مناعته امام الانتهاكات.
عن «الشرق الأوسط»