كل التحيه للمراه الفلسطينيه في عيدها .

لم تكن المواطنة غادة العبد عبد الله "27 عاماً" تحمل صاروخاً أو بندقية، ولم تكن في ساحة المعركة عندما باغتها صاروخ إسرائيلي أثناء تواجدها في مطبخ منزلها، فقد كانت تعد طعاماً لأطفالها، إلا أنها كانت على موعد مع الشهادة، كذلك الحال الحاجة سعاد رجب عطا الله، التي تبلغ من العمر ستة عقود، وابنتيها ابتسام "25 عاماً"، ورجاء "
30 عاماً" قتلن جميعاً جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلهن بشكل مباشر بثلاثة صواريخ، خلال العدوان الأخير على غزة الذي قدمت المرأة الفلسطينية خلاله ستة شهيدات، ليرتفع عدد الشهيدات الفلسطينيات اللواتي سقطن خلال العام الجاري بنيران الاحتلال إلى 13 شهيدة، بالإضافة إلى المئات من النساء الفلسطينيات اللواتي دخلن السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ولا يزال العشرات منهن يخضعن خلف القضبان، هذا فضلاً عن جرائم القتل تحت دواعي مختلفة التي تقع المرأة الفلسطينية ضحية لها نتيجة حالة الفلتان الأمني المستشرية في المجتمع الفلسطيني.

لقد قدمت المرأة الفلسطينية ولا تزال الكثير من التضحيات إلى جانب أخيها الرجل، في كافة المحطات النضالية، وكانت مثالاً حياً على العطاء اللا محدود، وتحملت أعباء المراحل المختلفة، لكنها لم تنصف ولم تأخذ حقها، ولا تزال تتعرض للقمع والإرهاب، سواءً كان ناجماً عن العدوان الإسرائيلي، أو نتيجة تلك الجرائم التي تأتي في إطار حالة الانفلات وانعدام الضمير، فكم من فتاة فلسطينية قتلت تحت دواعي ومسميات الدفاع عن شرف العائلة ؟!!، وكم من فتاة أزهقت روحها الطاهرة تحت مبررات واهية ؟ وكم من فتاة فقدت حياتها وشوهت صورتها على يد أقرب الناس إليها من أجل حرمانها من الميراث ؟!!

لقد عانت المرأة الفلسطينية ولا تزال من الكثير من الجرائم التي ترتكب بحقها، ما يتطلب وقف جادة من قبل مؤسسات المجتمع المدني وجهات الاختصاص الرسمية لحماية المرأة الفلسطينية التي تمثل أكثر من نصف المجتمع، وتوفير سبل الراحة لها.

لقد حثنا ديننا الحنيف على احترام المرأة وحفظ مكانتها وكرامتها، وأعطاها حقوقها كاملة، ولم ينقص منها شيء، وهو ما يتطلب الالتزام بما نص عليه الشرع على الأقل في إعطاء المرأة حقوقها.. فكل التحية للمرأة الفلسطينية التي تحتفل اليوم إلى جانب نساء العالم بيومهن العالمي، لكن المرأة الفلسطينية تكاد احتفالاتها بهذا اليوم تختلف عن أقرانها من نساء العالم، حيث تفرض المعاناة والألم نفسها على المرأة الفلسطينية، وهو ما يعطي للنساء الفلسطينيات ما يميزهن عن غيرهن من نساء العالم