اسرار جديده -- عن عملية القدس الاخيره

من طرف صقر السياسة 2008-03-09, 3:03 pm


إسرائيل تتأهب وتغلق الضفة وتشدد إجراءاتها في الـمدينة الـمقدسة أسرار وتفاصيل جديدة عن عملية القدس.. الـمنفذ اعتقل مؤخراً للاشتباه بعلاقته بـ"حزب الله"


<table id=tblPicture cellSpacing=1 cellPadding=1 width=280 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR> <tr><td align=middle></TD></TR></TABLE> القدس - "الأيام":رأى محللون إسرائيليون أن العملية العسكرية في الـمدرسة الدينية اليهودية (مركاز هاراف) شكلت إخفاقاً أمنياً إسرائيلياً على كافة الـمستويات، وسط مؤشرات على أن العملية ربما كانت رداً غير معلن من منظمة حزب الله اللبنانية على اغتيال الرجل الثاني في الـمنظمة عماد مغنية بتفجير سيارته في دمشق. ومن جانب آخر، أعلنت إسرائيل حالة تأهب وفرضت إغلاقاً على الضفة الغربية وشددت إجراءاتها الأمنية في القدس. التفاصيل الـمتوفرة عن منفذ العملية علاء أبو دهيم (25 عاماً) تشير إلى أنه كان اعتقل قبل نحو أربعة أشهر من قبل جهاز الـمخابرات الإسرائيلية وتم التحقيق معه على مدى شهرين للاشتباه بعلاقة له مع منظمة حزب الله اللبنانية، إلاّ أن الـمخابرات الإسرائيلية أفرجت عنه بعد أن لـم تتمكن من انتزاع اعترافات منه بهذه التهمة. ووفقاً لـمصادر محلية في بلدة جبل الـمكبر في القدس الشرقية الـمحتلة، وهي مسقط رأس أبو دهيم، فإنه عمل سائقاً لنقل الطلاب في الـمدرسة الدينية اليهودية؛ ما مكنه من معرفة التفاصيل الدقيقة لهذه الـمدرسة التي تعتبر الـمدرسة الاستيطانية الأهم في تاريخ ما قبل وبعد تأسيس دولة إسرائيل. وكانت أجهزة الـمخابرات الإسرائيلية معززة بقوات كبيرة من الجيش والشرطة دهمت، مساء الخميس، بلدة جبل الـمكبر واعتقلت عدداً من أفراد أسرته، في حين تواصل انتشار هذه القوات طوال ساعات نهار يوم أمس . أبو دهيم ، دخل إلى الـمدرسة من خلال مكتبتها وفتح النار على الطلاب من خلال سلاح رشاش من نوع "كلاشينكوف" ومن مسدس، وطبقاً للشرطة الإسرائيلية فإنه أطلق النار من كلا السلاحين في الوقت نفسه ولـمدة 10 دقائق حيث ترك خلفه عدداً كبيراً من بيوت الذخيرة قبل أن يستشهد برصاصتين في الرأس من قبل أحد عناصر الأمن الإسرائيليين. وليس ثمة الكثير مما هو معروف عن مجموعة أحرار الجليل التي تبنّت العملية باستثناء تبنيها لعدد من العمليات في فترات متباعدة كانت هذه العملية أقواها، في الوقت الذي تشير فيه الـمصادر الأمنية الإسرائيلية إلى أنها لـم تكن على علـم أو تتوفر لديها أية معلومات استخبارية عن نوايا تنفيذ هجوم عسكري ضد أحد الـمواقع الإسرائيلية. وليس ثمة الكثير مما هو معلوم عن علاقات لـمنفذ العملية بأي تنظيم فلسطيني باستثناء الاعتقال الأخير الذي تؤكد مصادر محلية أن التحقيق خلاله تركّز على علاقات محتملة له مع منظمة حزب الله. وقد قام أفراد عائلته برفع رايات خضر على بيت العزاء؛ ما يشير إلى اتجاهه الإسلامي. وإن صحت التقديرات بأن منظمة حزب الله هي من يقف خلف هذه العملية فإن ذلك يعيد إلى الأذهان التهديدات التي أطلقها الأمين العام لـمنظمة حزب الله الشيخ حسن نصر الله، في اليوم التالي لاغتيال عماد مغنية في دمشق حيث قال "أردتموها حرباً مفتوحة وقد أصبحت حرباً مفتوحة". ولكن التقديرات الأمنية الإسرائيلية كانت تشير إلى احتمال قيام حزب الله بالرد على اغتيال مغنية بعمليات ضد مقار وسفارات إسرائيلية بالخارج، ولـم تشر أية تقديرات إلى إمكانية تنفيذ الرد في العمق الإسرائيلي. تواصل التحقيق لـمعرفة هوية من يقف خلف العملية وصرّح الـمفتش العام للشرطة الجنرال الإسرائيلي دودي كوهين، أمس، بأن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد ما إذا كان منفذ الهجوم الذي شنه فلسطيني على مدرسة دينية يهودية في القدس قام بهذا العمل بشكل فردي أم أن منظمات فلسطينية تقف وراءه. وقال كوهين، في تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية: إن "الهجوم كان عملاً فردياً على ما يبدو ولا يدل على بدء انتفاضة ثالثة". وقال: إن الشرطة تجري تحقيقاً لـمعرفة ما إذا كان الـمسلح قد عمل بمفرده أم أن هناك مجموعات فلسطينية تقف خلفه". وأضاف: إن "هذا الاعتداء بالغ الخطورة إذ إن الـمسلح من شرقي القدس وهو من حاملي بطاقات الهوية الزرقاء". وقال الـمتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد: إنه عثر على "سيارة على صلة مباشرة بالإرهابي" في القدس الشرقية، موضحاً أن "التحقيق مستمر". وذكرت الشرطة، مساء الخميس: أن منفذ الهجوم الذي قتله ضابط احتياط وشرطيان، كان "معروفاً" للأجهزة الأمنية. تأهب وإغلاق وتشديد وردّت الحكومة الإسرائيلية على عملية القدس الغربية بفرض إغلاق شامل على الضفة الغربية حتى يوم الأحد على الأقل في حين فرضت قيوداً مشددة على وصول الـمصلين إلى الـمسجد الأقصى الـمبارك لأداء صلاة الجمعة في وقت أعلنت فيه عن حالة التأهب في صفوف أجهزتها الأمنية في القدس تحديداً وفي أنحاء الخط الأخضر. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الإغلاق التام على الضفة الغربية وقطاع غزة، وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في بيان صحافي: "بعد قرار اتخذه وزير الدفاع إيهود باراك إثر تقييمات أمنية فقد تم فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية وقطاع غزة بدءاً من الجمعة على أن يتم رفعه بالاستناد إلى التقييمات الأمنية". وتزامن هذا القرار مع إعلان الشرطة الإسرائيلية رفع حالة التأهب في القدس تحديداً وأيضاً في داخل الخط الأخضر خشية وقوع عمليات جديدة ضد أهداف إسرائيلية. وكانت قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيلية انتشرت بكثافة في جميع أنحاء مدينة القدس منذ ساعات مبكرة من صباح الجمعة وتحديداً في محيط القدس القديمة وأزقتها وعلى بوابات الـمسجد الأقصى الـمبارك وهو ما حال دون تمكن الآلاف من الفلسطينيين من أداء الصلاة في الـمسجد. ومنعت الشرطة الإسرائيلية، التي قالت: إنها تخشى اندلاع مواجهات بعد الصلاة، جميع الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً من الدخول إلى الـمسجد لأداء الصلاة فيما منعت من خلال الحواجز الـمقامة على مداخل مدينة القدس جميع الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الدخول إلى الـمدينة وصولاً إلى الـمسجد. وقامت الشرطة الإسرائيلية معززة بعدد كبير من أفراد الجيش الإسرائيلي بوضع الحواجز الحديدية على مداخل القدس القديمة ومنعت الشبان من الدخول؛ ما دفع عشرات الشبان إلى أداء الصلاة في الشوارع القريبة في حين اكتظت الـمساجد الأخرى القريبة بالـمصلين الذين لـم يتمكنوا من الوصول إلى الـمسجد الأقصى. وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر عقد اجتماعاً لقادة الشرطة الإسرائيلية قبل الصلاة من أجل مراجعة الإجراءات الـمتخذة على الأرض حيث تم تكليف الـمفتش العام للشرطة الإسرائيلية دودي كوهين بمتابعة الأوضاع في الـمسجد إلاّ أن الصلاة انتهت دون أية حوادث تذكر. وأعلن الـمفتش العام للشرطة الإسرائيلية بعد اجتماع مع قائد الشرطة الإسرائيلية في القدس اهارون فرانكو: أن القوات الإسرائيلية ستبقى في حالة تأهب في مدينة القدس وستعزز من قواتها في الـمدينة. وقد كان الـمشترك في شطري الـمدينة الشرقي والغربي، أمس، هو خلوها من الـمارة باستثناء أعداد كبيرة جداً من الشرطة والجيش الإسرائيلي. من جهة ثانية، أعلنت الشرطة الإسرائيلية إصابة 4 إسرائيليين بجروح متفاوتة بعد أن قام فلسطينيون بإلقاء الحجارة على السيارة التي كانوا يستقلونها في حي شعفاط في القدس الشرقية الـمحتلة. وقد قامت سيارات الإسعاف الإسرائيلية بنقل الجرحى إلى مستشفى عين كارم في حين انتشر الجنود وأفراد الشرطة الإسرائيليون بكثافة في الـمنطقة بحثاً عن الشبان الذين أصابوا السيارة الإسرائيلية. كما وقعت اشتباكات متفرقة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في عدد من الـمناطق في الـمدينة ما أعاد إلى الأذهان أجواء الانتفاضة الفلسطينية الأولى.