مقابلة شاملة مع رئيس الشرعية الفلسطينية الدكتور عزيز دويك

مركز البيان للإعلام

حدثونا عن الأوضاع الحالية لكم في السجن من حيث الوضع الطبي والغذائي والإجراءات الأمنية ومجريات المحاكم ؟

الشكوى مستمرة من البوسطة وتكرارها ، والمنع من الطعام ودورة المياه خلال البوسطة التي تستغرق يوماً بأكمله في المرة الواحدة .

وبخصوص الصحة جيدة والحمد لله ، هناك نقص بالمواد الغذائية ونحن نتابع الوعود المتكررة لحل مشكلة الكانتينا ونأمل أن تحل في القريب العاجل وخاصة أن معظم الأسرى يعانون من نقص فيتامين (B12) والذي يدل على سوء التغذية .



كيف تصف العلاقات بين الأسرى داخل السجن و العلاقة بين الفصائل وهل في الأفق مبادرة منكم أنتم الأسرى لحل الخلافات بين فتح وحماس ؟

العلاقات جيدة بين جميع الفصائل وبالذات حماس وفتح ولا توجد مشاكل بل على العكس من ذلك تماماً تفاهم وتواصل والجميع يتمنى أن تحل المشاكل في الخارج وأن ترجع اللحمة الوطنية إلى سابق عهدها مع قناعة الجميع بأن سبب المشاكل هو التدخلات الأمريكية والإسرائيلية في شؤوننا الداخلية .



فتح معبر رفح واجب شرعي و وطني على حكومة وشعب مصر

ما هو تعليقكم على فتح الحدود بين غزة ومصر ، وموقف مصر الأولي بفتح الحدود ثم إغلاقها ؟



لا شك أن ما جرى كان عملاً مميزاً في الإداء رغم بعض المناوشات التي تمنينا أن لا تكون ، وسعدنا لموقف الرئيس مبارك الذي أعلن أن مصر لن تقبل بتجويع الفلسطينيين وكلنا أمل أن يوجد حل دائم وأن تفتح المعابر بالذات معبر رفح أمام حركة السكان والبضائع وينتهي هذا الإشكال إلى الأبد ونعتقد بأن هذا واجب شرعي ووطني على شعب مصر وحكومتها .





كيف تقيمون موقف العلماء المسلمين والدعاة في قضية حصار غزة ، وهل كانت بقدر توقعاتكم من العالم الإسلامي ؟

استمعنا إلى موقف العلّامة الشيخ القرضاوي الذي كان بحجم الحدث والذي اعتبر أن مسألة فتح الحدود والتخفيف عن السكان واجب شرعي وليس منّة من أحد وكان موقف باقي العلماء ضمن هذا الإطار الشرعي والصحيح ونتمنى دائماً أن تكون أصوات العلماء أعلى وأكبر ، أما حركة الجماهير فقد كانت متناسبة مع الحدث وهي بحاجة إلى الديمومة والاستمرار حتى ينتهي الإشكال .





أنابوليس مظلة الاستيطان والتهويد

استباحة الاحتلال للقدس والموافقة على بناء الكنيس الكبير في ساحة البراق ؟ من موقعكم ماذا تفهمون من هذا المخطط الخطير وما هي الرسائل التي تودون إرسالها رداً على هذا المخطط ؟

لا شك أن إسرائيل ماضية في عمليات تهويد القدس ، والسيطرة على الحرم الشريف وهي تستغل مظلة (أنابوليس) من أجل تصعيد عمليات التهويد وبناء المستوطنات واليسطرة على الحرم الشريف غير آبهة بالموقف الرسمي الفلسطيني والرسمي العربي مع وجود موقف دولي مماثل لإسرائيل ومخططاتها ، ونحن ندين بقوة كل هذه الممارسات التي تعتبر عدواناً سافراً على شعبنا الفلسطيني وأرضهم ومقدساتهم ونطالب كافة المؤسسات الدولية بالضغط من أجل وقف هذه الممارسات بل وعكس اتجاهها على طريق إنهاء الاحتلال وعودة القدس ومقدساتها إلى ملكية الشعب الفلسطيني كأهم شرط على طريق الحرية والاستقلال ونطالب شعوب الأمة العربية والإسلامية بالتيقظ لهذه المخططات وأهدافها الإجرامية .





أصحاب النظر القصير لم يقرأوا التاريخ

كلمة في رحيل جورج حبش وما مدى تطبيق الجبهة لوصيته القاضية بالحفاظ على فلسطين من النهر إلى البحر مع أنهم تحت إطار منظمة التحرير التي تنازلت عن أراضي "48" ؟

حقيقة سائنا غياب جورج حيث عن الساحة الفلسطينية وبخاصة أننا كنا دائماً نتفق معه في ضرورة عودة الحق كاملاً إلى أهله وأصحابه وكلنا أمل أن تستمر الجبهة بقيادة أحمد سعدات في المحافظة على ثوابت شعبنا وحقوقه كاملة غير منقوصة رغم معاندة الظرف الدولي والإقليمي والمحلي لهذه الحقوق ، فالحقوق لا تسقط بالتقادم ، فمهما طال الزمن فإن الحق لا بد أن يرجع إلى أصحابه ، والعيب دائماً على أصحاب النظر القصير الذين لم يقرأوا التاريخ الذي دلّ بالقطع على أن كل الاحتلال زائل وترجع الأرض دائماً إلى أهلها وأصحابها الشرعيين .





ما هو المطلوب عملياً من العرب والمسلمين لرفع الحصار والظلم عن غزة والضفة والمحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس

المطلوب أن لا تكون الهبة الجماهيرية المقدسة هبة مؤقتة بل يجب أن تكون عملاً جماهيرياً يتميز بالديمومة كديمومة الانتفاضة المباركة والتي لا تزيدها الإيام إلا اشتعالاً حتى ترجع الأرض وينتصرالحق الفلسطيني .



ما هو تصوركم للسنة القادمة في ظل اقتراب انتهاء ولاية الرئيس عباس محلياً وبوش أمريكياً ؟

الحقيقة أن أمريكا الآن تعيش مرحلة المخاض سواء في الانتخابات ونتائجها المحتملة وانعكاسات آثار عدوان أمريكا وتورطها في المنطقة العربية والإسلامية ، وسيكون لذلك كله أثار كبيرة على كافة المعادلات السياسية بالمنطقة ولا بد أن تشهد الساحة السياسية تغيرات جوهرية ، نأمل من الله تعالى أن تكون في صالح شعبنا وقضيتنا ، أما على الساحة الفلسطينية فأننا نرجو لشعبنا ولقضيتنا كل الخير وأن تكون التغيرات المقبلة في صالح الأرض والإنسان وأن يحس الجميع بنبض الشارع الفلسطيني وهمومه الحقيقية وليس إملاءات الأطراف المعادية سواء أكانت محلية أو خارجية وأن يبقى الأنف المزكوم بحب إسرائيل بعيداً عن شؤوننا الداخلية فنحن أعرف بأشواكنا وكيفية اقتلاعها من جسدنا الطاهر الشريف .





هل تعولون على صفقة شاليط ؟ وهل ستكون مدخل لهدنة دائمة حسب توقعكم ودراستكم للأوضاع ؟

الساحة مفتوحة على كل الاحتمالات ، والصفقة محتملة ، أما بخصوص الهدنة فهي الطرح القديم الجديد ولإسرائيل مواقف منها نحتاج أن ننتبه إليها طويلاً وأن نقيّم كل مرحلة حسب واقع الحال