أسرار القصة القرآنية
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسرار القصة القرآنية
أسرار القصة القرآنية
تكرار أم إعجاز ؟
تكرار أم إعجاز ؟
في الفقرات التالية سوف نحاول الإجابة عن سؤال مهم : ما هو سر تكرار القصة في القرآن الكريم ؟ وسوف نرى أن هذا التكرار يخفي وراءه معجزة عظيمة ، إنها المعجزة القصصية لسور القرآن العظيم .
كما يؤكد هذا البحث على أن ترتيب سور القرآن قد تمَّ بإرادة الله وقدرته وإلهامه ، وأن هذا الترتيب هو بحدِّ ذاته معجز للبشر ، وهذا ما تثبته لغة الأرقام من خلال الأمثلة التي اخترناها والتي هي غيض من فيض ، فعدد الحقائق الرقمية في كتاب الله لا يُحصى وعجائب القرآن الكريم لا تنقضي وأسراره لا نهاية لها .
إن هذا البحث إثبات مادي ورقمي على أنه لا تكرار في القصة القرآنية بل هو إعجاز إلهي محكم !
مقدمة
القرآن الكريم هو كتاب موجّه لكل البشر بلا استثناء ، لذلك أي بحث حول كتاب الله هو بحث موجَّه أيضاً لكل البشر . فكل مؤمن بهذا القرآن ينبغي عليه أن يبحث عن كل ما هو جديد حول كتاب ربه ، فمن أحب شيئاً تعلق به ، ولكن قد يأتي من يقول : ما فائدة هذه الأرقام ، وهل هذه الأرقام تقربنا إلى الله تعالى ؟
عندما جاء نبي الله صالح عليه السلام إلى قومه طلبوا منه المعجزة ، فآتاه الله الناقة فكانت دليلاً له على نبوته وصدق رسالته من الله وتعالى ، ولما أرسل الله موسى عليه السلام إلى فرعون وملئه أيضاً طلبوا منه معجزة فآتاه الله العصا لتكون حجة له على قومه .
وهذه حال رسل الله عليهم السلام ، وهنا نتساءل : هل كانت الناقة هدفاً بحد ذاتها ؟ هل كانت العصا هي الغاية ؟ إن هذه كانت مجرد وسائل مادية لترغم الكافر على الاعتراف بصدق الرسالة الإلهية . وكذلك لغة الأرقام وضعها رب العزة سبحانه في كتابه لتكون وسيلة متجددة في عصرنا هذا لنَزْداد إيماناً بعظمة كتاب الله تعالى ونزداد حباً لمن أُنزل عليه القرآن ، هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله رحمة للعالمين .
لماذا تتكرر القصة في القرآن الكريم ؟
إن أي تساؤل حول كتاب الله لا نجد جواباً عنه يُخفي وراءهُ معجزة عظيمة . والسؤال الذي طالما كرره العلماء : ما هو السر الحقيقي وراء تكرار القصة في كتاب الله تعالى ؟ وقد تمحورت آراء العلماء في ذلك حول أهداف ثلاثة .
العبرة والموعظة
الحكمة من تكرار القصة القرآنية في مواضع متعددة من كتاب الله تعالى هي زيادة العبرة والموعظة ولتذكير المؤمن دائماً بعاقبة المكذبين من الأمم السابقة ، ليبقى في حالة يقظة وخشية مستمرة وخوف من عذاب الله تعالى ومن جهة ثانية ليبقى في حالة سرور وتفاؤل برحمة الله ووعده وأنه ينجي عباده المؤمنين .
استكمال جوانب القصة
إن من حكمة الله تعالى في ذكر القصة ذاتها في عدة سور هو استكمال جوانب القصة ، فتُذكر القصة مختصرة جداً أحياناً ، وأحياناً مطوَّلة ، وأحياناً تُذكر أحداث جديدة في كل مرة . إذن هنا القصة لا تتكرر إنما تتكامل .
جمالية وروعة القصة
إن تكرار القصة في مواضع محددة من آيات القرآن يضفي على أسلوب القرآن جمالية وروعة وبياناً لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثله . وبالرغم من تكرار القصة عبر سور القرآن الذي استمر نزوله فترة 23 عاماً ، لا نجد أبداً أي تناقض أو نقص أو خلاف ، إذن نحن هنا أمام معجزة لغوية وبيانية تشهد على أن القرآن كتاب الله تعالى .
إن الأهداف الثلاثة هذه صحيحة وتشكل بمجملها جواباً مقنعاً عن سرِّ تكرار القصة القرآنية ، ولكن هنالك هدف رابع مهم جدّاً تحدثنا عنه لغة الأرقام . فمعجزة القرآن العظيم لا تقتصر على بلاغته وجمال أسلوبه بل إن وراء هذه اللغة البليغة لغة لا تقل بلاغة عن بلاغة الكلمات ، وهي لغة الأرقام التي تأتي اليوم لتثبت بشكل قاطع أن القرآن كتاب مُحْكَم ، وأن تكرار القصة إنما يتبع نظاماً رقمياً مذهلاً ، وهذا ما سنراه في صفحات هذا البحث إن شاء الله تعالى .
نحو نظام رقمي لسور القرآن
لقد أنزل الله القرآن خلال 23 سنة ، وقال فيه : ﴿إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر : 15/9] ، هذا البيان الإلهي يؤكد أن الله تعالى قد حفظ كل شيء في كتابه دون تحريف أو تغيير إلى يوم القيامة ، وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن ترتيب سور القرآن الذي نراه الآن أيضاً قد حدث بعناية الله وحفظه وقدرته . وربما يسأل سائل لماذا يختلف ترتيب سور القرآن عن ترتيب نزول هذه السور زمنياً . وسوف نجد أن هذا الترتيب يخفي وراءه معجزة وهذا ما سنثبته بلغة الأرقام .
لقد تبين من خلال الدراسة العلمية الرقمية لتكرار كلمات القرآن ، بأن هذا التكرار يتبع نظاماً رقمياً مُحْكَماً يعتمد على الرقم 7 ، وسوف نقتصر في بحثنا هذا على كشف النظام المذهل لسور القرآن . ويمكننا القول :
إن كل كلمة تتكرر في هذا القرآن وفق نظام دقيق جداً ، ولو تغيرت كلمة واحدة لاختل هذا النظام البديع .
فالقرآن كتاب مُحْكَم كيفما نظرنا لآياته وسوره وجدناها مُحْكَمة إحكاماً دقيقاً ، ؤقد أدركنا جانباً من هذا الإحكام وعلاقته بالرقم 7 في أول سورة وآخر سورة من كتاب الله تعالى ، فرقم أول سورة هو 1 ، ورقم آخر سورة هو 114 ، وعندما نصفّ الرقمين 1 ـ 114 نحصل على عدد جديد هو 1141 هذا العدد الذي يمثل أول وآخر سورة يقبل القسمة تماماً على 7 :
1141 = 7 × 163
إن سور القرآن العظيم البالغ عددها 114 سورة قد رتبها الله تعالى ونظم كلماتها بشكل يعجز البشر عن الإتيان بمثله . فنجد الكلمة القرآنية تتكرر عبر سور القرآن بنظام رقمي يكون الرقم 7 هو الرقم المشترك بين هذه السور .
في الفقرات القادمة سوف نشاهد بعض المواقف من قصص القرآن ، وكيف تكررت كلماتها بنظام مُحْكَم . وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأمثلة هي جزء صغير وصغير جداً مما هو موجود في كتاب الله عزَّ وجلَّ .
رد: أسرار القصة القرآنية
من قصة إبراهيم عليه السلام
أول شيء رفضه الأنبياء جميعاً هو عبادة الأصنام ، فهذا خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام يبدأ بأبيه الذي كان يتخذ آلهة من الأصنام فيقول منكراً عليه هذا العمل : ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ [الأنعام : 6/74] .
وتتكرر قصة إبراهيم عبر آيات القرآن ، ولكن في موضع آخر يوجه النداء إلى أبيه وقومه معاً فيقول : ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ! إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ! قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ﴾ [الشعراء : 26/69 ـ 71] .
الملفت للانتباه في هذين النصين من كتاب الله تعالى أن كلمة ﴿أصناماً﴾ لم ترد في القرآن كله إلا في هاتين السورتين فقط . ودائماً في سياق قصة إبراهيم ، بكلمة أخرى كلمة ﴿أصناماً﴾ خاصة بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام . وهنا نكتشف شيئاً جديداً وهو أن كل كلمة من كلمات القرآن تستخدم استخداماً دقيقاً جداً من أول القرآن وحتى آخره .
إذن نحن أمام نظام لغوي مُحْكَم ، يرافقه نظام رقمي مُحْكَم أيضاً ، ولكن كيف ذلك ، وما علاقة سورة الأنعام بسورة الشعراء ؟ وما علاقة الرقم 7 بذلك ؟لنكتب أرقام هاتين السورتين :
سورة الأنعام سورة الشعراء
6 26
6 26
عندما نقوم بصَف رقمي السورتين 6 ـ 26 يتشكل لدينا عدد جديد هو 266 ، إن هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 ، أي ينقسم على 7 :
266 = 7 × 38
إن هذه النتيجة تتكرر كثيراً في كلمات القرآن ، فمثلاً نجد البيان القرآني يثني على إبراهيم عليه السلام وصبره وكثرة رجوعه إلى الله تعالى وشدة حِلمِه وإنابته للخالق عز وجل .
يقول عز وجل في مُحْكَم الذكر عن إبراهيم عليه السلام : ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة : 9/114] .
ويتكرر هذا الثناء على إبراهيم عليه السلام في سورة أخرى ، يقول تعالى : ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ [هود : 11/75] . وهنا نجد حقائق لغوية ورقمية ، فكلمة ﴿أوَّاهٌ﴾ في القرآن لم ترد إلا في هاتين السورتين ، وكما نرى الحديث دائماً مرتبط بصفة لإبراهيم عليه السلام ، وكأن الله تعالى قد خَصَّ كل نبيٍّ بصفات لم يعطها لغيره . فكلمة ﴿أوَّاه﴾ هي صفة لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، وهذه حقيقة لغوية لا يمكن ّّّلأحدٍ أن ينكرها أو يجحدها لأنها لم تُذكر في القرآن إلاّ مع هذا النبي الكريم .
لنكتب أرقام السورتين حيث وردت هذه الكلمة :
سورة التوبة سورة هود
9 11
9 11
وهنا نجد النظام نفسه يتكرر مع هذه الكلمة ، فعندما نقوم بصفّ رقمي السورتين 9 ـ 11 نجد عدداً جديداً هو 119 ، هذا العدد أيضاً ينقسم على 7 من دون باق :
119 = 7 × 17
وهنا لدينا ملاحظة مهمة وهي أن سورة التوبة نزلت بعد سورة هود بسنوات ولكننا نجد ترتيبها في القرآن بعكس ذلك . وهنا ربما نستنتج جزءاً من الحكمة في تسلسل سور القرآن بالشكل الذي نراه . فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يختار ترتيباً لسور كتابه يناسب النظام الرقمي المُحْكَم لهذه السور ، فلو تغيرَّ هذا الترتيب لاختل هذا النظام, والله تعالى أعلم .
إذن ترتيب سور القرآن تم بوحي وقدرة وإلهامٍ من الله سبحانه وتعالى ، وهذا دليل على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام إلى البشر جميعاً .
ويجب ألا يخفى علينا أن الله تعالى قد نظَّم كل شيء في هذا الكون ، كذلك نظمَّ كل شيء في هذا القرآن .
رد: أسرار القصة القرآنية
يعطيك العافيه محمد
ويا رب ا\نضل نشوفك مواضيعك
ندى..
ويا رب ا\نضل نشوفك مواضيعك
ندى..
ندى الحياه..- عضو محترف
- {الجـنــس} :
{آلـعـمـــر} : 36
{آلمسـآهمـات} : 1549
{تآريخ آلتسجيل} : 26/12/2007
{العــمــل} : طالبه ..
رد: أسرار القصة القرآنية
مشكور يا اخي محمد على الموضوع
العراقي
العراقي
@العراقي@- عضو محترف
- {الجـنــس} :
{آلـعـمـــر} : 31
{آلمسـآهمـات} : 671
{تآريخ آلتسجيل} : 12/02/2008
رد: أسرار القصة القرآنية
مشكور اخي الكريم
سرايا القدس- :: شخصية مهمة ::
- {الجـنــس} :
{آلـعـمـــر} : 33
{آلمسـآهمـات} : 235
{تآريخ آلتسجيل} : 24/01/2008
{العــمــل} : سرايا القدس
مواضيع مماثلة
» أسرار اية الكرسي
» مسبار لفك أسرار الشمس
» ألوان العيون أسرار فما هو لون عينيك ؟
» إليكم هذه القصة عن الاستغفار :
» أسرار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
» مسبار لفك أسرار الشمس
» ألوان العيون أسرار فما هو لون عينيك ؟
» إليكم هذه القصة عن الاستغفار :
» أسرار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2021-01-27, 6:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» معلومات قبل شراء كاميرات المراقبة
2021-01-14, 6:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» انظمة الصوتيات والاذاعه الداخلية
2020-12-28, 9:33 pm من طرف مازن محمد خالد
» لسه مركبتش كاميرات مراقبة ادخل والحق العروض
2020-12-05, 11:12 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل كاميرات مراقبة VACRON
2020-11-07, 8:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» سنترالات باناسونيك وعروضها
2020-10-20, 5:00 pm من طرف مازن محمد خالد
» كاميرات المراقبة المنزلية /اسعار كاميرات المراقبة المنزلية
2020-10-07, 7:18 pm من طرف مازن محمد خالد
» احدث انواع وماركات كاميرات المراقبة
2020-09-10, 7:47 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل العروض علي اسعار كاميرات المراقبة
2020-08-13, 7:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» شركة تركيب كاميرات مراقبة باقل الاسعار
2020-07-13, 8:12 pm من طرف مازن محمد خالد