خاطرة مؤثرة حد البكاء......

خاطرة مؤثرة حد البكاء......


موت امي و خيانة الحبيبة

.

.

امي

اشتقت اليكِ

امي

فؤادي...روحي...معلمتي...حبيبتي

اتذكر يوم فقدتكِ

في يوم من ايام الشتاءِ

كثير تساقط الثلجِ

كنت نائما في فراشي

دافئا مع احلامي

سعيد بحياتي

و لكن لم اعلم ان تلك الليلةِ

هي اخر لقاء لي مع افراحي

و اول لقاء لي مع احزاني

******************

في جوف تلك الليلةِ

ووسط سكون البيتِ

سمعت انين الالم

انينا كان يدل على الوجع

استقظت من مضجعي

و انا اضبر نفسي

اتبعت مصدر الصوتِ

حتى وجدت نفسي امام باب غرفة الامِ

فرتعد قلبي و سكن نبظي

تعرق جسدي و اصفر وجهي

بدأ ارتجافي و شلت حركتي

******************************

جمعت ما تبقى من قوتي

وفتحت الباب بيدي

اه...تمنيت فقدان بصري

على ان ارى امي بتلك الحالةِ

امي...حبيبتي و روحي

كانت هي مصدر الصوتِ

تتألم من شدة الوجعِ

وجع القلب الضعيفِ

الذي كان مصدر تعاستي و حزني

*************************

نظرت الي و رفعت يدها طالبة اياي

هرعت اليها وركعت على ركبتاي

و امسكت بيدها و هي ابرد من التلجِ

عرفت حينها انه موعد الفراقِ

فبكيت من شدة الحزنِ

حركت شفتيها الزرقِ

و قالت بني هذه نهايتي

قلت امي لا احد يعلم بالقدرِ

فقالت احس بالبردِ

برد آتي من الرجل

ذرفت دموعي

وقبلت يديها بفمي

وضممتها الى صدري

****************************

واذا ابها تريد الكلام معي

وقالتُ

حبيبي انت ابني و خلفة بعلي

فاعتني بأخيك و اختك بعدي

وكن خير ابن للأبِ

دخل ابي مسرعا من باب الغرفةِ

ووجد امي بتلك الحالةِ

وعرف سوء القدرِ

فنطق بعد الصمتِ

وهو ممسك بيد امي

يا شريكة الحياةِ

اصمدي لعل القلب ينجي

ولما لم يسمع جواب لسؤالِ

قال انطقي بعدي

لا اله الا الله محمد رسول الله

و رردتها امي رغم كثرة الالمِ

الم القلب الذي استسلم للموتِ

وبعدها سكنت عن الحركةِ

و انقطع النفس عن الخروجِ

*******************************

فانقطع معه شهيقي و زفيري

و قلت نبضات قلبي

احسست بضعف قبضتها

ورأيت زرقت شفتيها

فرتميت على صدرها

ابكي

كيف اعيش بدونها

استذكر الماضي

و اتخيل مستقبلي

بدونها و بعدها عني

افكر فيمن يسهر علي

عند مرضي طريح الفراشِ

افكر فيمن يحزن لحزني

و يفرح لفرحتي

اتذرك مكان جلوسها معي في كل مساء

خارج البيت امام الحقول

****************************

و لما ابعدني ابي عنها

وقفت ونظرت اليها

ووقعت على الارض مغميا علي

ولم افتح عيني

الا بعد مرور الكثير من الوقت

ووجدت نفسي في غرفت فارغة وحدي

فوق السرير مستلقي

ولما تذكرتما حدث لامي

ظننت انيتخيلت ذلك بمخيلتي

بدأت بالبكاء حتى سمع احدهم صوتي

فأتى الي و ووقف بجانبي

و كان ابن خالي

وقال يا ابن العمةِ

لا ينفع البكاء بعد الوفاةِ

وخير منه الصبر ودعاء الرب

ان يرزق امك الثبات في القبر

و حسن الاخرةِ

***************************

مرت الايام في عجل

ولم اتذكر منها سوى وحدتي

سكوتي وانعزالي في زاوية غرفتي

تارة ابكي و تارة اغوط في النوم

حاول ابي اخراجي من عزلتي

واطعامي بعد طول الجوع

ولكنه لم يستطع اقناعي

لاني فقدت رغبتي في الاكل او الشرب

او حتى الكلام معي غيري

****************************

و لما مرت ايام وانا على هذا الحالِ

ققرت ان اخرج من كهفي

اصد اعز الناس الي بعد امي

صديقتي صاحبة قلبي

و اذا بي اجدها تتستغل غيابي

عنها للكلام مع من كان اعز اصدقائي

و تخونني معه في الحبِ

فتحطمت و اسودت عيني

كرهت حياتي و ققرت الابتعاد عن الناسِ

سجنت نفسي و قطعت لساني

وغصت في بحر الاحزانِ

وظلام الاعماقِ

و قلت ربما انتهت حياتي

*****************************************

منقول للأمانة