فتاة تركية قادت العملية ... وطاقم الموساد الذي قام بوضع المتفجرات في سيارة عمادمغنيه

من طرف alprince89 2009-02-20, 10:55 pm

فتاة تركية قادت العملية ... وطاقم الموساد الذي قام بوضع المتفجرات في سيارة عماد مغنية دخل سوريا عن طريق كردستان بثلاث سيارات

في حي كفر سوسة الدمشقي الراقي الذي تفرض على انحائه حراسة مشددة، لقي عماد مغنية حتفه في وقت متقدم من ليل الثلاثاء – الاربعاء، وكان ذلك تحديداً في الساعة 10:35 اي بينما كانت طائرة ركاب اسرائيلية عائدة من المانيا على وشك الهبوط في مطار بن غوريون قرب تل ابيب وعلى متنها رئيس الوزراء اولمرت.

كان مغنية قد وصل الى العاصمة السورية سرا كي يشارك في الاحتفالات بمناسبة ذكرى الثورة الاسلامية في ايران، ولكن ما احد يعلم بمكان وجوده، واكثر من ذلك - في أي سيارة يسافر.

كان مغنية الذي يعرف ايضاً باسم 'الحاج رضوان' قد خرج اول أمس ليلا من مبنى سكني كان يمكث فيه في حي كفر سوسة في دمشق، وهو حي سكني هاديء غربي المدينة يقع في طرفيه مبنى وزارة الخارجية السورية ومبنى صحيفة 'الثورة'، الصحيفة الثانية في حجمها في سوريا.

دخل مغنية سيارة البجيرو الفضية وجلس خلف المقود، والى جانبه حارس غير معروف. وفي الساعة 10:35 بالضبط، ما أن أدار مفتاح المحرك، حتى انفجرت عبوة ناسفة دقيقة وضعت في مقعد السائق. وقتل مغنية وحارسه من دون ان يصاب أي من سكان الحي.

واعترف صادق الحسيني وهو احد الناطقين بلسان حزب وخبير عمليات ايراني قريب لمغنية امس بان'الحديث يدور عن اختراق لصفوفنا، (عن) اخفاق استخباري' قائلاً ان التصفية تمت بالتعاون بين 'موساد' والاستخبارات الاميركية 'سي.اي.ايه' وقال المحلل العسكري اللبناني القديم نزار عبد القادر ان مغنية كان على مدى سنوات طويلة موضوع احلام رئيس 'موساد' مئير دغان منذ مناصبه السابقة.

الايادي التي شغلت في ظلمة الليل العبوة الناسفة اختفت وكأن الارض السورية ابتلعتها من دون أن تخلف آثاراً. وقد فاجأ اغتيال مغنية وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، الذي وصل هو ايضا الى دمشق للاحتفال بالثورة.

وسارع مسؤول الاستخبارات السوري الكبير الجنرال عاصف شوكت، صهر الرئيس بشار الاسد، الى اجراء تحقيق فوري في ساحة الحدث: وقد القى تعتيما على هوية ضحية التصفية، واحيطت الساحة بالحواجز، وانتشر عشرات من رجال الامن في المكان ومنعت وصول محبي الاستطلاع وحاول محققو المخابرات السورية جمع الادلة الى جانب الاشلاء.

واثارت عملية التشويش موجة اشاعات بشأن هوية ضحية عملية الاغتيال. ومع انهم في التلفزيون الرسمي بلغوا عند منتصف الليل بصدى انفجار غريب انطلق بجوار المدرسة الايرانية في دمشق، الا ان التعتيم الاعلامي تواصل حتى صباح الاربعاء. وعندها فقط قررت قيادة حزب الله انه لم يعد ممكنا كتم السر الكبير وكشفت عن هوية 'الشهيد الشيخ مغنية'.

واثناء ذلك كله، وفي نفس الليلة، بدا رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت رائق المزاج سعيداً قبيل هبوط الطائرة التي كانت تقله في طريق عودته من زيارته الناجحة لالمانيا.

وخلافاً للطقوس الثابتة في الرحلات الجوية مع اولمرت، امتنع عن التوجه الى منطقة جلوس الصحافيين كي يجمل المحادثات مع مضيفية الالمان. ولكن ما ان هبطت الطائرة في مطار بن غوريون حتى تناول اولمرت ميكروفون فريق الجو وبمزاح غير عادي ودع الطيارين المضيفين والمضيفات ومجموعة الصحافيين الذين لم يكفوا عن مضايقته بأسئلتهم على مدى الزيارة، وداعاً حاراً.

وكتب الصحافي الاسرائيلي في صحيفة 'يديعوت احرونوت': 'يخيل لي ان الحدث وقع قبل ظهر امس وفهمت ما الذي دفع اولمرت لان يبدو على هذا القدر من السعادة.

رد الفعل الاول لمكتب رئيس الوزراء على تصفية عماد مغنية نشر عند الظهيرة، بعد عدة ساعات من اعلان تلفزيون حزب الله ،'المنار' عن وفاته. وجاء في بيان مكتب رئيس الوزراء ان 'اسرائيل ترد محاولة محافل الارهاب ان تعزو لها أي دور في الحدث'.

كل جهاز استخباري في العالم كان سيفخر بانجازٍ عملياتي كهذا. ويمكن فقط افتراض أن رئيس الاستخبارات الخارجية 'موساد' مئير دغان والمقاتلين المجهولين من الجهاز الذي يترأسه يمكنهم ان يسجلوا لانفسهم، اذا ما تبين في المستقبل ان ثمة صلة بينهم وبين التصفية في دمشق، احد الانجازات الاكثر بريقاً لـ “موساد”.

عندما دخل اولمرت امس الى كافتيريا الكنيست بدا في مزاج رائق، مستعداً لأن يحتك بالمراسلين الذين حاولوا ان ينزعوا منه تلميحاً بصلة اسرائيلية بموت مغنية. ورئيس الوزراء مسؤول بشكل مباشر عن اصدار الاذون بعمليات 'موساد”. اذا تبين في المستقبل ان اسرائيل صفت مغنية في قلب دمشق، فسيكون ممكناً القول بأن النصر الذي تطلعت اليه القيادة السياسية بلهفة في حرب لبنان الثانية جاء بتأخير سنة ونصف سنة.

وبعد ان اصدر مكتب اولمرت بيانه بشأن موت مغنية سارع الصحافيون في محيط اولمرت الى الايضاح بأن الحديث لا يدور عن نفي او اعتراف بشأن التصفية. و قالت المحافل في مكتب رئيس الوزراء: 'نحن بالاجمال نرد محاولة محافل الارهاب اتهامنا'. الرسالة التي خرجت امس من المكتب كانت: ملزمون بأن نحافظ على كبح الجماح، وعلى المسؤولية وضبط النفس. محظور الشماتة. كل ضجة من شأنها ان تكلفنا دماء.

ويذكر ان صورة مغنية تظهر في رأس قائمة المطلوبين لدى الـ 'سي.اي.ايه'، وعلى يديه الكثير من الدم الاميركي. وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الاميركية شون مكورمك: 'العالم هو مكان افضل الان من دون هذا الشخص'.