امرأة بمفردها على الطريق !!
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
امرأة بمفردها على الطريق !!
امرأة بمفردها على الطريق ... والساعة 2 فجراً !
--------------------------------------------------------------------------------
المكانُ : أحدُ الخطوطِ السريعةِ الموحشةِ ، بجوارِ منفذٍ لبيعِ القهوةِ على إحدى المحطاتِ .
الزمانُ : الساعةُ الثانيةُ فجراً ، في ليلةٍ شاتيةٍ .
الحدثُ : امرأةٌ مكثتْ تُرابطُ في ذلكَ المكانِ ، من بعدِ صلاةِ المغربِ ، إلى الساعةِ الثانيةِ فجراً ، تجلسُ على رصيفِ الشارعِ تنظرُ من طرفٍ خفيٍّ ، كأنّها ترمقُ شيئاً ما .
كانتِ المفاجأةَ المذهلةَ لمالكِ المحلِّ – وهو من يُحدثني شخصياً – أنَّ هذه الجالسةَ امرأةٌ عجوزٌ ، قامَ ولدها ومعهُ زوجهُ بوضعِها في ذلكَ المكانِ المنقطعِ ، وهو مكانٌ تنخلعُ لهُ قلوبُ الرجالِ فرقاً وخشيةً لوحشتهِ وانقطاعهِ عن البُنيانِ ، ذاكراً لها أنّهُ سوفَ يغيبُ قليلاً من الوقتِ ثمَّ يرجعُ لأخذها .
فمكثتْ تلكَ الأمُّ الرؤومُ الحانيةُ الساعاتِ الطّوالَ تنتظرُ وترجو وتؤمّلُ عودةَ الابنِ الذي لم يعُدْ ! ، وبعدَ أن قامَ صاحبُنا بإدخالها إلى محلّهِ واستفسرَ عن الحالِ ، علِمَ بالقصّةِ كاملةً ، وأخذَ منها رقمَ الهاتفِ الخاصِّ بابنها الذي أنزلها ، وبعدَ الاتصالِ عليهِ قالَ : ما أبغى الوالدة ! ، ودّوها لأقرب دار للعجزةِ أو أحدِ الأوقافِ ! ، فما كانَ منها إلا أن أخذتْ تُقلّبُ كفّيها حسرةً ولوعةً ، و أحشاؤها تتقطّعُ حُزناً ولهفةً .
المرأةُ من عائلةٍ معروفةٍ ، تبرّعَ صاحبُنا وأخذها لملجأ يحوي عجزةً يقومُ عليهم بعضُ المُحسنينَ ، وأمّا الولدُ فقد اختفى واختفتْ آثارهُ ، بعدَ أنَّ عقدَ غيبَ ضميرهِ على الغدرِ والخيانةِ ، رافضاً أن يأخذَ أمّهُ أو أن يزورها ويقفَ على حاجاتِها .
تفاصيلُ القصّةِ كاملةً عندي ، والحادثةُ في بشاعتِها لا تحتاجُ إلى مزيدِ عنايةٍ في سردِها وحبكتِها ، فهي الغايةُ في الأسى والحُرقةِ .
لقد سمعتُ قصصاً كثيرةً عن ألوانٍ من العقوقِ وضروبٍ من القسوةٍ ، تفنّنَ في التنافسِ عليها مردةُ الأبناءِ عديمو الرجولةِ والشرفِ ، ورأيتُ صوراً من ذلكَ الحالِ البائسِ ، كما قرأتُ في الكتبِ وعلى صفحاتِ الجرائدِ ما أسخنَ العينَ الشجيّةَ ، وفتَّ في القلبِ المُعنّى ، من قومٍ يأخذونَ آبائهم وأمّهاتِهم إلى دورِ العجزةِ ، ومشافي الصحّةِ ، وهو على جرمهِ وشدّةِ قسوتهِ ، إلا أنّهُ يكادُ يتضاءلُ في بشاعتهِ وفظاعتهِ عن حالِ هذا العاقِّ المُجرمِ ، فقد رمى أمّهُ حيثُ لا يجرؤُ بهيمٌ أن يعيشَ أو يمشي ، فكيفَ بمن كانَ مكانها سويداءَ القلبِ وإنسانَ العينِ ! .
هل رأيتم أشقى من هذا المحرومِ ! ، بماذا أصفهُ وأصفُ فعلهُ وجُرمهُ ! ، على أنّي لا زلتُ أعهدُ العربيّةَ لغةً شريفةً ساميةً ، ليسَ فيها حروفُ الخسّةِ أو معاني النذالةِ ، وهي أسمى وأرفعُ من مفرداتِ الوضاعةِ والسّفالةِ .
إنّما تطيبُ الحياةُ الدّنيا وتتسعُ أيّامُها بالآباءِ والأمّهاتِ ، والبرِّ بهم ، ورسمِ البسمةِ على مُحيّاهم ، وملاطفتهم بالكلماتِ الرقيقةِ الودودةِ ، وما ذخرتِ الآباءُ والأمهاتُ أولادَهم إلا لساعةِ الضعفِ والعجزِ في سنيِّ الشيخوخةِ والهرمِ ، علّهم يجدونَ حينها ابناً بارّاً عطوفاً حنوناً ، يمسحُ عنهم أوضارَ البؤسِ التي خطّتها في أجسادهم أسقامُ الكِبرِ وجريانُ القدرِ بالمحنِ والأرزاءِ .
فكيفَ يكونُ حالُ من صارَ ابنهُ خِنجراً في خاصرتهِ ! ، يستحثُّ خطاهُ للقبرِ ويُدنيهِ من الأجلِ بضروبِ العقوقِ التي عزَّ نظيرُها ومثيلُها ! ، لا حولَ ولا قوّةَ إلا باللهِ ، إنّها واللهِ لحياةُ سوءٍ إن كانَ هذا خاتمتُها ومنتهى فصولِها .
هذه دعوةٌ جادّةٌ لتطبيقِ أقسى وأشدِّ أنواعِ العقوباتِ على من يثبتُ أنّهُ عقَّ أحدَ والديهِ ، ويُنشرُ اسمهُ وخبرهُ ويُشهّرُ بهِ على صفحاتِ الجرائدِ ووسائلِ الإعلامِ ، ليذوقَ وبالَ أمرهِ وفظاعةَ جرمهِ .
القصّةُ لم تبدأ بعدُ حتّى تنتهيَ ، وإنّما البدايةُ في اللحظةِ الحاسمةِ ساعةَ الموتِ : ( ربِّ ارجعونِ لعلّي أعملُ صالحاً فيما تركتُ ، كلاّ إنّها كلمةٌ هو قائلُها ومن وراءهم برزخٌ إلى يومِ يُبعثونَ ) .
اللهمَّ ارحمَ ضعفِ والدينا ، واختمْ لهم بخاتمةِ السعادةِ والخيرِ ، وارزقنا برّهم والإحسانَ إليهم ، اللهمَّ ضاعفْ لهم أجورهم كما أحسنوا إلينا وربونا صغاراً ، واجعلنا لهم قرّةَ أعينٍ وفواتحَ سعدٍ وباباً للعافيةِ والرّضا
--------------------------------------------------------------------------------
المكانُ : أحدُ الخطوطِ السريعةِ الموحشةِ ، بجوارِ منفذٍ لبيعِ القهوةِ على إحدى المحطاتِ .
الزمانُ : الساعةُ الثانيةُ فجراً ، في ليلةٍ شاتيةٍ .
الحدثُ : امرأةٌ مكثتْ تُرابطُ في ذلكَ المكانِ ، من بعدِ صلاةِ المغربِ ، إلى الساعةِ الثانيةِ فجراً ، تجلسُ على رصيفِ الشارعِ تنظرُ من طرفٍ خفيٍّ ، كأنّها ترمقُ شيئاً ما .
كانتِ المفاجأةَ المذهلةَ لمالكِ المحلِّ – وهو من يُحدثني شخصياً – أنَّ هذه الجالسةَ امرأةٌ عجوزٌ ، قامَ ولدها ومعهُ زوجهُ بوضعِها في ذلكَ المكانِ المنقطعِ ، وهو مكانٌ تنخلعُ لهُ قلوبُ الرجالِ فرقاً وخشيةً لوحشتهِ وانقطاعهِ عن البُنيانِ ، ذاكراً لها أنّهُ سوفَ يغيبُ قليلاً من الوقتِ ثمَّ يرجعُ لأخذها .
فمكثتْ تلكَ الأمُّ الرؤومُ الحانيةُ الساعاتِ الطّوالَ تنتظرُ وترجو وتؤمّلُ عودةَ الابنِ الذي لم يعُدْ ! ، وبعدَ أن قامَ صاحبُنا بإدخالها إلى محلّهِ واستفسرَ عن الحالِ ، علِمَ بالقصّةِ كاملةً ، وأخذَ منها رقمَ الهاتفِ الخاصِّ بابنها الذي أنزلها ، وبعدَ الاتصالِ عليهِ قالَ : ما أبغى الوالدة ! ، ودّوها لأقرب دار للعجزةِ أو أحدِ الأوقافِ ! ، فما كانَ منها إلا أن أخذتْ تُقلّبُ كفّيها حسرةً ولوعةً ، و أحشاؤها تتقطّعُ حُزناً ولهفةً .
المرأةُ من عائلةٍ معروفةٍ ، تبرّعَ صاحبُنا وأخذها لملجأ يحوي عجزةً يقومُ عليهم بعضُ المُحسنينَ ، وأمّا الولدُ فقد اختفى واختفتْ آثارهُ ، بعدَ أنَّ عقدَ غيبَ ضميرهِ على الغدرِ والخيانةِ ، رافضاً أن يأخذَ أمّهُ أو أن يزورها ويقفَ على حاجاتِها .
تفاصيلُ القصّةِ كاملةً عندي ، والحادثةُ في بشاعتِها لا تحتاجُ إلى مزيدِ عنايةٍ في سردِها وحبكتِها ، فهي الغايةُ في الأسى والحُرقةِ .
لقد سمعتُ قصصاً كثيرةً عن ألوانٍ من العقوقِ وضروبٍ من القسوةٍ ، تفنّنَ في التنافسِ عليها مردةُ الأبناءِ عديمو الرجولةِ والشرفِ ، ورأيتُ صوراً من ذلكَ الحالِ البائسِ ، كما قرأتُ في الكتبِ وعلى صفحاتِ الجرائدِ ما أسخنَ العينَ الشجيّةَ ، وفتَّ في القلبِ المُعنّى ، من قومٍ يأخذونَ آبائهم وأمّهاتِهم إلى دورِ العجزةِ ، ومشافي الصحّةِ ، وهو على جرمهِ وشدّةِ قسوتهِ ، إلا أنّهُ يكادُ يتضاءلُ في بشاعتهِ وفظاعتهِ عن حالِ هذا العاقِّ المُجرمِ ، فقد رمى أمّهُ حيثُ لا يجرؤُ بهيمٌ أن يعيشَ أو يمشي ، فكيفَ بمن كانَ مكانها سويداءَ القلبِ وإنسانَ العينِ ! .
هل رأيتم أشقى من هذا المحرومِ ! ، بماذا أصفهُ وأصفُ فعلهُ وجُرمهُ ! ، على أنّي لا زلتُ أعهدُ العربيّةَ لغةً شريفةً ساميةً ، ليسَ فيها حروفُ الخسّةِ أو معاني النذالةِ ، وهي أسمى وأرفعُ من مفرداتِ الوضاعةِ والسّفالةِ .
إنّما تطيبُ الحياةُ الدّنيا وتتسعُ أيّامُها بالآباءِ والأمّهاتِ ، والبرِّ بهم ، ورسمِ البسمةِ على مُحيّاهم ، وملاطفتهم بالكلماتِ الرقيقةِ الودودةِ ، وما ذخرتِ الآباءُ والأمهاتُ أولادَهم إلا لساعةِ الضعفِ والعجزِ في سنيِّ الشيخوخةِ والهرمِ ، علّهم يجدونَ حينها ابناً بارّاً عطوفاً حنوناً ، يمسحُ عنهم أوضارَ البؤسِ التي خطّتها في أجسادهم أسقامُ الكِبرِ وجريانُ القدرِ بالمحنِ والأرزاءِ .
فكيفَ يكونُ حالُ من صارَ ابنهُ خِنجراً في خاصرتهِ ! ، يستحثُّ خطاهُ للقبرِ ويُدنيهِ من الأجلِ بضروبِ العقوقِ التي عزَّ نظيرُها ومثيلُها ! ، لا حولَ ولا قوّةَ إلا باللهِ ، إنّها واللهِ لحياةُ سوءٍ إن كانَ هذا خاتمتُها ومنتهى فصولِها .
هذه دعوةٌ جادّةٌ لتطبيقِ أقسى وأشدِّ أنواعِ العقوباتِ على من يثبتُ أنّهُ عقَّ أحدَ والديهِ ، ويُنشرُ اسمهُ وخبرهُ ويُشهّرُ بهِ على صفحاتِ الجرائدِ ووسائلِ الإعلامِ ، ليذوقَ وبالَ أمرهِ وفظاعةَ جرمهِ .
القصّةُ لم تبدأ بعدُ حتّى تنتهيَ ، وإنّما البدايةُ في اللحظةِ الحاسمةِ ساعةَ الموتِ : ( ربِّ ارجعونِ لعلّي أعملُ صالحاً فيما تركتُ ، كلاّ إنّها كلمةٌ هو قائلُها ومن وراءهم برزخٌ إلى يومِ يُبعثونَ ) .
اللهمَّ ارحمَ ضعفِ والدينا ، واختمْ لهم بخاتمةِ السعادةِ والخيرِ ، وارزقنا برّهم والإحسانَ إليهم ، اللهمَّ ضاعفْ لهم أجورهم كما أحسنوا إلينا وربونا صغاراً ، واجعلنا لهم قرّةَ أعينٍ وفواتحَ سعدٍ وباباً للعافيةِ والرّضا
عاشق الناي- :: شخصية مهمة ::
- {الجـنــس} :
{الإقــامـة} :
{آلـعـمـــر} : 40
{آلمسـآهمـات} : 3681
{تآريخ آلتسجيل} : 28/11/2007
{العــمــل} : طالب
رد: امرأة بمفردها على الطريق !!
مشكوور اخي على هذه المساهمة الطيبة
تقبل مروري والى الامام
ههههههههههه
للمرأة بعرف
تقبل مروري والى الامام
ههههههههههه
للمرأة بعرف
رد: امرأة بمفردها على الطريق !!
اشكرك لمرورك الرائع
عاشق الناي- :: شخصية مهمة ::
- {الجـنــس} :
{الإقــامـة} :
{آلـعـمـــر} : 40
{آلمسـآهمـات} : 3681
{تآريخ آلتسجيل} : 28/11/2007
{العــمــل} : طالب
رد: امرأة بمفردها على الطريق !!
يسلمووووووووووووو كلمات كتير كتير رائعة
نتمنى نشوف منك المزيد من مواضيعك الجميلة
نتمنى نشوف منك المزيد من مواضيعك الجميلة
ابراهيم الشاكر- :: شخصية مهمة ::
- {الجـنــس} :
{آلـعـمـــر} : 44
{آلمسـآهمـات} : 5366
{تآريخ آلتسجيل} : 05/11/2007
{العــمــل} : مصور
{الأوسمة} :
رد: امرأة بمفردها على الطريق !!
الشكـر الجزيل على حسن انتقائك لهذا الموضوع المميز الذي نال اعجابي
وربي يعطيك الف عافيه
تحياتي
تقبل مروري
قائد السرايا
وربي يعطيك الف عافيه
تحياتي
تقبل مروري
قائد السرايا
؟ ؟ ؟- موقوف
- {الجـنــس} :
{آلـعـمـــر} : 43
{آلمسـآهمـات} : 1852
{تآريخ آلتسجيل} : 03/11/2007
{العــمــل} : لا شي
مواضيع مماثلة
» امرأة تحاول تهريب زوجها السجين في حقيبة سفر .......بس مش حيالله امرأة
» مصادر سياسية: اسرائيل ستضطر الى ضرب ايران بمفردها
» الطريق الى النجاح
» فلسطين الى اين الطريق ؟؟؟
» الطريق الى التفوق ... خاص بطلاب التوجيهي
» مصادر سياسية: اسرائيل ستضطر الى ضرب ايران بمفردها
» الطريق الى النجاح
» فلسطين الى اين الطريق ؟؟؟
» الطريق الى التفوق ... خاص بطلاب التوجيهي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2021-01-27, 6:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» معلومات قبل شراء كاميرات المراقبة
2021-01-14, 6:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» انظمة الصوتيات والاذاعه الداخلية
2020-12-28, 9:33 pm من طرف مازن محمد خالد
» لسه مركبتش كاميرات مراقبة ادخل والحق العروض
2020-12-05, 11:12 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل كاميرات مراقبة VACRON
2020-11-07, 8:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» سنترالات باناسونيك وعروضها
2020-10-20, 5:00 pm من طرف مازن محمد خالد
» كاميرات المراقبة المنزلية /اسعار كاميرات المراقبة المنزلية
2020-10-07, 7:18 pm من طرف مازن محمد خالد
» احدث انواع وماركات كاميرات المراقبة
2020-09-10, 7:47 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل العروض علي اسعار كاميرات المراقبة
2020-08-13, 7:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» شركة تركيب كاميرات مراقبة باقل الاسعار
2020-07-13, 8:12 pm من طرف مازن محمد خالد