المطر مصدر قلق جديد للفلسطينيين

من طرف همس الليل 2008-11-11, 1:36 am

يقف سكان قطاع غزة قدم وساق استعدادا لمواجهة مخاطر أي موجة من الرياح والأمطار كالتي زارتهم من بضعة أيام ودمرت الكثير من المنازل واقتلعت العديد من الأشجار... فمعظم البيوت في قطاع غزة قديمة البناء ومسقوفة من الإسبست والقرميد أي لا تتحمل أي موجة قوية من الرياح والأمطار فهي بالكاد تستر من فيها من السكان فما بالنا بمخاطر فصل الشتاء التي قد تتهدد مثل هذه البيوت.

وأصبح مشهد المواطن الفلسطيني وهو يجهز بيته لمواجهة أي أعاصير قد تتهددهم، يتكرر كثيرا أمام الناظرين فمنهم من يقوم بوضع الرمال بجانب بيته ومنهم من يضع الحجارة وآخر يتفقد سقف بيته لعله يحتاج إلي بعض الترميم.

لكن ما يواجهه الفلسطيني من صعوبات الحصول على ألواح الأسبست أو الزيكنو أو حتى كيس أسمنت هي المشكلة الأساسية التي يعانون منها. فعندما تتجه نحو السوق لشراء تلك المواد، فإن هاجس إنقطاعها من السوق يشكل إعاقة أساسية أمام ترميم آلاف البيوت الفلسطينية القديمة المنتشرة في أنحاء مختلفة من مدن ومخيمات القطاع.

المواطن سعيد يروي لـ"إيلاف" معاناته مع فصل الشتاء قائلا :" بيتي من البناء القديم فهو بيت أبي قبل أن يكون بيتي فأنا لا أملك المال لكي أبني غيره ولا يوجد بمقدوري غير بعض الترميمات البسيطة التي أقوم بها كل سنه لكي استطيع من منع المياه أن تدخل بيتي نوعا ما ووضع الرمال التي تساعدني البلدية في منطقتي بوضعها حول بيتي وخصوصا الشارع الذي يطل علية بيتي فهو طيني والمياه تتجمع في الشارع ولا يصبح بمقدوري الخروج من البيت وحتى أولادي لا يستطيعوا الذهاب إلي المدرسة , فهذا كله لابد من وضعه في عين الاعتبار لكي أتفادي أي مشاكل في المرات القادمة " .

نفس المعاناة يعيشها المواطن خالد سلامة، فيقول : سقف بيتي من الإسبست وفي الموجه السابقة من الأمطار والرياح سقط لوح من الإسبست وانجرف مع الوادي الذي يجري في شارعنا ولم استطع جلبه ولا اعلم إلي أين الوادي سار به ولأي جهه من المنطقة التي أعيش فيها أخذه , ونزلت إلي السوق لكي ابحث عن غيرة لكي أقوم بوضعه مكان اللوح الذي سقط فلم أجد, وذلك نظرا للحصار الذي يتعرض له قطاع غزة من فترة كبيرة فلوح الإسبست كغيرة من المواد التي لم تدخل إلي القطاع منذ أن طبقت إسرائيل الحصار علي القطاع وبعد عملية الحسم العسكري الذي قامت به حركة حماس علي قطاع غزة ".

وكانت موجة من الأمطار الغزيرة هطلت على الأراضي الفلسطينية قبل عشرة أيام تسببت في أضرار كثيرة، وأدت إلى إنشغال آلاف أرباب الأسر الفلسطينية في مختلف المدن والمخيمات نحو أصلاح ما أفسدته الأمطار والرياح.

وتقول الأرصاد الجوية الإسرائيلية أن موجة مماثلة ستصل المنطقة في غضون أيام قليلة، وهو ما يعني البحث المستمر عن كيس أسمنت في السوق الغزية، بعدما أوقفت إسرائيل مدّ قطاع غزة بأطنان من تلك المادة، بحجة أنها تستخدم في صناعة الأنفاق بدلاً من الإعمار والبناء، كما قال تقرير للمخابرات الإسرائيلية ونشرته صحيفة يدعوت أحرونوت.

ويؤكد المواطن محمود فخري أنه بحث مطولا حتى وجد مُعرّش من البلاستيك المقوى ليغطي به سقف بيته. وقال "لقد تعبت كثيرا في المرة الفائتة عندما إمتلئ أثاث بيتي بالماء نتيجة خول الأمطار لغرف النوم". مشيراً إلى أن تدهور الخدمات الأساسية من معالجة صرف مياه الأمطار بيّن تماماً في حالة هطول أمطار شديدة كتلك التي حصلت قبل 10 أيام.

وما بين سخونة الحوار المرتقب في القهارة وبرودة الطقس في الأراضي الفلسطينية وموجة الشتاء القادمة.. تبقى الحيرة والمعاناة والشقاء هو العلامة التي تميز الشعب الفلسطيني عن غيره من الشعوب