الغاية تبرر الوسيلة000

من طرف همس الروح 2008-11-08, 9:16 pm

أتدري؟
حين يرمي الليلُ غطاءَهَ على السماء
يُغَلِّفُ قلبي شعورٌ غريب فيعجزُ عنِ الخفقان
يلهثُ لمجرَدِ ضخ مخزونِهِ الدَموي تِجاهَ رئتايَ ليُساعِدَها على تجديدِ هوائها
فيرتمي العقلُ في أحضانِ الذاكرةِ المنسية
ليُلقي حمولَتَهُ من آهاتِ هذا الصباح
فيأتي الليل
.
.
ليبدأَ الحلمُ بالغدِ الآتي
ليبدأَ الخوفُ من الجرحِ الآتي
فما نحن؟
سوى خناجرَ متحركة بين الطرقات
نطعنُ بها كلُّ من نُصادِفُه
لمجرد انه قابلنا بالحُسنى
غريبةٌ هذه الدنيا
وغريبةٌ تلكَ الحياة
التي ندورُ فيها كطيفيلياتٍ تأخذُ غذاءَها من آلامِ الآخرين
لتَشعُرَ بنشوةٍ تسري في حناياها الحجرية
والأغربُ من هذا وذاك
نحن
نحن البشر
الذين أصبحت البلادةُ فينا سمةً بارزة
وكأنها وسامٌ يزين كل منا صدرَهُ به
وكأنه يرتدي بِذلةً عسكرية بعد جهادٍ ونضالٍ في الاحساسِ والمبالاةِ بالغير
ليأخُذَ وسامهُ ويستقيل من انسانيته المؤقتة
غريبون نحن
نُلَملِمُ جراحنا
وبدلاً من أن نضعها في قمامةِ النسيان
نحوِّرُها ونعدِّلُها وننثرها على أناس غيرنا
وكله لماذا؟
"لأِنُه ما حَدْ أحْسَنْ مِنْ حَدْ"
فدعهُم يذوقوا مرارةَ الأيام ليُمسِكوا الشوكَ والجمرَ بأيديهم
ليشعروا بعد زوالها بطعمِ الراحة
ويتنفسوا الصعداء
ما أجمَلَنا نحن
نحبُ التغيير
فليس جميل أن نترك الناس يعايشوا أسلوباً واحداً من الحياة
بل يجب التغيير
ما بين الاحساسِ بالألم
والغاية تبررُ الوسيلة
والاحساسِ بالراحة
اختكم
همس الروح