منتديات قفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ظاهرة بكاء الرجال!

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

ظاهرة بكاء الرجال! Empty ظاهرة بكاء الرجال!

مُساهمة من طرف Anas2000 2008-09-18, 7:47 pm

ظاهرة بكاء الرجال!




كنا نسمع فيما مضى ان الرجال لا يبكون، وكان اذا ما بكى طفل نهره ذووه قائلين لا تبك.. فانت رجل ولم يمض زمن حتى راينا الرجال يبكون ويتهدج صوتهم الما ولوعة عبر الشاشات العربية كل يوم، بل كل ساعة على مدار سنوات، جذرت فينا البكاء كحاجة ملحة نحتاج اليها احتياجنا للخبز والهواء، ورغم اعتقادنا بان البكاء حاجة انسانية نستجيب لها اذا ما اجتاحتنا العواطف فرحا وحزنا، لا يختلف في هذا رجال ونساء، الا اننا منذ وعينا وعرفنا ان الرجال لا يبكون ولا يستسلمون للبكاء بسهولة، وهكذا فقد كان علينا ان نصدق هذا، ونفزع ايما فزع حين يبكي الرجال، اولئك الذين قدر لهم ان يستمر بكاؤهم منذ الطفولة وحتى ارذل العمر! نعرف بالفطرة ان بكاء طفل يعني انه جائع او مريض، اما الآن فاسباب بكاء الاطفال ازدحمت واضحت لا تعد ولا تحصى، فالموت الساكن في بيوتهم المهترئة يمنحهم السبب الاساس للحزن والبكاء المتواصل، هم مشردون فقراء وجائعون تائهون، فقدوا الآباء والامهات والاقارب، فقدوا الصدر العربي الحنون والساعد الاسلامي المهيب وبات ماواهم الخراب وارصفة الشوارع يتصيدهم هواة التصوير، من محترفي الصحافة لتعرض صورهم علينا لنبكي عليهم بكاء القاصر الذي لا حول له ولا طول.

لا ادري ان كان بث تلك المجازر المرعبة على قنوات البث هو امر واجب، ولماذا يبث كل هذا الكم الهائل من الدم والموت والخراب، ولماذا يصر الاعلاميون ان نعلم كل شيء بالتفصيل المروع! وماذا بيدنا ان نفعل ازاء هذا الشحن هل لنعبأ بالحقد والكراهية؟ فنحن معبأون منذ زمن بعيد، ام ليصبح مع تكرار المشاهدة امرا عاديا لا يثير اية ردود فعل سلبية، ولنصبح عديمي الاحساس مفتولي المشاعر تجاه اي عدوان علينا؟ ان كان هذا هو المقصود فقد اقترف هؤلاء الاعلاميون جرما انسانيا عظيما، اذ ان قتل المشاعر وجعلها لا تعبا هي جريمة حقيقية،تمعن في خلق جيل ينمو ويترعرع على مشاهدة القتل والدم، مما ياخذهم في احد الاتجاهين اما العنف كردة فعل لما يشاهدون واما ادارة الظهر لكل ما يهم الوطن باتجاه الانفلات الاخلاقي والقيمي وعدم الالتزام تجاه الامة باية مشاعر ليصبحوا موغلين في خصوصياتهم مقتصرين على خصر الذات في لذة خاصة تحاصرهم بحيث لا يستجيبون لأي امر قيمي خارج ذواتهم، ونحن ازاء هذا الانحدار والانهيار لا نملك الا ان نقول للمسؤولين كفوا عنا تلك المشاهد!! ما بأيدينا ان نفعل شيئاً.. وان كانوا هم فاعلين فالكل من ورائهم بالروح والمال لرفع الذل والظلم والطغيان.

بالطبع هم يبثون تلك المشاهد المحزنة ظنا انهم يفعلون خيرا، فيجتهدون في عملهم لايصال الأمانة، ولكي لا تخفى علينا خافية كل شيء دون ان تكون هنالك ردة فعل عربية او دولية! فهذا الاجتهاد والحرص في بث مشاهد المجازر بات امرا يجب التفكير به لأن الرد العربي قاصر والرد الفردي بات ارهابا يستوجب الرد الوحشي بقتل العشرات وتجريد الفاعلين، وغير الفاعلين من بيوتهم وكل اشيائهم ليصل هذا الى ارصدتهم في البنوك، وكل ما يصدر رسميا هو ادانة او شبه ادانة لما يقوم به الغزاة اللصوص؟.

ربما لا يدري الاعلام العربي الذي كنا نطالب برفع سوية ادائه، ان نشر كل تلك الممارسات الوحشية، عن قصد او غير قصد في ظل هذا الوضع يهزم فينا الشجاعة والمروءة والكرامة، ليصبح رجالنا اشباه رجال، يتشكل لديهم القهر انهزاما وثبورا.. وبرغم النوايا الحسنة في بث المشاهد المرعبة بكل امانة وبالتفصيل المروع، الا انا هذا يؤدي الى الاحباط اذا لم توازه ردود فعل رسمية جريئة ترد على الموت بما هو اكبر منه، اما ان نرى جموع الشبان والنساء يجرون على التراب كالخراف، وان نرى الشيوخ بكاء اذلاء، فهذا والله ما لا نستطيعه وعدم العلم بالشيء افضل الف مرة من العلم به والسكوت عليه.

نعود فنقول ان بكاء طفل ربما يعني انه جائع او مريض، اما بكاء شيخ طاعن في السن فهذا يعني انهيار امة.

Anas2000
Anas2000
:: شخصية مهمة ::
:: شخصية مهمة ::

{الجـنــس} : ذكر
{الإقــامـة} : ظاهرة بكاء الرجال! Wdi41410
{آلـعـمـــر} : 52
{آلمسـآهمـات} : 720
{تآريخ آلتسجيل} : 22/02/2008
{العــمــل} : تاجر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ظاهرة بكاء الرجال! Empty رد: ظاهرة بكاء الرجال!

مُساهمة من طرف هرشاوي 2008-09-19, 4:56 am

مشكور اخي على الموضوع حلوووووووو اكتيررررر والله يسلموووووووووو
هرشاوي
هرشاوي
عضو مبدع
عضو مبدع

{الجـنــس} : ذكر
{آلـعـمـــر} : 32
{آلمسـآهمـات} : 156
{تآريخ آلتسجيل} : 15/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى