الوحيد بين شقيقات ثلاث وكان يعاون والده - شهيد حاجز حوارة الفتى فهمي عبد الجواد الدردوك من مدينة نابلس

نابلس - غسان الكتوت وعماد سعادة - شيعت جماهير محافظة نابلس صباح امس جثمان الشهيد فهمي عبد الجواد الدردوك (16عاما) الذي استشهد برصاص الجيش الاسرائيلي عند حاجز حوارة جنوب نابلس مساء امس الاول.
وانطلق موكب التشييع من امام مستشفى رفيديا ا لحكومي بمشاركة ممثلي لجنة التنسيق الفصائلي ومئات المواطنين الذين رددوا الهتافات المنددة بالممارسات الاسرائيلية بحق المواطنين.
وكانت عائلة الشهيد الدردوك قد تعرفت عليه بعد نقله الى مستشفى رفيديا، حيث لم يتم التعرف مباشرة على هوية الشهيد لعدم وجود اية اوراق ثبوتية بحوزته, وكانت شائعات راجت بان الشهيد من سكان قرية بيت فوريك شرق نابلس، قبل ان يتبين انه من سكان مدينة نابلس.
ونفت عائلة الشهيد الدردوك الرواية الاسرائيلية لاستشهاده, والتي تزعم أنه كان يحمل عددا من العبوات الانبوبية، مؤكدين ان الشهيد فهمي كان الوحيد بين شقيقاته الثلاث ويعمل مع والده في مخبز في حي الياسمينة بالبلدة القديمة، وقد خرج صباحا من منزله ولم يعد وتفاجأ الجميع عندما رأوه جثة هامدة في ثلاجة مستشفى رفيديا.
محافظ نابلس يستنكر
وفي تصريح له استنكر محافظ نابلس د. جمال المحيسن قيام القوات الاسرائيلية باطلاق النار وقتل الفتى فهمي الدردوك على حاجز حوارة.
وشكك المحيسن بالرواية الإسرائيلية لاستشهاد الدردوك، مؤكداً أنه لم يكن يحمل أية مواد متفجرة كما ادعت المصادر العسكرية الإسرائيلية، والحقيقة ان هذا الفتى لم يكن يحمل الا جهاز جوال على خاصرته متصلا بسماعات للأذن، مضيفا أن حادثة استشهاد الدردوك وتلفيق التهمة له من قبل جنود الحاجز يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن وظيفة حاجز حوارة ما هي الا القتل وترويع أهالي محافظة نابلس وإذلالهم وليس له أية وظيفة أخرى.
وطالب المحيسن مؤسسات حقوق الانسان الدولية بتوفير الحماية للاطفال والفلسطينيين بشكل عام من الاعتداءات الاسرائيلية التي تطالهم تحت ذرائع وحجج واهية من خلال الزام اسرائيل باحترام القانون الدولي الانساني التي تحرم قتل الاطفال والمدنيين او ترويعهم.
فتح: حاجز الموت يحصد ضحية جديدة
بدورها أدانت حركة «فتح» – اقليم نابلس ممارسات الجنود الاسرائيليين على حاجز حوارة.
وقالت فتح في بيان لها وزعه مكتبها الاعلامي ان استشهاد الفتى فهمي الدردوك يندرج في اطار ما يمارسه الجنود الاسرائيليون على حاجز حوارة والذي بات يعرف لدى أهالى نابلس بحاجز الموت، حيث استشهد واصيب العديد من ابناء المحافظة على هذا الحاجز الجاثم على أرض نابلس.
واشارت فتح الى ان هذا الحاجز ينجم عنه أضرار جسيمة لابناء المحافظة سواء على الصعيد النفسي والمادي والاقتصادي والصحي متمثلا بمنع تنقّل المرضى لتلقى العلاج الضرورى، وكذلك تقييد حركة المواطنين ومنعهم من الذهاب الى أعمالهم وتضييق سبل معيشتهم من خلال اغلاق الحاجز تارة واطلاق الرصاص تجاه المواطنين تارة أخرى اضافة الى الضرب والتنكيل بالمواطنين دون أي مبرر، مضيفة ان هذه الممارسات أصبحت نهجا يمارس يومياً من قبل جنود الاحتلال المتواجدين على حاجز حوارة، عدا عن استخدام الجنود للكلاب البوليسية بهدف انتهاك ادمية الانسان واذلاله.
وطالبت الحركة كافة منظمات حقوق الانسان واللجنة الرباعية وكافة أحرار العالم بالتدخل الفوري للضغط على اسرائيل لازالة هذا الحاجز الذي يعطل الحياة اليومية للمواطنين ويضيق معيشتهم ويزهق أرواحهم ويحول دون السماح للمرضى بتلقي علاجهم.
واعربت المبادرة الوطنية الفلسطينية عن ادانتها لجريمة قتل الدردوك على ايدي قوات الجيش الاسرائيلي. واعتبرت المبادرة تلك الجريمة بمثابة امعان اسرائيلي في قتل الاطفال الفلسطينيين الذين وصل عددهم الى 62 شهيدا منذ انابوليس.
ودعت المبادرة المؤسسات الدولية والحقوقية والانسانية الى حماية الاطفال الفلسطينيين من الاعتداءات الاسرائيلية التي تستهدف الاطفال

مشكور اخي