..لعبة الاسماء

تم التعديل من قبل المشرف وازاله الخرابيش

عجبتُ لمن ثوبه لامع

ولكنما القلب كالفحمة
مظاهر براقة تحتها
بحار من الزيف والظلمة
حين تتبعثر الأسماء وتتزاحم المسميات، وحين تفقد الكلمات معانيها وتنزلق الحروف على هواها، لا بد حينها أن نقف ونمعن النظر وندقق في ما الصحيح وما العليل.
فخلف كل اسم حياة وقصة وفكرة، قد يكون قريبا منك أحيانا وقد يبعد عنك إلى الأزل أحيانا أخرى؛ فليس كل أحمد محمود وليست كل جميلة حلوة. صحيح أن لكل منا من اسمه نصيب، ولكننا في زماننا انقلبنا على الأصل لتحلو اللعبة أكثر؛ أصبح محمد حمودة أو ميدو، وعائشة عيّوش، ومودة وعهود أصبحن دودو، وعبد الرحمن عبّود وهبة هوبة... إلخ!
ولو بقي الانقلاب على المباني فحسب فلا بأس، إلا أننا انقلبنا على المعاني أيضا، فاختلطت المبادئ وانهارت الأساسيات والقواعد، وأصبحنا نستورد حتى الفكرة والضحكة والمشية والمظهر.... عفوا اقصد (للوك أو إزا بتحب الستايل). ولو بقينا على السترتش والجينز والمارينز فقط لكان أرحم من لغة الهاي والباي والأوكي أو حتى التشاو والسي يو والمرسي. لكن الأدهى والأمرّ حين يهاجمك البعض على أفكارك ومبادئك الوازنة التي ما زلت محافظا عليها بالرغم من دوّامات الحياة ليقحم أفكاره المستوردة فيك أيضا!
(حل عنّا يا عمووو، كل واحد عقله براسه بعرف خلاصه؛ وعقولة إخوانا المصريين: واحد حامل دأنه إنت زعلان ليه؟!).
فلنحافظ على بعض منّا. نعم، منّا نحن وفقط، فعندنا من الجمال ما يكفينا ومن الأدب ما يهذب نفوسنا، ومن الدين ما يرفعنا، ومن العلم ما يسمو بنا ومن الأخلاق ما يجعلنا قدوة لكل الأمم.
كفانا انسلاخا من ذاتنا حتى لا نصل في النهاية إلى جسد بلا هوية ولا بقية ذات...