قصة جميل طعمة على وكالة معا ..بقلم فيصل صباح

من طرف جراح الوطن 2008-06-02, 2:04 am

رسالة الى نقايات العمال في العالم...هذا هو حال عمال فلسطين / بقلم: فيصل يوسف صباح

قبل انتفاضة الاقصى، 125 الف فلسطيني هو العدد المقدر للعاملين في اسرائيل والمستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة ومعدل الاجر اليومي هو 110 شيكل ما يعادل حينها 27.5 دولار وما ليصبح ما يقرب من 3.4 مليوم دولار امريكي مدخول الاراضي الفلسطيني من الايدي العاملة في مختلف قطاعات العمل في اسرائيل كالبناء والزراعة والصناعة ... الخ في اليوم الواحد

وبعد انتفاضة الاقصى والبدء ببناء جدار الضم والتوسع الاستعماري على طول خط عام 1967 وفي مناطق كثيرة توغل مسافة اكثر من7كم في اراضي الضفة الغربية، واتمام البناء تقريبا واحكام السيطرة والتحكم في دخول الفلسطينيين الى مناطق العمل داخل اسرائيل اصبحت حياة الناس في الضفة الغربية لا تطاق، حيث ارتفاع معدلات البطالة والفقر وتفشي الامراض في كثير من المناطق وخاصة للاطفال الناتج عن سوء التغذية، حالات وفيات لا تستطيع المستشفيات في الضفة الغربية معالجتها بسبب الصعوبات البالغة في ادخالها الى المستشفيات الاسرائيلية... والقائمة عن المعاناة تطول.

وحتى لا اخرج عن الموضوع الاساسي فإن اسرئيل ابقت على فتحات بسيطة للعمال من اجل الدخول منها الى اسرائيل بشكل يسمونه غير قانوني ليكون عددها في البداية 10 مناطق موزعة على طول حدود الضفة الغربية وقلصت عام 2006 الى 7 والى 3 مناطق تقريبا عام 2008 وربما يتم اغلاقها جميعا في وقت قريب.

اسرائيل انشأت معابر لدخول العمال الذين تطلق عليهم بالعمال القانونيين أي الذين يملكون تصاريح عمل والذين يقدر عددهم بـ 10 الآف عامل فقط بالاضافة لتسهيل دخول التجار الفلسطينيين، والتصريح يعتبر لاغٍ ايام الاعياد حيث يحظر على العاملين من حملة التصاريح التوجه للعمل، كما ان وقوع عمليه مسلحة داخل اسرائيل يلغي هذه التصاريح وهذا ما يجبر العمال الى ان يقدموا طلباً للتصريح مرة اخرى. كما ان العمر يجب ان لا يقل عن 35 عاما ويجب ان يكون العامل متزوج وليس من اصحاب السوابق كما يسمونه امنية ولم يسجن من قبل ولم يحمل حجرا في يوم من الايام ليدافع عن ارضه.

كما ان عملية الوقوف على بوابات الدخول الى مناطق العمل مذلة حيث تجرى يوميا عمليات التفتيش المهينة وفي كثير من الاحيان يجبر بعض العمال على خلع الملابس للتأكد من عدم حملهم للسلاح او المواد المتفجرة.

اما بالنسبة لمن يحالفه الحظ ويستطيع الدخول الى اسرائيل تهريباً فإنه يذوق كما يقال الامرّين من اجل الوصول واثناء العمل والمبيت. وهذا بخلاف الالم الذي تواجهه عائلات العمال الفلسطينيين، ففي اوائل الشهر الماضي توفي المواطن عبد الرحمن سباعنة 44 عاما من بلدة قباطية بمحافظة جنين وهو اب لثمانية اطفال بعد نوبة قلبية حادة المت به اثناء مطاردته من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي. اما المواطن مصطفى غالب عمار من قرية قفين والبالغ من العمر 22 عاما اراد ان يخرج في ساعات المساء للترويح عن نفسه بعد يوم عمل شاق، وذلك ليسبح قليلا في منطقة عسقلان ليتوفاه الله في العاشر من الشهر الماضي ايضاً. هم ذهبوا الى جوار ربهم ونحتسبهم شهداء اما عائلاتهم فلا يمكن ان يعرف حسرتهم الا الله وقلوبهم في احشائهم.

وسأروي بالتفصيل قصتين من واقع المأساة التي يعانيها عمالنا الفلسطينيون.
القصة الاولى لـ جميل طعمة من قرية قفين 20 كم شمال مدينة طولكرم، جميل يبلغ من العمر 38 عاما، وله اربعة اطفال ويشارك في اعالة والديه فلا بد له ان يعمل ليوفر ابسط مقومات الحياه لأطفاله وخاصة في ظل ظروف الغلاء التي تواجهه الاراضي الفلسطينية.

جميل يعمل بمجال البناء في بلدة باقة الغربية داخل الخط الاخضر والواقعة على حدود بلدة قفين حيث يسكن، وما يفصل جميل عن اللحظات الجميلة في احتضان ابناءه الاربعة ومشاركة زوجته تربيتهم هي مسافة 1500 م هوائي بين بيته ومكان عمله، مما يدفعه اذا ما نجح في الدخول للعمل هناك للبقاء بعيدا عن اهل بيته وقريته واصدقاءه ومجموعته المزركشة مدة شهر ويزيد من اجل جمع ما يمكن جمعه لإعالة اسرته.

لتبدا له رحلة عذاب جديدة من اجل الوصول مرة اخرى للعمل
كيف يذهب جميل للعمل؟ يوم الاحد 25 5 2008 خرج جميل من قريته الساعة الواحدة ليلاً متوجها الى منطقة القدس حيث توجد احدى الفتحات الصغير التي يتهرب منها العمال الى اسرائيل ويقول وصلنا الى رام الله الساعة الثانية والنصف وعلمنا ان الفتحة مغلقة ولا بد من العودة الى قفين بعد مسيرة ليلية مسافة 100كم تكللت بالفشل. وصباح الاثنين 26 5 توجه مرة اخرى الى منطقة القدس واستطاع الوصول الى بلدة باقة الغربية حيث مكان العمل الساعة السابعة مساءً. فيما لم يفلح في مواصلة العمل صباح يوم الثلاثاء ليلقى عيله القبض من قبل الشرطة الاسرائيلية والذين اوسعوه ضربا والقوا به عندى احدى البوابات الفاصلة بين الضفة الغربية واسرائيل لتعود ادراجه الى اسرته بعد ان دفع مبلغا ماليا يقدر بمئة وخمسون دولار لتتفاقم الخسارة والمأساة.

جميل تحدث الي والألم بادٍ على محياه ، ولسان حاله يقول ستة افراد هو حجم اسرتي ويحتاجون الطعام والعلاج والمصاريف اليومية، حيث تتفاقم الاحتياجات في ظل الغلاء الفاحش. هنا انتهت قصة جميل كتابة ولكنها على ارض الواقع اذا ما استمر الحال هكذا حتما ستستمر.

اما القصة الثاني فهي لـ محمد دعمة من بلدة ارتاح جنوب طولكرم:

يوم السبت 31 5 2008 بينما انا متوجه الى مدينة رام الله في باص الطنيب جلس بجانبي محمد وله اصدقاء في المقاعد الاخرى وعرفت انه متوجه الى العمل داخل اسرائيل من خلال حديثه معهم متسائلاً هل نتمكن من الدخول؟ هل منطقة دخولنا خالية من التواجد العسكري الاسرائيلي؟ اسئلة عديدة ونكت فهمتني انهم متجهون الى عملهم.

ولأنني كنت قد كتبت قصة جميل وابحث عن قصص اخرى فقررت الانتهاء سريعا من قراءة الجريدة لأبدأ معه حواراً حول العمل ومشاكله واين يعمل ... الخ.

محمد دعمة البالغ من العمر 22 عاما لم اصدق ان هذا هو عمره الحقيقي فقبل ان اسأله قدرت بـ 28 او 30 عاما فالمعاناة بادية على وجهه، والتعب والارهاق على جسده لاحظته تماماً عندما طلب منا جنود الاحتلال على حاجز زعترة النزول من الحافلة للتفتيش. ويقول محمد ان مجرد التفكير في كيفية الدخول الى منطقة العمل هو تعب بحد ذاته هذا بخلاف تعب العمل وتعب المبيت وتعب الخوف من الامساك بنا...الخ.

محمد يعمل في مدينة تل ابيب ويعود للمبيت في بلدة الطيبة التي تبعد اقل من 1000م هوائي عن بلدة ارتاح، ويقول استيطع ان القي حجر على بيتي من مكان مبيتي وحديثه هنا كان بألم واضح.

محمد يتحدث عن تكاليف رحلة العذاب من اجل الوصول لجمع لقمة العيش فهي في اقل الايام 100 دولار. وهو غير متزوج ويضطر للغياب 50 يوما عن اهله ويعود لهم في راحة مدتها 5-10 ايام ليبدا رحلة عذاب اخرى.

ويتحدث محمد عن السكن حيث يسكن في الغرفة الواحدة 5 اشخاص ويضطر كل واحد في الغرفة البسيطة لدفع 300 شيكل في الشهر.

ويقول محمد انت لا تستطيع ان تكتب عن المعاناة الا اذا قمت برحلة عذاب حقيقية، قلت انا متاكد من ان معاناتكم هذه لا تستطيع ان تعبر عنها اقلام لكن استطيع ان اكتب عن اطرافها وانقلها الى العالم.

جميل ومحمد قصتان تعبران عن حالة الالم والمأساة والمعانا والحسرة التي يعيشها العامل الفلسطيني، والذي يقابلهم عامل اذا ما وجهت له الاهانة في اوروبا وبقية اصقاع العالم المتقدم تقوم نقابات العمال ولا تقعد مستنكرة ومستهجنة ومطالبة برد الاعتبار والتعويض المالي عن الاهانة التي تعرض لها هذا العامل، فمن الذي يعيد الكرامة الى شعب باكمله يهان ؟؟ والسلام.

طالب دكتوراه اسكان
faisal.sabbah@hotmail.com

</TD></TR></TABLE>

من طرف M.W.T 2008-06-02, 2:09 pm

لا حول ولا قوة الا بااله الله يكون بعونهم يا رب
ويسلمهم لاهاليهم
وان شاء الله بتهون بنصر على هؤلاء الاعداء
ان شاؤ الله يكون النصر قريب

من طرف شافيز 2008-06-02, 3:29 pm

تحياتنا لكل العمال واللي بعانوا وهذا هو النضال الحقيقي ....
والله بهالشعب كل واحد اله قصة ومعاناه الله يعينا علي جاي ... والله يخزي الامه العربية كلها من رأسها الى اخمس قدميها

من طرف **جهادي** 2008-06-07, 1:22 am

لا حول ولا قوة الى بلاه

قصة جميل طعمة على وكالة معا ..بقلم فيصل صباح

قصة جميل طعمة على وكالة معا ..بقلم فيصل صباح

رد: قصة جميل طعمة على وكالة معا ..بقلم فيصل صباح

رد: قصة جميل طعمة على وكالة معا ..بقلم فيصل صباح

رد: قصة جميل طعمة على وكالة معا ..بقلم فيصل صباح