جناح الدوري وحد 22 فصيلا مسلحا تحت سيطرته.. و المساءلة والعدالة لم يغير المواقف

من طرف صقر السياسة 2008-05-27, 2:04 pm

يري مراقبون ان التعديلات التي طرأت علي قانون اجتثاث البعث وتحويله الي قانون المساءلة والعدالة ظل يضع حزب البعث بجناحيه التابعين لعزة الدوري ومحمد يونس الاحمد خارج السياق السياسي العراقي، فيما يعتقد البعثيون من كلا الجناحين ان وجودهم في العراق ما زال متحققا بدورهم بأعمال المقاومة لقوات الاحتلال، غير ان الطرفين لم يشهدا اي تحول نحو التوحد منذ انقسامهما قبل ثلاثة اعوام، رغم ان الطرفين، جناحي الاحمد والدوري، ينشطان في الساحة السورية ويمتلكان مقرات، مع ان جناح عزة الدوري قد افتتح في وقت متأخر مقرا له في دمشق وفق ما تشير اليه بعض المعلومات التي يتناقلها عراقيون او بعثيون.
وحسب مصادر سياسية فان ما برز خلال العام الحالي ان الجناحين من حزب البعث توقفا عن شن هجمات اعلامية ضد بعضهما كان من الممكن بسهولة الاطلاع عليها من خلال مواقع الحزب الالكترونية خلال العام الماضي.
ويري المحللون ان قانون المساءلة والعدالة ربما اسهم في وقف الحملات الاعلامية بين الطرفين، فيما يذهب آخرون الي ان شخصيات عراقية مقربة من الطرفين قد نجحت في اقناعهما للتوقف عن تلك الحملات الاعلامية.
ويبدو ان العمليات الامنية التي شهدها العراق خلال عام 2008 بشكل خاص ومؤثر وسريع وواسع قد اسهمت في توجه الجناحين لتحويل حملاتهما الاعلامية ضد الاحتلال الامريكي والحكومة التي يرونها تمثل الاحتلال وما زالت ترفض القبول بحزب البعث، ويبدو ان توجه الحكومة ضد نشاط حزب البعث خلال العمليات الامنية قد اضعف بعض نشاطه لكنه لم ينه هذا النشاط كما يؤكد البعثيون وبياناتهم التي تشير دائما الي القيام باعمال مسلحة ضد الاحتلال والحكومة.
ويمكن قراءة الوضع الداخلي للحزب علي اساس ان التقارير بين الجناحين ما زال صعبا، خاصة وان مؤتمرا موحدا لهم لم يعقد حتي الان، فيما القراءة خارج اطار الحزب، تشير الي انهما ما زالا يمتزجان بالرؤي ازاء الاحتلال الامريكي والحكومة، لكن من الصعب توحيد الاليات بينهما، فجناح الدوري يؤكد انه تمكن من توحيد 22 فصيلا مسلحا تحت رايته، فيما لم يشر جناح الاحمد الي فصائله المسلحة ويبقي موضوعها سريا، بينما برز في جناح الدوري فصيل مسلح باسم (جيش الطريقة النقشبندية) واعلان قيامه بعدة عمليات مسلحة منذ اعلان تأسيسه اواخر عام 2006، وفق بياناته التي ينشرها في موقعه.
ويري مراقبون ان هذا الجيش هو الان ذراع مهمة بيد الدوري، فيما لم يشر جناح الاحمد الي فصائله المسلحة رغم تاكيدات بانها تبلغ 15 فصيلا تعمل في العراق جنوبا وشمالا، وهذا ما يعني ان الجناحين يعتمدان الفعل العسكري للتعبير عن نفسيهما، ويرفضان التحاور، فيما كانت اخبار تسربت عن نوايا تفاوض كان قد بدأها بوساطته رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي، الا ان جناح الدوري رفض اعتبار من تفاوضوا من المحسوبين عليه، بينما لم يتبن جناح الاحمد تلك المفاوضات ورفضها رفضا قاطعا، وبذلك فشلت اول فرصة للحوار مع الجانب الامريكي، دون ان يتمكن الحزب حتي من التعبير عن مطالبه، حيث يري بعض المراقبين ان ذلك كان يمكن ان يكون فرصة لكي يقول الحزب ما يريد ويعلن عن مواقفه. غير ان الاهم في التطورات الاخيرة ان بعض الفصائل المسلحة التي كان ينتمي بعض اعضائها الي الحزب قد شهدت مؤخرا هجمات اعلامية من جناح الدوري، خاصة ان تلك الفصائل اكثرها من قادة القوات المسلحة العراقية زمن نظام الرئيس السابق صدام حسين، ما يشير الي ان توحيد الفصائل الـ 22 رافقه عدم اعتراف بفصائل اخري، ما جعل فعل المعارضة السياسية والعسكرية يتراجع، بدل ان يتوحد.
ويبدو ان العمليات الامنية الاخيرة في الموصل لقيت رفضا واسعا واستنكارا من الحزب، ما يشير الي احتمال ان يكون جناحا الحزب قد تعرضا لهجمات واعتقال اعضاء منه خلال تلك العمليات ما يعني ان هناك تغييرا سيكون في الخطط المقبلة، خاصة وان عددا كبيرا من ضباط الجيش السابق بدأوا يعودون للخدمة بعد دعوة الحكومة وغالبيتهم من البعثيين، اضافة الي مساع لإعادة ضباط آخرين في اطار مباحثات يجريها عدد من قادة الجيش السابق.