فصول ( العلم ) الأربعة
صفحة 1 من اصل 1
فصول ( العلم ) الأربعة
فصول ( العلم ) الأربعة ـ 25/05/2008
جلست الحاجة عائشة عند الظهيرة أمام عتبة بيتها ، ترقب عودة حفيدها امجد من المدرسة.. وامجد ابن السابعة ،هو ابن ولدها الشهيد احمد والذي طالما انتظرت عودته من العمل عند المغيب..
وصل امجد إلى الحارة ، فاستبشرت الجدة خيراً ووقفت تجر أطرافها لتتلقفه بيديها المرتجفتين، تضمه إلى صدرها وتطبع على جبينه قبلة اللقاء.
- جدتي ..جدتي ! لقد تعلمنا اليوم عن فصول السنة.
- رائع يا امجد ، بعد الغداء سأحكي لك حكاية الفصول في بلادنا... ما اجملها من فصول! وما أجمل الوانها...
- الوانها؟ ( رد امجد بدهشة)
- نعم يا امجد ، الم يخبركم المعلم بأن علمنا حكناه من الوان فصولنا؟
ازداد شوق امجد لسماع الحكاية ، وانفرجت اساريره ، وأخذ يردد:
- لا .. لا يا جدتي ! لن اتناول الغداء حتى تحكي لي الحكايه .. بالله عليك !
ابتسمت الحاجة عائشة ، وعادت تجلس امام عتبة البيت ترنو بعينيها نحو العلم الذي يرفرف فوق سطح بيتها، وجلس امجد في حجرها ينظر إلى جدته بشوق وترقب :
- لون علمنا الأبيض يا امجد ! رسمناه من شتاء بلادنا...فالثلوج البيضاء الناصعة تزيّن جبال الوطن، وتكسو الروابي والبيوت ! الم تر كيف تلبس قدسنا الحبيبة في الشتاء حليتها البيضاء كالعروس يوم زفافها؟
توقفت الحاجة عائشة هنيهة عن الكلام ، لقد تذكرت احمد ابنها الشهيد .. والذي كان يلبس قميصاً ابيضاً يوم استشهاده .. وكأنه القدس الطاهرة يوم زفافها..
مسحت عينيها الدامعتين وقالت:
- اللون الأخضر يا ابن الشهيد ! هو لون الربيع ، لون السهول والجبال، لون الحقول والتلال ، ما أجملك ! وما ابهاك يا فلسطيننا الخضراء !!يوم أن نذرنا أنفسنا أن نبنيك ، ونحرس روابيك.
تنفست الحاجة الصعداء، وكأنها تلفظ أمجاد السنين وتابعت حكايتها:
-اما اللون الأسود يا " ولدي" ! فهذا فصل الخريف ،لون هجرة الطيور وفراقها يوم " تنزح" الأوراق عن اماتها الأشجار ... تتلاعب بها الرياح الهوجاء.
انهمرت الدموع ثانية من عيني الجدة ..
فبالأمس نزح اهلها للغربة ، وشرد قومها وابعدوا عن بيوتهم، لكنها سرعان ما اخفت دموعها عن حفيدها .. وقالت:
- اللون الأحمر يا امجد ! هو لون الصيف ولهيبه ، موسم الحصاد والبيدر .. موسم العنب وليالي السمر.
وهنا قاطعها امجد قائلاً :
- سبحان الله يا جدتي ... فقد استشهد ابي في الصيف .. حينما كان يعمل في البيدر ، لن انسى دمه الأحمر الزكي الذي روى التراب ..
لم تستطع الحاجة عائشة هذه المرة ان تخفي دموعها .. فضمت حفيدها إلى صدرها بشدة ، تمسح رأسه بيمينها ، وتقبل جبينه بحنين وشوق.
- هيا يا امجد إلى الغداء ! ولا تنس ان تحكي الحكاية لجميع الأولاد !!
قام احمد من حضن جدته ودخلا إلى البيت ، أغلقت الجدة الباب خلفهما ، والعلم يخفق فوق سطح البيت بألوانه الأربعة الزاهية.
جلست الحاجة عائشة عند الظهيرة أمام عتبة بيتها ، ترقب عودة حفيدها امجد من المدرسة.. وامجد ابن السابعة ،هو ابن ولدها الشهيد احمد والذي طالما انتظرت عودته من العمل عند المغيب..
وصل امجد إلى الحارة ، فاستبشرت الجدة خيراً ووقفت تجر أطرافها لتتلقفه بيديها المرتجفتين، تضمه إلى صدرها وتطبع على جبينه قبلة اللقاء.
- جدتي ..جدتي ! لقد تعلمنا اليوم عن فصول السنة.
- رائع يا امجد ، بعد الغداء سأحكي لك حكاية الفصول في بلادنا... ما اجملها من فصول! وما أجمل الوانها...
- الوانها؟ ( رد امجد بدهشة)
- نعم يا امجد ، الم يخبركم المعلم بأن علمنا حكناه من الوان فصولنا؟
ازداد شوق امجد لسماع الحكاية ، وانفرجت اساريره ، وأخذ يردد:
- لا .. لا يا جدتي ! لن اتناول الغداء حتى تحكي لي الحكايه .. بالله عليك !
ابتسمت الحاجة عائشة ، وعادت تجلس امام عتبة البيت ترنو بعينيها نحو العلم الذي يرفرف فوق سطح بيتها، وجلس امجد في حجرها ينظر إلى جدته بشوق وترقب :
- لون علمنا الأبيض يا امجد ! رسمناه من شتاء بلادنا...فالثلوج البيضاء الناصعة تزيّن جبال الوطن، وتكسو الروابي والبيوت ! الم تر كيف تلبس قدسنا الحبيبة في الشتاء حليتها البيضاء كالعروس يوم زفافها؟
توقفت الحاجة عائشة هنيهة عن الكلام ، لقد تذكرت احمد ابنها الشهيد .. والذي كان يلبس قميصاً ابيضاً يوم استشهاده .. وكأنه القدس الطاهرة يوم زفافها..
مسحت عينيها الدامعتين وقالت:
- اللون الأخضر يا ابن الشهيد ! هو لون الربيع ، لون السهول والجبال، لون الحقول والتلال ، ما أجملك ! وما ابهاك يا فلسطيننا الخضراء !!يوم أن نذرنا أنفسنا أن نبنيك ، ونحرس روابيك.
تنفست الحاجة الصعداء، وكأنها تلفظ أمجاد السنين وتابعت حكايتها:
-اما اللون الأسود يا " ولدي" ! فهذا فصل الخريف ،لون هجرة الطيور وفراقها يوم " تنزح" الأوراق عن اماتها الأشجار ... تتلاعب بها الرياح الهوجاء.
انهمرت الدموع ثانية من عيني الجدة ..
فبالأمس نزح اهلها للغربة ، وشرد قومها وابعدوا عن بيوتهم، لكنها سرعان ما اخفت دموعها عن حفيدها .. وقالت:
- اللون الأحمر يا امجد ! هو لون الصيف ولهيبه ، موسم الحصاد والبيدر .. موسم العنب وليالي السمر.
وهنا قاطعها امجد قائلاً :
- سبحان الله يا جدتي ... فقد استشهد ابي في الصيف .. حينما كان يعمل في البيدر ، لن انسى دمه الأحمر الزكي الذي روى التراب ..
لم تستطع الحاجة عائشة هذه المرة ان تخفي دموعها .. فضمت حفيدها إلى صدرها بشدة ، تمسح رأسه بيمينها ، وتقبل جبينه بحنين وشوق.
- هيا يا امجد إلى الغداء ! ولا تنس ان تحكي الحكاية لجميع الأولاد !!
قام احمد من حضن جدته ودخلا إلى البيت ، أغلقت الجدة الباب خلفهما ، والعلم يخفق فوق سطح البيت بألوانه الأربعة الزاهية.
صقر السياسة- عضو محترف
- {الجـنــس} :
{الإقــامـة} :
{آلـعـمـــر} : 37
{آلمسـآهمـات} : 3756
{تآريخ آلتسجيل} : 18/02/2008
{العــمــل} : عروبي يكشف الحقائق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2021-01-27, 6:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» معلومات قبل شراء كاميرات المراقبة
2021-01-14, 6:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» انظمة الصوتيات والاذاعه الداخلية
2020-12-28, 9:33 pm من طرف مازن محمد خالد
» لسه مركبتش كاميرات مراقبة ادخل والحق العروض
2020-12-05, 11:12 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل كاميرات مراقبة VACRON
2020-11-07, 8:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» سنترالات باناسونيك وعروضها
2020-10-20, 5:00 pm من طرف مازن محمد خالد
» كاميرات المراقبة المنزلية /اسعار كاميرات المراقبة المنزلية
2020-10-07, 7:18 pm من طرف مازن محمد خالد
» احدث انواع وماركات كاميرات المراقبة
2020-09-10, 7:47 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل العروض علي اسعار كاميرات المراقبة
2020-08-13, 7:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» شركة تركيب كاميرات مراقبة باقل الاسعار
2020-07-13, 8:12 pm من طرف مازن محمد خالد