هل يجرؤ نظام دمشق على عقد السلام ؟
صفحة 1 من اصل 1
هل يجرؤ نظام دمشق على عقد السلام ؟
تسارع الأنباء حول تفعيل الوساطة التركية لإنجاز السلام بين إسرائيل و النظام السوري ليس بألأمر الجديد و لا المفاجيء أو المثير.
بل أن النظام السوري وهو يعيش إيقاعات أزماته الداخلية لم يكن يوما ما يمتلك من الجدية أو الخطط و البرامج السياسية و العسكرية التي تؤهله لتحريك حالة اللاحرب و اللاسلم مع إسرائيل و القائمة منذ نهاية حرب أكتوبر عام 1973 و خطوات فك الإشتباك التي تبعتها و توجت فيما بعد بصراع دموي قوي على السلطة بين النظام و المعارضة أولا ثم بين أقطاب النظام ذاته ! .
و نظام دمشق الذي يعيش على الدوام في ثنايا الأزمات الإقليمية و التعيش عليها كان يعلم جيدا بأن قدرته على الحرب محدودة للغاية ، بل أن اللجوء للحرب فيه من المغامرة الشيء الكثير على صعيد إستمرارية النظام ذاته و هو نظام مخنوق بالأزمات بل و صانع لها .
و حيث ظلت حالة الحرب القائمة لفظيا مع إسرائيل إحدى أهم الأدوات الإعلامية و التعبوية للنظام الذي كانت أدبياته السياسية و أطروحاته الإعلامية تركز على حكاية ( الصمود و التصدي )!! و على النظام الصامد بوجه الأعاصير !! و على الإستعداد الدائم لمعركة المصير الواحد التي لن تحدث أبدا إلا على صفحات صحيفتي ( الثورة ) و ( البعث ).. و كذلك صحيفة ( تشرين )! .
و رغم سنوات الأزمة العنيفة التي عاشها الشرق الأوسط منذ منتصف السبعينيات و التي شهدت تطور و إنفجار الأوضاع في لبنان و الإحتلال الإسرائيلي لبيروت في صيف 1982 و التطورات الهائلة التي حدثت في العالم بعد الحروب الإقليمية العنيفة كالحرب العراقية / الإيرانية أو حرب الكويت الأولى ( تحرير الكويت ) عام 1991 ثم حرب ( حرية العراق ) عام 2003 فإن الجبهة السورية مع إسرائيل كانت من أهدأ الجبهات و أشدها راحة و إستقرار لمنتسبي ( جيش الدفاع الإسرائيلي ) الذين لم يواجهوا أية مقاومة عسكرية سورية لآماد طويلة حتى أن السلام الموعود قد تحقق فعليا وواقعيا رغم عدم التوقيع عليه رسميا !!.
فلا شيء خطر على جبهة الجولان أبدا خصوصا و أن نظام دمشق قد حرص غاية الحرص على نقل معاركه للعمق اللبناني أو العراقي بينما إبتعد و لو رمزيا عن جبهة الجولان التي تركها وديعة للمساومات! منذ وديعة رابين الشهيرة عام 1994 مرورا بالمفاوضات المباشرة تحت الرعاية الأمريكية المباشرة أيام الرئيس كلينتون عام 1999 بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ووزير الحرب الحالي إيهود باراك و بين نائب الرئيس السوري فاروق الشرع!! وهي مفاوضات توقفت واقعيا و لكنها الأساس لأية إتفاقات أو تفاهمات مستقبلية ، و بدون شك فإن الوساطة التركية لم تأت من فراغ بل كانت إستكمالا لخطوات واسعة سابقة و تحدد تجددها حاليا مع الأزمات العنيفة التي تمر بها الحكومة الإسرائيلية في ظل الموقف القانوني المحرج لرئيسها السيد إيهود أولمرت و الإتهامات المثارة حوله بالرشوة و التي قد تطيح به في نهاية المطاف!.
أما النظام السوري فهو يهرب من إستحقاقات ملفات التورط الكبيرة في دعم الإرهاب في لبنان و العراق و تخلصا من مأزق المحكمة الدولية و توخيا لتحقيق شروط و مطالب و تنازلات مهمة للغاية من الغرب من أجل تعويم النظام الذي لا زال يحتفظ بأوراق ستراتيجية مهمة من جهة ملف حزب الله اللبناني و إمتداداته الستراتيجية مع إيران و التي يلعب بورقتها النظام السوري لعبة مقامرة إقليمية و دولية كبرى ، المشكلة أن النظام السوري بصرف النظر عن الحقائق الستراتيجية لا يريد لحالة السلم الإقليمي الشامل أن تحل و لا يرغب في نهاية طبيعية لحالة الحرب مع إسرائيل و العودة لحدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 لأن ذلك يعني أساسا مواجهة الواقع المحلي المعقد! و لكونه سيعاني من حالة الصدمة و الفراغ لأن أجندته و تفكيره و مؤسساته ليست متكيفة مع أحوال السلام أبدا بل أنه تعايش مع ملفات التوتر و الأزمات.
فالسلام سيفضح أمورا كثيرة و سيعجل في نهاية النظام المفلس وهو خيار غير مرغوب أبدا ، و تلك الحقيقة تجعل من إحتمال التوصل لحل سلمي ينهي الحرب بين دمشق و إسرائيل بمثابة حلم مفقود ما زال الطريق صعبا إليه رغم كل الوعود الوردية و الأنباء الساخنة ، لن يجرؤ نظام دمشق على السلام أبدا... إننا لا نراهن بل نؤكد واقعا ملموسا و معروفا لكل من يعرف بنية الأنظمة الفاشية المهزومة.
صقر السياسة- عضو محترف
- {الجـنــس} :
{الإقــامـة} :
{آلـعـمـــر} : 37
{آلمسـآهمـات} : 3756
{تآريخ آلتسجيل} : 18/02/2008
{العــمــل} : عروبي يكشف الحقائق
مواضيع مماثلة
» نظام ادارة المستندات|ادارة|نظام|الاوائل الوطنية|الكويت
» لمن يجرؤ فقط !
» مئتمر دمشق بنتائجه
» نظام جديد لملاحقة المطاردين عن طريق البصمة
» اليوم: انطلاق أعمال القمة في دمشق --- 29-3-2008
» لمن يجرؤ فقط !
» مئتمر دمشق بنتائجه
» نظام جديد لملاحقة المطاردين عن طريق البصمة
» اليوم: انطلاق أعمال القمة في دمشق --- 29-3-2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2021-01-27, 6:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» معلومات قبل شراء كاميرات المراقبة
2021-01-14, 6:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» انظمة الصوتيات والاذاعه الداخلية
2020-12-28, 9:33 pm من طرف مازن محمد خالد
» لسه مركبتش كاميرات مراقبة ادخل والحق العروض
2020-12-05, 11:12 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل كاميرات مراقبة VACRON
2020-11-07, 8:20 pm من طرف مازن محمد خالد
» سنترالات باناسونيك وعروضها
2020-10-20, 5:00 pm من طرف مازن محمد خالد
» كاميرات المراقبة المنزلية /اسعار كاميرات المراقبة المنزلية
2020-10-07, 7:18 pm من طرف مازن محمد خالد
» احدث انواع وماركات كاميرات المراقبة
2020-09-10, 7:47 pm من طرف مازن محمد خالد
» افضل العروض علي اسعار كاميرات المراقبة
2020-08-13, 7:48 pm من طرف مازن محمد خالد
» شركة تركيب كاميرات مراقبة باقل الاسعار
2020-07-13, 8:12 pm من طرف مازن محمد خالد