منتديات قفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الانتصار للرسول وللقرآن بالعقل (1)

اذهب الى الأسفل

447 الانتصار للرسول وللقرآن بالعقل (1)

مُساهمة من طرف جهادي 2008-04-21, 12:04 am

http://faculty.ksu.edu.sa/abukhalaf/Pages/nsra.aspx


الانتصار للرسول وللقرآن ... بالعقل (1)


عزيز محمد أبو خلف
amkhalaf@ksu.edu.sa
21 ربيع الأول 1429 هـ، 29/3/2008 مـ



الاستهزاء حسرة ونقصان في العقل

الاستهزاء بالرسل يدعو إلى الحسرة على المستهزئين، وهو مؤشر على نقصان العقل أو انعدامه، وذلك بحسب مفهوم القرآن للعقل، فقد بين لنا ان هؤلاء المستهزئين لا يدركون عاقبة من سبقهم ممن فعل نفس فعلتهم، ثم يوم القيامة يعترفون جميعاً بنقصان عقلهم، فقالوا: (لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير). أيضاً الاستهزاء بالرسول محمد عليه السلام وبالقرآن مؤشر خطير على ضعف المسلمين واستقواء غيرهم، وليس يكمن هذا الضعف في قوة المسلمين وحسب بل وفي تطبيقهم لما أتاهم به الرسول وعنايتهم به. والمسلمون على الرغم من ان أكثر ما يجيدون من الإسلام هو العبادات، فإنهم سرعان ما تستفزهم مثل هذه الأفعال القبيحة. وهذا راجع إلى قوة مفاهيم الأعماق التي نشأوا عليها، لكنهم ينسون انهم أول من انتقص قدر الرسول بتفريطهم بالإرث العظيم الذي ورثوه عنه. فلا تعجب ممن ينتفض ويزمجر إذا ما سبّ أحدٌ الدين أو الرسول أو استهزأ به، في الوقت الذي تجد فيه هذا المنتفض المزمجر يعاقر الخمر في البار أو يزني في بيت للدعارة!

ان الاستهزاء بالرسل ظاهرة كونية ما توقفت يوماً ولن تتوقف، ولو حصل ذلك وتبعه استجابة للرسل لما كانت حاجة لجهنم. والتصدي لهذا الاستهزاء والاستخفاف ما توقف ولن يتوقف، فتلك سُنّة الحياة، لكنه يختلف في حال القوة عنه في حال الضعف. لقد وصلت هذه الأمة من الضعف مرتبة الأيتام على مأدبة اللئام، فهي مسلوبة الإرادة، مسلوبة الكرامة، عيالها جياع وخيراتها تستنزف. فهل نظل نندب حظنا؟ ان أفضل رد على الاحتقارات المتكررة لهذه الأمة هو ان ينكب أبناؤها النجباء على المراجعة الذاتية الداخلية، وغربلة فكرهم السابق، واستكشاف ما لم يكشفه السابقون، في محاولة للاستنهاض ورد الهيبة والكرامة. ذلك هو السبيل للاستنهاض: تنقيح للأصيل، وغربلة للدخيل، وتطبيق توافقي متطور.



من نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره

المشكلة تكمن فينا من الداخل وللمؤامرات نصيب وافر، لكن الضعف الداخلي هو العلة الكبرى، وقد انعكس ذلك على طريقة التفكير التي ركزت مئات السنين على أمور غيبية. لماذا نصر على ان نكون مثل الجمل لا يرى سنامه؟ لماذا ينطبق علينا المثل القائل: من نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره؟ هذا العصر الذي نعيش فيه هو عصر الثورة العلمية، عصر العقل والتفكير والإبداع وتكنولوجيا المعلومات. ماذا فعلنا نحن على مر التاريخ لخدمة العقل وماذا فعلنا الآن؟ إذا كان هناك إنتاج فكري تتميز به هذه الأمة فهو الفقه وما نشأ من علوم مصاحبة له، في الأصول واللغة والحديث وغير ذلك، وهو إرث أصيل أصالي يحق لنا ان نفتخر به بحق وحقيقة. أما الفكر الموازي والمتمثل في الفلسفة وعلم الكلام والتصوف الكشفي، فليس يمثل فكر الأمة، وليس يعكس واقع الدين العالمي الذي يخاطب الناس جميعاً بكل طرق وأشكال التفكير.


هذا الفكر الموازي قام على التأملات والخيالات واشتغل على اليقين؛ فالفلسفة كانت تسعى للحصول على معلومات يقينية كلية عن الوجود بشكل مستقل عن الدين، وعلم الكلام اتبع نفس الطريقة لكن خدمةً للدين بحسب ظنه، والتصوف الكشفي رفض العقل واعتمد التجليات الروحية طريقاً لتحصيل المعلومات. فماذا فعل هذا الفكر للأمة وللعالم؟ لقد استنزف هذا الفكر جهود الأمة قروناً طويلة، وهو يبحث في أمور غير واقعية لتحصيل الحقيقة المطلقة المبنية على اليقين. وإذا ما قارنا ذلك بالتطورات الحديثة لاحظنا الفرق، فالعلم المعاصر لا يدعي اليقين، بل هو قائم على الاحتمال، فانظر ماذا فعل لأهله وللعالم!




ألم يشتغل المسلمون بالعقل؟

ولكن ماذا عن الفلاسفة كالفارابي وابن سينا وابن رشد، والمعتزلة والأشاعرة وفلاسفة الصوفية، وابن النفيس وابن الهيثم والرازي وغيرهم، ألم يشتغلوا بالعقل والعلم؟ وماذا عن الحركة الإصلاحية الحديثة مع محمد عبده، و وجماعة النبهانيين، والمعتزلة الجدد، وهؤلاء لطالما تحدثوا عن العقل؟ صحيح ان هؤلاء اشتغلوا بالعقل، لكن كل على طريقته في فهمه للعقل، وبحسب معتقداته. فالفلاسفة اشتغلوا على أفكار الفلسفة اليونانية وخلطوها بالأساطير، والعقل عندهم من طبيعة روحية لا يصلها إلا الفيلسوف، فهو خيالي لا وجود له. والمعتزلة جماعة ظهرت في القرن الثاني الهجري، اعتزلوا التيار الديني السائد وجعلوا تفكيرهم هو المرجعية للدين والحياة، والعقل عندهم قوانين فطرية ينطلقون منها للتفكير. والأشاعرة جماعة أسسها مفكر معتزلي هو أبو الحسن الأشعري، اعتزل المعتزلة وانشق عنهم، وأعاد الاعتبار للتيار الديني، وقال ان المرجعية للشرع لا للعقل، ثم اختلفوا بعد ذلك. والفلسفة الصوفية ترى ان العقل لا قدرة له على تحصيل المعرفة، والتي لا يمكن تحصيلها إلا بالكشف الصوفي الذي يغوص فيما وراء الوجود، والأشياء كلها بما فيها العقل هي من تجليات الرب.


لا يقتصر الأمر على هؤلاء، فكل مفكر كان يتأمل ويتوصل إلى فكرة جديدة كان يشكل مذهباً وفرقة جديدة تسمى باسمه، حتى عجت الأمة بالفرق الفكرية من هذا النوع، وكانت الفرقة من هؤلاء تتسلط فكرياً على غيرها إذا ما سنحت لها الفرصة وتسلمت زمام الحكم.

أما التطورات العلمية التي قام بها علماء عباقرة فقد كان يمكن لها ان تغير مجرى التاريخ، لولا ذلك الفكر الموازي الذي كان مسيطراً على الأمة، والذي كان يشكل عقبة كؤود في وجه أي أفكار جديدة. ناهيك عن التعظيم العجيب للفكر اليوناني، لا سيما المنطق الأرسطي، والذي ساهم في ترسيخه كثير من الفلاسفة وعلماء الدين كالغزالي والرازي وغيرهم. فما الذي حال دون تطوير المنطق الأرسطي مثلاً، وقد رأينا ماذا حل لهذا المنطق في العصر الحديث، وما نتج من أنواع جديدة من المنطق وجدت طريقها إلى التطبيق الفعلي في مجالات الحاسوب وغيرها، ومنها منطق الضباب الذي لا يعترف بيقينية المنطق التقليدي.

وأما بالنسبة للمعاصرين الذين اهتموا بالعقل، فالحركة الإصلاحية حاولت استرجاع فكر المعتزلة والفلسفة القديمة مع الأخذ بالعلوم المعاصرة. وأما النبهانيين (أتباع تقي الدين النبهاني التحريري) فقد بنوا مفهومهم للعقل على مفهوم فلسفة كانط النقدية وما يقوله علم النفس من القدرات الدماغية، مع انهم يرون ان علم النفس لا يصح ان يطلق عليه اسم العلم! وأما المعتزلة الجدد فقد تبنوا فكر النبهانيين، مع تعديل تمثل في استبدال عقيدتهم بعقيدة المعتزلة القدماء. هناك من الاشاعرة من لا يزال يتمسك بمنطق ارسطو ومفاهيم الكلام القديمة حول الذرة الخيالية (الجوهر الفرد) وغير ذلك من الأفكار. أما بقية الجماعات فهي على مفهو العقل بحسب التيار الفقهي الأصيل، وهو انه علم وعمل والتزام بالصراط المستقيم. وهكذا نرى ان مفهوم العقل في الفكر الموازي دخيل مثله، فهو من طبيعة روحية، أو هو قوة للنفس، أو هو كانطي مع التيارات المعاصرة. لا بد من مراجعة هذه الأفكار بالإفادة والتعديل والطرح، مع التطور بالأصيل والمستجد بما يتناسب مع عالمية الإسلام، ولن تقوم لنا قائمة بغير هذا
جهادي
جهادي
:: شخصية مهمة ::
:: شخصية مهمة ::

{الجـنــس} : ذكر
{الإقــامـة} : الانتصار للرسول وللقرآن بالعقل (1) Wdi41410
{آلـعـمـــر} : 32
{آلمسـآهمـات} : 755
{تآريخ آلتسجيل} : 04/02/2008
{العــمــل} : طالب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى