منتديات قفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تمكين المرأة

اذهب الى الأسفل

114 تمكين المرأة

مُساهمة من طرف صقر السياسة 2008-03-09, 1:46 pm

تمكين المرأة: ...فرصة وتحد

السبت مارس 8 2008 - كارين ابو زيد
يعتبر اليوم العالمي للمرأة مناسبة من اجل اظهار الدور الرئيسي الذي تلعبه المرأة في مختلف المجتمعات والبلدان، وهو مناسبة للاعتراف وللاحتفال بالمساهمة القيمة التي تقدمها المرأة اينما وجدت من اجل رفاه وتماسك وتقدم المجتمع الانساني. ان المكانة الفريدة للمرأة تحتل اهمية كبرى في الاوقات الحرجة واوقات الطوارىء.
وخلال سنوات عملي مع اللاجئين في مختلف القارات، شاهدت مرات عديدة كيف كانت المجتمعات التي تعاني من الازمات تعتمد لبقائها وانتعاشها على القوة الداخلية والمرونة والروح الابداعية للمرأة. وبغض النظر عن درجة البؤس ، فحيثما كان هنالك جدات وامهات واخوات وعمات وخالات فانه يوجد دائما ايمان راسخ، حتى ولو انه ايمان صامت، بأن تلك الاوقات العصيبة سيتم تجاوزها وبأنه في يوم من الايام ستعود الامور الى طبيعتها.
ولقد كان لعملي مع اللاجئين الفلسطينيين في الاردن وسورية ولبنان وغزة والضفة الغربية اثر في تأكيد احترامي للدور الذي تلعبه المرأة بوصفها راعية للقوة والبقاء وعمليات تجديد المجتمعات التي ترزح تحت وطأة الضغط وذلك من خلال عملها كقوة فاعلة في تحقيق التماسك العائلي والمجتمعي، واليوم واكثر من اي وقت مضى، تعمل المرأة على حبك الخيوط التي تشكل »النسيج الاجتماعي« لمجتمعها وذلك من خلال السعي وراء فرص جديدة في التعليم والتوظيف ودفع حقوقها المدنية قدما والعمل على خلق دور اكثر قوة وعدالة لنفسها داخل المجتمع الفلسطيني.
وفي الوقت الذي تحتفل فيه الامم المتحدة باليوم العالمي للمرأة وتطلق حملة من اجل انهاء العنف ضد المرأة في كافة انحاء العالم، فانه من الضروري جدا ان تكون المعايير الدولية للمساواة وعدم التمييز وتساوي الفرص وحماية المرأة تنعكس بشكل حقيقي في المجتمعات الفلسطينية. ان الارقام التي تبينها الاحصائيات العالمية مروعة، وحسب تقديرات الامم المتحدة، هنالك امرأة واحدة على الاقل من بين كل ثلاث نساء في العالم تتعرض لاحتمال الضرب والاكراه على ممارسة الجنس او التعرض للاساءة بأي شكل من الاشكال خلال حياتها.
ولا يتوجب على اللاجئات الفلسطينيات ان يتعرضن لتلك الاشكال من الاساءة في بيوتهن واماكن عملهن بالاضافة الى المعاناة التي يعشنها في المنفى منذ ستون عاما علاوة على الصعوبات الوحشية للاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي غزة حيث تواجه المرأة تحديات جديدة تنبع من داخل مجتمعاتها التي تعتبر اليوم واكثر من اي وقت مضى مجتمعات محافظة، توجد هنالك رغبة لاحداث تغير ايجابي وتصميم راسخ لتحقيق ذلك التغير. ان برنامج »المساواة على ارض الواقع« الذي اطلقته وتنفذه الاونروا مصمم من اجل دعم ومساندة النساء واللاجئات الفلسطينيات لتحقيق رغبتهن بالتمكين والمساواة والكرامة والحرية، واعني بذلك حرية التحرر من العنف والاساءة علاوة على حرية التعبير عن انفسهن وتحقيق احلامهن.
وبموجب برنامج »المساواة على ارض الواقع«، تقوم الاونروا، جنباً الى جنب مع شركاتها من المنظمات غير الحكومية، بتزويد اللاجئات الفلسطينيات بفرص للحصول على التعليم والتدريب وتأسيس المشروعات التجارية الصغيرة، وبالتالي توسيع الافاق المتاحة لهن وتعزيز احتمالات حصولهن على فرص توظيف مجزية، ويوجد الان برنامج لتعزيز النقاش البناء داخل المجتمع حول الكلفة التي ينطوي عليها النزاع الداخلي للفصائل وحول دور المرأة في حل ذلك النزاع.
ومن خلال تلك النشاطات، علاوة على العمل الذي تقوم به مجموعات المرأة ومراكز البرامج النسائية في مخيمات الاردن وسورية ولبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة، فإن المرأة تقوم بخطوات واسعة تجاه بناء مجتمعات قوية وشاملة تسود فيها قيم مشتركة وتقل فيها حالات عدم المساواة وتتضمن ادواراً تقليدية للنوع الاجتماعي تم تكييفها، اننا نحاول ان نقوم بتعزيز منظمات المرأة على المستوى لاشعبي لمساعدتها في تحقيق مساواة حقيقية في عملية صنع القرار على اعلى المستويات.
ان بعض المجموعات مثل الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية »والذي يعتبر مظلة التمثيل النسائي داخل منظمة التحرير الفلسطينية« تضمن الحضور النسائي على الساحة السياسية حيث يمكن ان يتم التعريف بحاجات وحقوق النساء والشابات ومعالجة تلك الحاجات، الامر الذي يعمل على احداث التغييرات التشريعية، سواء المتعلقة منها بقانون الانتخاب او الحقوق القانونية او قوانين وانظمة مكان العمل. انني احيي تلك المبادرات وارحب بالانجازات التي قمن بتحقيقها.
وتقليدياً، فإن عبء العثور على سبل من اجل اطعام وكسوة وتعليم الاطفال ملقى على كاهل المرأة، وحيث ان مستويات البطالة آخذة بالارتفاع في مختلف ارجاء الاراضي الفلسطينية المحتلة، فقد اصبحت المرأة تقدم تضحيات من اجل اطعام عائلتها، وتجوع فيه الامهات من اجل ان يشبع اطفالها.
وداخل العائلة نفسها، تعمل المرأة على تعزيز النمو العاطفي والاجتماعي والفكري والشخصي لاطفالها، فهي تغرس القيم الاجتماعية في نفوس اطفالها، تلك القيم التي تشكل المجتمع المدني. وفي الوقت الذي يضطلع فيه الرجال بمسؤولية صنع القرار، تقوم الام في احيان كثيرة بالدفاع عن مصالح بناتها من خلال الحصول على تعليم نظامي والذهاب الى الجامعة والعمل خارج المنزل. ان ادراك قيمة تعليم الاناث قد اصبح آخذاً بالازدياد بين اوساط الفلسطينيين، ويمكن رؤية ذلك من خلال الارقام، حيث انه في الاراضي الفلسطينية المحتلة هنالك الالاف من النساء الفلسطينيات الشابات يلتحقن بالجامعة وينوين العمل على استغلال مؤهلاتهن في البحث عن وظائف كانت في السابق حكراً على الرجل.
ومع ذلك، فما الذي يمكن ان يتم تحقيقه لو كان الوضع مختلفا؟ لو لم يتم منع المرأة من السفر لتلقي العلم، ولو لم تكن الكهرباء التي تنير درب مجموعات التركيز متقطعة، وتحسنت التوجهات الاجتماعية تجاه المساواة والعدل للمرأة، وتوفرت الموارد المالية بشكل كاف لتلك المبادرات؟ ان السلام وحقوق الانسان التي يتم احترامها علاوة على تحقيق تنمية ذات معنى كلها امور تتطلب حضوراً فاعلاً للمرأة.
ومن المستحيل القيام بفصل النضال من اجل انهاء الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني عن النضال من اجل الحصول على حقوق متساوية لكافة شرائح المجتمع. ان هذين النضالين يتطلبان جهداً بارزاً من جانب الجميع، رجالاً ونساء على حد سواء، من خلال العمل سوياً للتغلب على العقبات المتأصلة في واقع حياة اللاجئين، الا انه جهد تقوم المرأة الفلسطينية في كل مكان بتحقيقه على الرغم من ذلك بشجاعة وتصميم، وهو يلقى نجاحاً متزايداً.
كارين ابو زيد
المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
صقر السياسة
صقر السياسة
عضو محترف
عضو محترف

{الجـنــس} : ذكر
{الإقــامـة} : تمكين المرأة Myn41910
{آلـعـمـــر} : 37
{آلمسـآهمـات} : 3756
{تآريخ آلتسجيل} : 18/02/2008
{العــمــل} : عروبي يكشف الحقائق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى