منتديات قفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مؤتمرات القمة أصبحت تجلب المضار أكثر مما تحقق المنافع

اذهب الى الأسفل

مؤتمرات القمة أصبحت تجلب المضار أكثر مما تحقق المنافع Empty مؤتمرات القمة أصبحت تجلب المضار أكثر مما تحقق المنافع

مُساهمة من طرف luai 2008-03-20, 3:17 am

مؤتمرات القمة أصبحت تجلب المضار أكثر مما تحقق المنافع






اقترب موعد اجتماع مؤتمر القمة العربي المقرر في دمشق، وما زالت الحملات الإعلامية من العيار الثقيل توجه ضد سياسة البلد المضيف، وتعددت الآراء حول جدوي انعقاده، ما بين مؤيد ورافض ومتردد، في ظروف استثنائية تغيب فيها الإرادة العربية غيابا شبه كامل، وتحل محلها الهيمنة الأمريكية بتأثير شديد يفوق التصور، وصارت لها الغلبة، وقد تنجح في آخر لحظة وتمنع انعقادها في عاصمة الأمويين، وتعود إلي اقتراح استبدالها بمؤتمر استثنائي في شرم الشيخ، ومن جانبها تضغط السياسة السعودية بشدة لتلبية المطالب الأمريكية والشروط الصهيونية الموضوعة لعقدها، وامتطت الرياض ظهر السياسة المصرية، مستغلة قدرتها المالية، ومهارتها في الغواية، من أجل أن تصل إلي ما تبغي في تنفيذ ما أوكل إليها، وتحاول منع سورية من الوصول إلي رئاسة القمة العربية في دورتها القادمة، عقابا لها علي تحفظها تجاه أسلوب التعامل السعودي الأمريكي الصهيوني مع القضايا العربية، ومن الطبيعي أن ينتج عن هذا الشد والجذب توتر بالغ في علاقات السعودية وسورية، وقد كان الطرفان، علي مدي عقود، قادرين علي احتواء ما ينشأ بينهما من خلاف، وحصره في أضيق نطاق، وجاء اغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان، ليضع هذه العلاقات في مرجل لا يتوقف عن الغليان .
وظاهرة الخلاف حول جدوي اجتماعات القمة ليست جديدة، والجديد فيها هو ذلك المستوي من التردي، ووصوله إلي مرحلة الخطر علي الوجود العربي ومستقبله. فمن يدقق في الوضع يجد أن القرار العربي الراهن ليس سوي ترجمة للإملاءات الأمريكية، وتلبية للاحتياجات الصهونية، وفضلا عن غياب الأمل في إمكانية الخروج بمقررات مفيدة ونافعة من هذه القمة، فإن ما قد ينتج عنها، قد يجهز علي ما تبقي من علاقات شكلية وبروتوكولية، بين الدول والممالك والإمارات والمشيخات العربية، فمن المتوقع أن تصدر قرارات تشرعن لحرب أخري، في منطقة هدتها الحروب، ودمرتها دورات الدمار المنظم والممنهج، وهي في غني عن هذا، وقد تجد قمة دمشق من يجعلها أشبه بقمة القاهرة 1990، التي استدعت الإدارة الأمريكية للتدخل، وصادرت علي حل عربي، كان قد لاح في الأفق، ولعب حسني مبارك في ذلك دورا قد يكرره مجددا، إذا ما حضر قمة دمشق. ويضغط من جانبه لإعطاء المشروعية لتحالف جديد، علي غرار ذلك الذي قادته الولايات المتحدة لتحرير الكويت، ورعاه بوش الأب، وانخرطت فيه سورية ومصر والسعودية ودول الخليج. وكان بمثابة بوابة فتحت أمام جحافل الغزو، وأعادت احتلال المنطقة من جديد، إنطلاقا من العراق، وترتب علي ذلك تراجع الدبلوماسية أمام زحف الجيوش والمجنزرات والطائرات والصواريخ، وأمام كم اللهب والنار والدمار المصاحب لها .
والخيار العسكري الذي تتبناه الإدارة الأمريكية والدولة الصهيونية، في التعامل مع مشاكل العرب مجرَّم تماما في إدارة الصراع الدموي مع الاستيطان الصهيوني في فلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق، حلال للغرب والدولة الصهيونية وحرام علي العرب والمسلمين. ومن المتوقع أن يكون الخيار العسكري خيارا أمريكيا صهيونيا في توجيه الضربة المحتملة لسورية ولبنان وفلسطين. فيتسع به قوس النار والإبادة. ممتدا من حدود إيران حتي تخوم مصر الشرقية، لقد وُظفت القمم العربية واستغلت كأدوات فاعلة في تنفيذ مخطط الأمركة والصهينة الجاري علي قدم وساق. وانتقلت بذلك من النقيض إلي النقيض. فحين تأسست جامعة الدول العربية، في مثل هذا الشهر من عام 1945 نص ميثاقها علي حماية استقلال الدول الأعضاء فيها، والمحافظة علي سلامها وأمنها، والدفاع عن أي منها، حين تتعرض للتهديد أو العدوان. وهذا الميثاق هو الذي يلزم ويضبط العمل بمؤسسات ومنظمات الجامعة، بما فيها مؤسسة القمة. وبسبب ذلك احتلت القضية الفلسطينية موقعا متقدما علي جدول أعمال القمم العربية واهتماماتها، لسنوات عدة، بعد قيام الدولة الصهيونية، وأصبحت الأساس في عقد مؤتمراتها حتي سنوات مضت، واستقر هذا التوجه في مؤتمر القمة الأول المنعقد في القاهرة، كانون الثاني (يناير) 1964، والمؤتمر الذي تلاه في الإسكندرية، أيلول (سبتمبر) من نفس العام. صدرت عنهما قرارات استهدفت التصدي للدولة الصهيونية، في محاولتها تحويل مجري نهر الأردن، وخرج منهما تشكيل جيش التحرير الفلسطيني، وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وإقامة القيادة العربية الموحدة، كقيادة تواجه الأخطار التي تتعرض لها الدول العربية .


كانت تلك قصة الأمس مع القمم العربية كانت سياسة مصر وقتها فاعلة، تثق في نفسها وفي شعبها وأمتها، وتعرف مسؤوليتها ودورها، ومع تراجع فعاليتها، وانعدام ثقتها بنفسها، وتخليها عن مسؤوليتها ودورها، دخل الوطن العربي إلي نفق الحقبة السعودية المعتم. وعبره دخل إلي بيت الطاعة الأمريكي، ومنه وقع في الأسر الصهيوني، ففقد كل ما هو إيجابي ونبيل في حياته وتاريخه. ومع مظهر النجاح الذي غلف قمة الرباط في تشرين الأول (اكتوبر) 1974، بتأثير الأداء العسكري العربي المتميز في 1973، فإننا نكتشف أنها كانت بداية أوصلتنا إلي ما نحن فيه، فعندما تقر مبدأ منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، فانها غرست بذرة إنتزاع القضية الفلسطينية من عمقها العربي ومحيطها الإسلامي ونطاقها الإنساني. والادعاء أنها شأن فلسطيني خالص، لا علاقة لأحد به، وانتزاع فلسطين من دوائرها الطبيعية حصرها وحاصرها، وما كادت سنوات قليلة تمضي حتي أضحي القرار المستقل نهجا للعمل الفلسطيني. أدخله مرحلة العزلة فضيقت عليه وحدت من حركته. وأذكر أنني حين بحثت وقتها عن معني استقلال القرار الفلسطيني تبين لي أنه لم يكن استقلالا بالمعني الوطني. يبعده عن التبعية الغربية والهيمنة الاستعمارية والصهيونية، وكان انتقالا بفلسطين من فضاء التعريب الرحب إلي متاهة التغريب الخانق، ومن نطاق الإنسانية الواسع إلي الأفق الصهيوني الضيق، وكلما نأت قرارات القمم العربية بنفسها عن فلسطين زادت وتوالت المجازر، وضاعت الأراضي، وتضاعفت المستوطنات .
هذا المسار المختل للنظام الرسمي العربي، الذي صنعته القمم العربية، اتخذ من التدويل والرهان علي الأمركة ملاذا، مما أدي إلي تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني، وإلي فتح الطريق أمام الاعتراف بالدولة الصهيونية. وقبلها كان السادات قد قامر بزيارة القدس وهي تحت الاحتلال، وحل ضيفا علي الدولة الصهيونية، في أول مغامرة من نوعها يقدم عليها رئيس عربي، ولم يكن أي رئيس عربي. إنه رئيس أكبر دولة عربية وأقواها، في ذلك الوقت. واستمر ذلك بالتداعي إلي أن صارت فلسطين شأنا أمريكيا وصهيونيا خالصا، وأضحي الشأن العربي كله، هو الآخر، شأنا أمريكيا صهيونيا وقام حسني مبارك بدوره المعهود في قمة القاهرة الاستثنائية 1990، ضاربا عرض الحائط بميثاق الجامعة، ومجهضا بذلك مسعي كان جادا لوضع النزاع العراقي الكويتي في نطاقه العربي، والعمل علي حله سلميا، وتحولت قمة القاهرة، علي يديه، من قمة مصالحة إلي قمة حرب، ثم استغلت قرارات تحرير الكويت لتبرير وتزكية مخطط تدمير العراق وإلغاء وجوده، وعن طريق الغزو أصبح العراق، ذلك البلد العريق والعظيم، أثرا بعد عين. ولم يختلف الأمر كثيرا علي جبهة فلسطين، أُضعفت مناعتها، وهُدت قواها، وطرد أبناؤها وتمت ملاحقتهم، ومنهم من ألقي بنفسه في جحيم أوسلو 1993، الذي خرج من دهاليز أجهزة الأمن الغربية، وأخذت مثل هذه الاتفاقات، التي تمت برعاية أمريكية، تحل محل مواثيق تعطي الحق لمن تحتل أو تغتصب أرضه أن يقاوم، إلي أن ينتصر ويتحرر. وأزيحت، تبعا لذلك، قرارات عربية وأممية كانت تعطي هذا الحق للفلسطينيين، واستبدلت بأخري، كان أخطرها قرار قمة بيروت 2002 ، بتبني ما عرف بـ المبادرة العربية ، فتعرب التطبيع وعُممت الصهينة، وأضحت المبادرة العربية ركيزة وضعت الدبلوماسية العربية في خدمة التوسع الصهيوني .
وبعد أن كان التطبيع عملا فرديا، يخص كل بلد عربي علي حده، أصبح أحد مهام القمة تنفذه برعايتها .
وإذا ما ساد مناخ كهذا فمن الطبيعي أن توصف المواقف السورية، وتوجهات نصف الحكم اللبناني، وممارسات نصف السلطة الفلسطينية، بأنها مارقة . ترعي الإرهاب، لمجرد أنها ما زالت تتحفظ وتتحايل علي الأوضاع، لتبقي علي وجودها وحياتها. وتتصدي بقدر ما تستطيع وتطيق للإبادة المنظمة ولذلك الحجم الضخم من التنازلات والتراجعات، الذي قامت به مؤتمرات القمة. ونلاحظ أن السياسة السورية خانها دهاؤها المعهود، فتمسكت بعقد القمة، وهي تعلم أن زيارة جورج دبليو بوش الأخيرة لعدد من دول المنطقة كانت لتوظيف القمة لإحكام العزلة حول سورية، واستغل علاقاته، ووجود جيوشه، وتهديداته وإغراءاته، في الضغط والغواية علي قوي محلية وإقليمية.
طلب منها إحكام العزلة علي سورية. وجعل من الدور السعودي دورا محوريا في هذه العمل، وألحق به حسني مبارك لمتابعته ورعايته. والملفت للنظر أن هذا حدث في وقت أشارت فيه الإدارة الأمريكية إلي محورية الدور السوري وأهميته .
وبالفعل إن لسورية دورا محوريا ومتشابكا، مع دول ومنظمات وكتل عديدة، في المنطقة وخارجها، وبه استطاعت التخفيف من النزاع الخليجي الإيراني، وحدت من تداعيات الملف النووي علي دول الخليج، مما أسفر عن حضور الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة. وكان من الممكن أن يحسب ذلك للسياسة السورية، ويغير من طابع القمة، ويحولها من قمة حرب، كما هو متوقع، إلي قمة مصالحة!.
والأهداف التي كانت تعقد من أجلها القمم العربية توارت، وهذا أفقدها مبرر انعقادها واستمرارها، فتذهب غير مأسوف عليها. أقول هذا وقد كنت من أشد المدافعين والعاملين علي دعم ومساندة قرارات جامعة الدول العربية، كآخر ما تبقي من صيغ العمل العربي المشترك، وها أنذا أقول أن وجودها صار عبئا وجب التخلص منه، وقد بدأت بذرة هذا الموقف تنمو داخلي مع تقلد عمرو موسي لمنصب الأمين العام للجامعة عام 2001، ومنذ اللقاء الأول معه لم أتفاءل كثيرا لا من نهجه ولا من طريقة تعامله، ولهذا قصة أخري قد تروي في يوم ما .


محمد عبد الحكم دياب _ اعداد : مجموعه ريح الشـرق
</FONT></STRONG></FONT>
luai
luai
:: شخصية مهمة ::
:: شخصية مهمة ::

{الجـنــس} : ذكر
{الإقــامـة} : مؤتمرات القمة أصبحت تجلب المضار أكثر مما تحقق المنافع 6qp41810
{آلـعـمـــر} : 46
{آلمسـآهمـات} : 204
{تآريخ آلتسجيل} : 20/03/2008
{العــمــل} : Interior Designer

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى