مرَّ من بين يداي , ولم أراه !

من طرف **ابن الفتح** 2008-02-07, 5:05 am

بسم الله الرحمن الرحيم

وبهِ نستعين :

كيف يمر بين يدي ولم أراه , فعلاً غريب , ومن نعمة الرحمن علي وعلى غيري أنني لم أراه ولا يراه غيري .

بل ومن نعم الله علينا أنَّه حتى الآن لم يزرنا ولازلنا في فسحة من زيارته .

أليست غريباً بتلك العبارات , وهل تبادر لذهنكم أمراً ما وأنا أسرد لكم العبارات الآنفة !

سنة الستة والثمانون بعد التسع مائة والألف من الميلاد , بالتحديد في رمضان تلك السنة , وبالتحديد أكثر عند صلاة التراويح :

جلست أمام جدتي وأنا وقتها طفلٌ لم أتجاوز السادسة , فجلست أنظر إليها وهي تحتضر في اللحظات الأخيرة من حياتها , لم أفقه تلك اللحظات ولم أعيها أبداً , ولم يكن في ذهني أنَّ ملك الموت في نفس الغرفة التي أنا فيها , بل وأمامي يتنزع الروح من جسدِ جدتي .

فقد مرَّ من أمامي ولم أراه , ولقد زار جدتي ولا أعرف متى سيزورني , ومتى سيزورك أنت أيضاً أيها القارئ .

وتذكر بأنَّ ذلك الزائر ثقيلٌ على أناس , وخفيف على قلب أناس , يستبشر بهِ أناس , ويضيق بهِ صدور أناس , يبش لهُ أناس , ويعبس لهُ أناس .

والمشكلة التي تواجهنا هو أنه يأتي بلا موعد , ولا استئذان .

حتى الملك والأمير , ولا نذهب بعيداً , لنضرب بفهد وجابر أقرب الأمثلة , فهل استأذن ذلك الزائر أولئك النفر !

وهنا يتفرعن ذلك السؤال ويطرح نفسه بقوة , لو قلنا لك أنَّ الزائر على الباب وسيدخل عليك غداً , ماذا ستفعل !

الإجابات ستتوالى , فمنكم من سيخرج من ماله , ومنكم من سيقوم الليل كله , ومنكم من سيفعل الأعمال تلو الأعمال .

كان أحد العُبَّاد يحفر حفرة في بيته, وكما تعلمون لا يوجد كهرباء , فالبيت مظلم , ومن باب أولى كذلك الحفرة أشد ظلمة .

ثم يلبس الكفن , فيدخل في الحفرة , فيُغطي نفسه , فيستوحش من تلك الظلمة وتلك الحفرة فيصرخ ويظن بأنه سيواجه الموت فعلاً , فيقول : ربِّي ارجعون ربِّي ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت , ثم يخرج من الحفرة فيقول , هاقد رجعتي يا نفس , فوالله لتعملين وتعملين .

إنَّ أبسط الأمور التي يقصر بها الشاب أو الفتاة وتكون حسرة عليهما , هي الصلاة .

أتعلمون أنَّكم يا من تركتم الصلاة أنكم موضع خلاف بين العلماء في إسلامكم !

فبعض العلماء يُخرجونكم من الدين والبعض الآخر يدخلونكم فيه !

أتعلمون أنَّ ابن حنبل وابن تيمية وغيرهم كثير يرون بأنكم مرتدين وعقد قرانكم باطل ونكاحكم زنا ولاتؤكل ذبيحتكم وإذا متم لا تُغسلون ولا يُصلى عليكم وأنكم خارج ملة الإسلام !

أتعلمون بأن هذا الكلام يوافق عليه ابن باز وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء إجمالاً !

أنا نقلت تلكم الفتاوى والمعلومات فقط من باب البيان لبعض الشباب الذي غفل وتغافل عن ذلك الأمر المهم جداً ويظن بأنه على خير وهو على شر مكانة .

فليحذر الإنسان العاقل وليعي الأمر حق الوعي ولينقذ نفسه .

منقوووووووووووول للفائدة

تقبلوا فائق تقديري و احترامي