من حكمت المصري الى - حكام العرب

من طرف صقر السياسة 2008-03-07, 8:58 pm

حكمت المصري : إلى حكام وحكماء العرب .. من نساء غزة

06/03/2008 10:56:26

كان خبراء التربية دائما يقولون لنا أثناء اكتظاظنا داخل قاعات الدراسة مصرين في طلب العلم رغم معاناتنا المتكررة جالسين على مقاعد دراسية متواضعة نركز بصعوبة ،

في ظل أوضاع تعجز مفردات اللغة عن وصفها بل تخجل كونها لا تعبر بصدق عن واقع أصبحنا نمسي ونصبح عليه ولا نتقن فيه سوى العويل والصراخ والبكاء والقسوة مما نراه من قتل وقصف وتدمير وتشريد ومن حصار خانق نتج عنه ، كما يعلم الجميع ، نقص في المواد الاساسية وإغلاق للمعابر وانقطاع متكرر في التيار الكهربائي وغير ذلك من الأشياء التي لا أجد حيزا مكانيا لذكرها بشكل مفصل . أصبحنا اخوانى اخواتى نرى أشياء لا نستطيع النظر إليها بسهولة ويسر في ظل ذاك الضعف البصري الذي أصابنا وفى ظل ذاك التحجر الذي تعانى منه قلوب الكثير منا .. فكيف ابدأ ومن أين في سرد الحكايات التي تحدث لهذا الشعب منذ عام النكبة حتى اليوم؟ . سأكتفي بالحديث عن هذه الأيام التي تتسارع فيها دول العالم لاستقبال الثامن من أذار / مارس أو ما يعرف بيوم المرأة العالمي ، والذي اختير لربما ليس صدفة وإنما عن قصد كون هذا اليوم يأتي في أواخر فصل الشتاء ، حيث الغصون اليانعة والأزهار المتفتحة بأنواعها المختلفة والتي تتزين لاستقبال فصل الربيع . كيف بالله عليكم سيكون حالكم لو شاهدتم هذه الأزهار بين أحضان مدينه غزة ؟ وهى تهتز في أيام الشمس المشرقة بخجل ناتج عن نسيم هواء البحر الهائج دائما وعلى رأسها زهر الحنون الأحمر الذي تقف أروع الكلمات عاجزة عن وصف جماله . هل شاهدتم دبابات الاحتلال في المحرقة وهى تدوسه بكل قسوة ؟ وماذا حدث لكم عندما رأيتم دماء وأشلاء الأطفال والنساء وهى تتناثر عليه ؟. هل ستصرون على إنفاق الملايين لتنظيم الاحتفال بيوم المرأة العالمي في شتى بقاع العالم؟ . هذه المرأة التي انتهكت كرامتها على مرأى عيونكم وعلى مسمع آذانكم في غزة هاشم ، فهي الشهيدة وهى الجريحة وهى المشردة وهى العروس التي يبحثون عنها تحت الأنقاض ، وبطاقات دعوة عرسها تصرخ ، بل هي أم ذاك الطفل التي سارعت الفضائيات لنقل صورته شهيدا ، وهى أم وأخت وبنت وزوجة الشهيد والأسير والجريح ، بل هي هدى غالية ، ولتكن مصيبة لو أنكم نسيتم هدى الغالية ..
هذا كله تجسيد لحال وواقع المرأة في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والسودان وغالبية أنحاء الوطن العربي الكبير ، حيث الجوع والفقر والتشتت وانتشار الأمراض والأوبئة والحروب ... كيف ستنقلون الصورة وبأي نوع من الكاميرات وبأي نوع من اللقطات ؟ هل ستكون صوركم معبرة أم ستغشى عيونكم عن الحقيقة حتى تحصلون على نتائج أفضل للاحتفال ؟ حيث لا مجال عندكم للنكد وفضح الممارسات التي تنتهك حقوق المرأة .. ماذا علينا أن نطلب منكم في زمن لا يوجد فيه المعتصم ولا صلاح الدين .. بالله عليكم كيف لدموع المرأة أن تجف بدون من يأخذ بيدها للأمام؟ .. كيف لها أن تنهض وهى تغرق في الدموع تبكى حالها وأحوالها؟ .. هذه الحالات تنتابني دائما في وقت المحاضرات لانتبه على صوت الدكتور في المحاضرة ، ليقول إن الممارسة تولد الخبرة وهى المقولة التي رغبت بذكرها في بداية حديثي ... فلقد أصبحنا خبراء في تجسيد دراما واقعية بحتة أبطالها النساء والأطفال والشيوخ ومسرحها غزة هاشم ، ومخرجها الاحتلال ومشاهدوها انتم بصدور متحجرة مستسلمة ، لقطاتها متبادلة بين العويل والصراخ والحزن وحمل الهموم والنكبات والمجازر، في زمن أقول فيه لقادة الوطن العربي استوصوا بنساء" فلسطين" خيرا كما قال رسول الله صلى اله عليه وسلم .. { استوصوا بالنساء خيرا}.