منشورات تدعو العراقيين لثورة ضد الاحتلال وانتحارية تقتل 15 شرطيا بهجوم في بعقوبة

من طرف صقر السياسة 2008-06-24, 12:03 am

بغداد ـ :
امتنعت المصادر الامنية العراقية في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد)، عن التعليق علي ظهور آلاف المنشورات لعدة مرات في شوارع مدينة الحلة مركز محافظة بابل وهي تدعو الناس الي الاستعداد لثورة كبيرة ومواجهة القوات الامريكية. وفيما تؤكد المصادر الامنية وجود هذه المنشورات وانتشارها عدة مرات بكثرة ويؤكد ذلك اهالي المدينة، الا ان اي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن تلك المنشورات التي لا تحمل اي توقيع، ما يجعل الكثير من الخبراء يعتقدون ان ذلك جاء متزامنا مع دعوة مقتدي الصدر لتشكيل مجاميع خاصة لقتال الامريكيين.
آخر منشور من هذا النوع تم توزيعه الاسبوع الماضي واستهل بشعار يقول المقاومة الوطنية خيار العراقيين الأوحد لطرد الاحتلال وعملائه .
المنشور الذي لم يحمل توقيع اية جهة يحرض المواطنين علي الحصول علي العتاد الكافي وتخزينه الي ان تحين (ساعة الصفر) التي لم يفصح عن توقيتها أو ماهيتها، الا انه دعا المواطنين الي متابعة شبكات الانترنت وما تبثه من تعليمات خاصة بما اسماها بـ(الثورة العراقية المسلحة) مناشدا كل من يطلع علي هذه التعليمات ساعة بثها توزيعها بين المواطنين.
ويختتم المنشور بالتاكيد علي ان الالتحاق بصفوف الثورة العراقية المسلحة واجب وطني مقدس وتكليف.
ولا يعد هذا المنشور الاول من نوعه الذي يوزع في مدينة الحلة واطرافها بل سبقه منشور وزع في ناحية ابو غرق يحرض علي مقاتلة الامريكان، ومنشور آخر وزع في منطقة (الوردية خارج) بالقرب من الحلة هاجم موزعوه المجلس الاسلامي الاعلي ونعتوه بالتنظيم الارهابي، وهو ما عده المراقبون تصفية حسابات حزبية ليس من الغريب ان تظهر بهذا الشكل قبيل انتخابات مجالس المحافظات المرتقبة.
ويعتقد المراقبون ان ثمة الكثير من الخلايا النائمة في محافظة بابل ربما انتهزت اعلان السيد الصدر لتظهر وتنشط تحت مظلة هذا الاعلان ، مشيرين الي ان من بين هذه الخلايا المرتبطة بحزب البعث المنحل، وبعضها الآخر مرتبطة ربما بجند السماء او غيرها من التيارات الشيعية المتشددة .
من جهة اخري قالت الشرطة العراقية ومصادر مستشفي ان 15 شخصا علي الاقل قتلوا كما أصيب 35 شخصا عندما فجرت مهاجمة انتحارية نفسها وسط رجال شرطة يتناولون الغداء شمالي بغداد امس الاحد. ووقع الهجوم في بعقوبة عاصمة محافظة ديالي المختلطة عرقيا حيث سعي متشددون من أعضاء تنظيم القاعدة لاثارة توترات بالرغم من الهجمات العسكرية المتتالية التي وضعتهم في موقف دفاعي. وقالت الشرطة ان امرأة توجهت نحو مجموعة من رجال الشرطة أثناء تناولهم الغداء عند مطعم مفتوح ثم فجرت العبوة الناسفة المخبأة تحت ملابسها. واندلعت النيران أيضا في العديد من السيارات. وذكرت الشرطة ومصادر مستشفي أن 15 شخصا علي الاقل قتلوا في الهجوم الذي وقع خارج مبني محكمة في بعقوبة الواقعة علي بعد 65 كيلومترا شمالي بغداد. وذكر الجيش الامريكي أن الانفجار قتل 14 شخصا منهم سبعة من أفراد الشرطة. وفي مشرحة المستشفي غطت الملاءات البيضاء معظم الجثث. وأخذ رجل يولول علي جثة علي محفة. ونفذت العديد من المهاجمات الانتحاريات عددا من الهجمات خلال الشهور الستة المنصرمة ولا سيما في ديالي وبغداد.
وألقي مسؤولو أمن باللوم في هذه التفجيرات علي تنظيم القاعدة الذي يقولون انه سعي لتجنيد نساء لان بامكانهن في بعض الاوقات تفادي عمليات التفتيش الامنية الصارمة التي يخضع لها الرجال.
وتراجعت أعمال العنف في العراق الي أدني مستوياتها منذ أربعة أعوام لكن انفجار امس هو ثاني هجوم كبير خلال الاسبوع المنصرم. وألقت القوات الامريكية باللوم علي ميليشيا شيعية مارقة في انفجار شاحنة ملغومة أسفر عن سقوط 63 قتيلا في بغداد يوم الثلاثاء الماضي.
وكان هذا أكثر الهجمات دموية في بغداد منذ أكثر من ثلاثة شهور.